2024-03-29 06:55 م

رحل أوباما..... وبقيت سورية الصامدة

2016-12-28
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
ها قد رحل أوباما تاركا البيت الأبيض وبجعبته سلة مملوءة بالإهانات بعد أن حصد تاريخا أسوداً شوه وجه أمريكا بعد أن فشلت سياسته على كل كافة الأصعدة داخلياً وخارجياً ليظل الرئيس الأسد حجر عثرة في وجه المخطط الأمريكي الذي يريد تدمير سورية، ويوقظ مضاجع صقور البيت الأبيض القدماء والجدد. من اليوم الأول للأزمة في سورية، عبرت أمريكا ودول إقليمية أخرى عن آمالها بسقوط النظام في سورية، من خلال تقديراتها المعلنة والغير المعلنة بقرب سقوط النظام السوري، الذي يُعد فرصة حقيقية من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق أمن إسرائيل، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه هنا:متى يسقط النظام السوري ؟ سؤال حيًر أمريكا وحلفاؤها وخيب أملهم اثر التصريحات والوعود التي قطعوها والتي لم يتحقق أي منها حتى الأن، فالخطأ الأكبر الذي وقع فيه أوباما هو سوء تقديره لقوة وقدرة النظام السوري وحلفاؤه على الصمود طوال هذه السنوات، برغم الدعم الغربي للقوى المتطرفة في سورية، فتحرير مدينة حلب أعطى الجيش السوري مؤشر ودفعة قوية في الحرب السورية، وقلبت الموازين الدولية والإقليمية بما لها من أثر ميداني متصاعد في المنطقة بأكملها. في الفترة الأخيرة حدثت تطورات سياسية وميدانية أثّرت بأشكال مختلفة على وُجهة الحرب السورية، فالمتتبع لهذه التطورات والأحداث يدرك جيداً بتصاعد وتيرة الجهود التي تبذلها قوى إقليمية ودولية عديدة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة، وفي الوقت الذي استطاع فيه الرئيس الأسد أن يتحدى التعقيدات الميدانية بانتصارات الجيش السوري على الإرهاب بكافه أنواعه، وسعي العديد من الدول الأوربية وأمريكا بالذات للتعاون مع النظام السوري في الأمور الأمنية، لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية التي باتت تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، فيما يعد اعترافاً ضمنياً بانتصار الأسد على أعدائه، وإنطلاقاً من ذلك فأن مسألة بقاء النظام السوري هي أبرز التوقعات التي خرج بها عدد من المراقبين في الشأن السياسي والدولي، وهذا من شأنه أن يعيد تشكيل خريطة القوة الدولية من جديد في المنطقة، وبذلك فشل الغرب في كسر شوكة الجيش السوري وإسقاط الرئيس الأسد، وإنطلاقاً من ذلك فإن النصر الحقيقي الذي حققه الأسد هو إنتصاره على أوباما والقادة الغربيين الذي توقعوا هزيمته وإبعاده عن الحكم بعد شهور قليلة من بداية الأزمة السورية، لكن الأسد هزم أسوأ التوقعات وبقي صامداً. لقد فشل الرهان الأمريكي على ما يسمى الربيع العربي لإسقاط سورية بعد أن غامر باراك أوباما بكل رصيده، سواء محاولته لإستغلال التحولات الكبرى، أو ضعف الدول العربية أو من خلال مساندته ودعمه للدواعش وأخواتها، لذلك يبدو أن أوباما سيُنهي ولايته الرئاسية، بالكثير من السخط تجاهه من قِبل المدافعين عن الهيبة الأمريكية، حيث إنه سيُنهي فترة ولايته دون تحقيقه أياً من الأهداف الأميركية، في هذا الإطار إن إهتزاز صورة أمريكا لدى الشعوب التي لم تعد القوه التي تقود العالم وتحمي السلام، أيقن الأمريكيون لحقيقة الوضع الأمريكي المهتز بالعالم وأن أوباما فشل في سياسته الخارجية وإن المشروع الأمريكي للسيطرة والهيمنة على الشرق الأوسط تحطم على صخرة الصمود السوري . مجملاً.... إن المراهنين على تمزيق وحدة أبناء الدولة السورية بأنهم واهمون والذين يراهنون على ورقتهم الأخيرة داعش وأخواتها في سورية فقد خسروا، ومن يراهن على سورية فسورية باقية أبد الدهر، وهي وليدة أول الحضارات ولن تمسح من ذاكرة العالم لانها أول من نورت العالم بحروفه الاولى وسيذهب داعش ومن وراءه الى حيث لارجعة، إذاً هي معادلات جديدة رسمتها سورية لتحقيق النصر، و فشلت واشنطن ومن معها بإخضاع دمشق أو تحقيق أي نصر يذكر على جيشها، ليتوصلوا أن من يقف وراء صمود سورية جيش قوي يواجه هذه الحرب التي تشن عليه. وأختم بالقول....إن عام 2017 سيكون مرحلة مفصلية في تاريخ سورية كونه يحمل في جعبته الكثير من المفاجآت التي ستغير شكل المنطقة، لذلك سنتوقع في الأسابيع المقبلة أن يكون هناك تحول كبير بالساحة السورية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الأزمة السورية ومن ثم نهايتها، كما أن هناك بعض الدول ستخسر رهانها بالحرب على سورية كون أن الأحداث والوقائع الميدانية في تشير إلى إنهيار كبير بين صفوف القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة الأخرى، يقابله صمود الشعب السوري وإصراره على تحرير دولته من الإرهاب .
Khaym1979@yahoo.com