2024-03-29 08:50 ص

باحث سياسي تركي: الإمارات مركز إسرائيل في الشرق الأوسط

2016-12-07
أفق أولوطاش - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

كثر الجدال في الآونة الأخير بخصوص الشأن التركي في الشرق الأوسط بشكل ملفت للنظر، وقد قمنا بجهود كبيرة في زيادة وعي الرأي العام في المنطقة من خلال مشاركتنا في الدورة الثالثة لمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية في العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة العلاقات بين تركيا ودول الخليج العربي بمشاركة مجموعة من الباحثين والخبراء الخليجيين والأجانب وهي ندوة مشتركة ينظمها المركز العربي بالتعاون مع مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تركيا (سيتا).

وحسب مشاركتي لسنوات طويلة في الأبحاث التركية في الشرق الأوسط، يمكنني القول بأن جانب من العالم لديه سوء فهم للسياسة التركية، وبناءا على هذا يوجد قطبان متضادان في فهم وإدراك السياسة التركية، أحدهما ينتقد تركيا مستخدما أسباب أيديولوجية، أما الآخر فيدافع عن تركيا مستخدما لنفس هذه الأسباب.

وتعد الإمارات العربية المتحدة المنتقد الأول لتركيا في الشرق الأوسط، فهي لا تكل ولا تمل من التحريض ضد تركيا في الشرق الأوسط، وأينما تنظر فلها أصابع خفية من مصر إلى تونس ومن الصومال إلى صربيا، بل وأصبح دعمها المالي للجماعات المناهضة لتركيا أمرا مكشوفا، و أصبح تحريضها الإعلامي ضد تركيا في العالم العربي واضحا لا يخفى على أحد.

أخذت أوساط كثيرة في العالم العربي وحتى أوساط منتقدة لتركيا في الفترة الأخيرة بانتقاد الإمارات بسبب عقدها ووساوسها الفارغة، فالإمارات ترى أن دعم تركيا للحركات الإسلامية يشكل تهديدا لها ولأمنها، مع العلم أن عددا كبيرا من حركة الإخوان المسلمين الإماراتية خارج البلاد، لكن السؤال المهم لحساب من تعمل الإمارات في عداوتها المفرطة ضد الإخوان المسلمين؟

ومن الملفت للنظر، أن الإمارات تتصارع مع عدو خيالي، ومن جهة أخرى تدعم حملات "الإسلاموفوبيا" في أوروبا ماديا، وتهاجم الإمارات تركيا في موضوعين هما العلاقات التركية-الإسرائيلية و قضية اللاجئين، والمضحك في الأمر أنها آخر دولة لها الحق في الحديث عن هذين الموضوعين، فالإمارات تروج لموضوع العلاقات التركية-الإسرائيلية وكأن هذه العلاقات مبنية على المستوى الاستراتيجي والعسكري، ونسيت أن أغلبية نظامها الأمني قامت بتأسيسه شركات إسرائيلية، أي أن الإمارات تعد مركز إسرائيل في الشرق الأوسط، أما بالنسبة لحديثها عن قضية اللاجئين، فماذا قدمت الإمارات للاجئين السوريين حتى الآن؟ كم لاجئ سوري استضافت؟ ماذا قدمت للمعارضة السورية؟ وماذا قدمت لحلب؟

ما زال الشارع العربي متأملا بالدولة التركية والشعب التركي الذي تصدى لأحداث 15 تموز/ يوليو بشجاعة، وتحاول دول عربية كثيرة وعلى رأسها دول خليجية تأسيس علاقات وطيدة مع تركيا، وهذا يدل على أن هناك أماكن كثيرة لم تطلها الأصابع الإماراتية.