2024-04-23 03:49 م

دور مادة التربية الوطنية في تعميق الإنتماء الوطني وتعزيز القيم الإنسانية

2016-12-30
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
تسهم المناهج الدراسية بمراحل التعليم المختلفة في غرس العديد من القيم، سواء كانت الإجتماعية أو الوطنية أو الدينية، إلا أن مادة التربية الوطنية تلعب دوراً بارزاً ومهماً في تكوين الولاء والإنتماء لهذا الوطن ومقدراته، وفي السياق نفسه تسهم هذه المادة في تحقيق أهداف الجمهورية العربية السورية والمتمثلة في تنشئة المواطن الصالح المخلص في خدمة وطنه الذي ينتمي إليه ويقدّر معاني الوطنية ويمثلها في سلوكه. للتربية والتعلم دور مهم في صقل الثقافة الوطنية وخلق الوعي وتنميته, لإيجاد جيل قادر على أداء دوره بفاعلية ومجابهة التحديات التي تعترضه، وإدراك واقعه ومشاكله لإيجاد الحلول المناسبة لها، والحفاظ على تراثه وماضيه، فأداة التربية الرئيسية هي "المعلم", كونه أداة وطنية إصلاحية مؤثرة لها دورها الفاعل المتجدد في غرس الإنتماء الوطني في نفوس الطلاب. وإنطلاقاً من ذلك هناك مجموعة من الأهداف العامة للتربية الوطنية تتمثل بـ: تكوين الوعي الإيجابي لدى الطلاب بالتحديات التي تواجه سورية، وتعريفهم بمكانة سورية وتاريخها وتوضيح دورها إقليمياً ودولياً، وتدريبهم على مهارات الحوار وإبداء الرأي والمشاركة في النقاش، بالإضافة الى تعريف الطلاب بمؤوسسات وطنهم ونظمه الحضارية، وتعويدهم على حب النظام وإحترام الأنظمة والتقيد بها، وتنمية الإعتزاز بالإنتماء للأمة العربية وأهمية التواصل مع العالم الخارجي، فضلاً عن تعويد الطلاب على المقارنة بين ماضي البلاد وحاضرها حتى يفهموا معنى التطور ومفهوم التقدم، وإبراز تاريخ النهضة الحضارية وإيضاح حجم التضحيات التي بذلها الآباء والأجداد. لذلك تعد التربية الوطنية في المجتمع السوري رهان تربوي وتحد لإبراز المواطنة، وأن المعلم يعتبر أهم الوسائط الذي له التأثير الأكبر على عملية التثقيف الوطني وتنمية المواطنة لدى الطلاب، فهو المحور الرئيسي في العملية التربوية والتعليمية في المجتمع السوري، ولعل من أهم سمات المعلم المعزز للإنتماء الوطني بأنه قادر على: تكوين طلاب معتزين بوطنهم والتضحية في سبيله، وترسيخ حب الوطن والإنتماء لدى الطلاب، حيث ينمي فيهم مشاعر الحب والولاء لهذا الوطن، ويحثهم على الحرص عليه والدفاع عنه ضد أي عدوان خارجي، بذلك يعد مقرر التربية الوطنية من بين أهم المقررات التي تهتم بتنمية القيم والإتجاهات، وهو آداة فاعلة في معالجة المشكلات التي يعانيها المجتمع في مقابلة التحديات التي تواجهه، إكتساب المفاهيم والمهارات الضرورية للحياه الفاعلة في المجتمع، إذ ينمو الشعور لدى الفرد بحب هذا المجتمع والإنتماء له. بكل تأكيد إذا كان المعلم يمتلك حساً وطنياً، وهذا ما نتوقعه وما نعرفه عن المنتمين لسلك التربية والتعليم، يستطيع أن يخرج للوطن طلاب أصحاء عقلياً ونفسياً علاوة على المهارات التي يكتسبونها منه كطلاب صالحين يستعدون لحمل مسؤولية الوطن، ومن هنا أكدت وزارة التربية على الإهتمام بالطالب ليأخذ دوره ويطلع مسؤولياته في المشاركة الإجتماعية كمواطن فعال. مجملاً.... إن تعزيز الثقافة الوطنية لدى الطلاب ضرورة حتمية في تنمية روح المواطنة وتعزيز الانتماء للوطن، مما يجعل المتعلم واعياً للأبعاد المختلفة ولما هو مطلوب منه كعضو فاعل في وطننا الكبير سورية، في هذا السياق أقترح بعض الوسائل لتنمية وتعزيز روح المواطنة من خلال الأنشطة الطلابية أهمها: الاحتفاء بالمناسبات الوطنية المختلفة بشكل يشعر الطلاب بقيمتها ودلالاتها، وإقامة المسابقات ذات الجوائز المادية والمعنوية لتشجيع الطلاب على كتابة الموضوعات والقصص التي تؤكد على حب الوطن والتضحية في سبيله، بالإضافة الى توعية الطلاب بالمشكلات والصعاب التي تواجه وطنهم، وإحساسهم بمسؤوليتهم في مواجهتها، وإيجاد الحلول المناسبة لها، فضلاً عن إقامة مسابقات ثقافية، وبحوث تُعنى بتنمية حب الوطن لديهم، ودمج الطلاب في مجتمعهم عن طريق زيارات منسقة للدوائر الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، وبالتالي تعزيز القيم ذات العلاقة بالتربية الوطنية في النشاطات اللامنهجية والزيارات والمحاضرات والنشاطات التطوعية. أن دور المؤسسات التربوية دور هام في إعداد المواطن للاشتراك الفعال في المجتمع من خلال القيام ببعض الأعمال التطوعية لخدمة المجتمع، حيث يجب تشجيع الطلاب على البحوث والاطلاع والعمل التطوعي، وذلك عن طريق المناهج التي وضعتها وزارة التربية والتعليم فلا بد من وجود مؤسسات تعتني بالعمل التطوعي . وأختم بالتأكيد على أهمية توافق متطلبات ومناهج التعليم مع مستجدات الوقت الحالي خصوصاً أن الغاية والهدف من مادة التربية الوطنية هي تعزيز الجانب الوطني لدى الطالب، فتجارب وزارة التربية منذ قيامها حتى وقتنا الحالي تؤكد ضرورة تعميمها ونشرها بين جيل النشء والتي تستعرض من خلالها مراحل وجوانب قيام الدولة حتى وصولها إلى مصاف دول العالم المتقدم.
khaym1979@yahoo.com