2024-04-19 07:03 م

لكل رئيس أمريكي عدو خاص به ؟؟ !!

2016-12-24
بقلم: رابح بوكريش
عين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الملياردير بيتر نافارو، خبير الاقتصاد المعروف لعداوته للصين، على رأس «مجلس التجارة الخارجية»، وهو مكتب تابع للبيت الأبيض تم إنشاؤه . من الطبيعي أن يتساءل الإنسان عن سر تعيين عدو للصين وعن الموقف الذي سيتخذه الرئيس الجديد اتجاه الصين . الواقع أنه لأول مرة يعبر رئيس أمريكي عن برنامجه السري بمثل هذه الطريقة وهذه الثقة في النفس . هذا ويظهر أن عناصر جديدة دخلت في السياسة الأمريكية " الحماية مقابل الدفع " . على كل حال كثير من المراقبين ظنوا أن ترامب سيتغير موقفه من كل هذا تحت تأثير أصدقاء أمريكا وبعض من اليد الناعمة الأمريكية ، ولكن الذين يعرفون جيدا ترامب لا يرون هذا الرأي ويتوقعون أن يطبق كل ما جاء في حملته الانتخابية أي يبقى على ما كان عليه من غرور وكبرياء وعناد . ولا ننسي أن غداة الأيام الأولى من الحملة الانتخابية قال ترامب " أن أوباما هو الذي خلق " " داعش " وقبل هذا قالت هيلاري كلينتون في كتابها الأخير " نحن الذين خلقنا داعش " . هذا ويجدر بنا أن لا ننسى أن جورج بوش الأبن هو من خلق القاعدة حسب الكثير من الكتابات والوثائق . نستنج من هذا الكلام أن كل رئيس أمريكا جديد لا بد له من عدو حتى يطبق برنامجه الانتخابي !! ونستنج من هذا الكلام ايضا أن ما أثير حول المكالمة الهاتفية مع رئيسة تايوان تساي إينغ وين، في خطوة استثنائية وربما غير مسبوقة منذ قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية عام 1979 مع الجزيرة، في وقت هوّنت الصين من الاتصال ووصفته بأنه "عمل تافه" من قبل تايوان يدخل في هذا الإطار . وهذا معناه أن عدو أمريكا الأساسي في عهد ترامب " الصين " . ومهما كانت الحقيقة فإنه يتبين أن الاتجاه الذي سيسير فيه ترامب يخلق في الصين ومحيطها وحتى في العالم وضعية من شأنها خلط الأوراق في آسيا وهذا ما سيزيد بطبيعة الحال في حدة التوتر بين الصين وأمريكا . الحقيقة الواضحة تماما هي أن ترامب مقتنع بأفكاره الخاصة ومصمم على محاولة تحطيم قوة الصين ، وأنه بسبب ذلك مستعد لجميع المناورات السياسية ، وبذلك أصبح هو العدو الأول لصين ، فمن ذا الذي سينتصر . على كل حال من الممكن أن يجري لترامب ما جرى لكيندي لأن الحكمة تقول " من يستعجل كثيرا، في النهاية يتعثر " .