2024-03-29 12:54 ص

نعية داعش المعلقة على أسوار الرقة.. الرحم الأميركية الولاّدة

2016-10-28
بقلم: الدكتور محمد بكر 
لا يمكن وضع الاجتماع الثلاثي الذي  دعت إليه موسكو على مستوى وزراء الخارجية بحضور الجانبين الايراني والسوري، وكذلك تحذير قائد العمليات الميدانية لحلفاء سورية للجانب التركي من تجاوز الخط الأحمر لناحية الدفع بقوات عسكرية والتماس مع قوات الجيش العربي السوري، وذلك قصف الطائرات السورية لمواقع المسلحين المدعومين من تركيا وإجبارها على التراجع، إلا في سياق مرحلة جديدة وعناوين اشتباكية مختلفة باتت تتكاثر في المشهد السوري، بدورها أعلنت واشنطن ولندن عن بدء تحرير مدينة الرقة من داعش خلال الأسابيع القادمة، قبلها تم الاعلان أميركياً عن عزل المدينة والاعتماد على قوات محلية في استرجاع المدينة، كل ذلك هدفه فرملة الروسي وحلفائه المتقدمين في حلب، فرملة ٌ تمضي واشنطن في تصنيعها وصياغة جملة من الممهدات وعوامل حرف أنظار الخصم نحو ساحات وجبهات سورية أخرى، من هنا يمكن فهم كل ما قيل عن استعداد جبهة فتح الشام لادارة التحشيد العسكري في الجنوب بمؤازة فصائل مسلحة عدة عبر الحدود الأردنية، حتى مابثه داعش من فيديو يعرض عملياته القتالية في مخيم اليرموك والتهديد بأن ماسماه عيون المجاهدين تبقى ترقب قلب العاصمة السورية، إنما تسير كل هذه المشاهد  تحت العيون الأميركية لإشغال حمية موسكو وحلفائها عن جبهة حلب على قاعدة اشعال عدة جبهات لخلخلة مركز القوة لدى الخصم. الإعلان الأميركي عن القدرة على العمل العسكري ضمن مساري الرقة والموصل معاً بالتوازي مع جملة ماذكرناه، إنما يأتي في إطار"  تقزيم تطاول " موسكو والحد من يدها في الميدان السوري والعمل الأميركي باقتدار في المراوغة وتصنيع الردود، وهي( أي واشنطن) الخبيرة وصاحبة الباع الطويل في تشكيل الارهاب من الإرهاب ذاته لكن بنكهات متعددة وهياكل مختلفة لكن بذات المضمون ولذات الأهداف، بمعنى يمكن القول أن بداية النهاية لكتلة مسلحة اسمها داعش قد دخلت مرحلة التنفيذ وإن مرحلة ذوبان التنظيم في إطار الإسم قد بدأت، لكن ماذا بعد ذوبان وانحلال داعش؟ وكيف ستستثمر واشنطن سياسياً من حصاد نتائج ذلك على طاولة التسويات مع الروس، وكيف سيكون شكل البناء المشيد على أنقاض داعش؟ ربما يكون عناصر داعش أنفسهم هم المكون الرئيس للقوات المحلية التي ستعتمد عليها واشنطن في عملية التحرير لكن بزي جديد وحلة مختلفة تنتهي معها مشاهد اللحى المرخية والرايات السود والأثواب القصيرة. تختم صحيفة نيزافيسميا غازيتا في أحد المقالات بالقول :  إن تحرير الموصل من داعش لايعني انتهاء محاربة التنظيم في المنطقة، وستعمل الولايات المتحدة على الاستمرار في تغذية الصراع بين الملكيات الخليجية وإيران للزعامة على المنطقة وإن محركي الدمى في الغرب سيستفيدون أقصى ما يمكن من هذا الصراع، وهو مايشكل جوهر المسلك الأميركي في طريقة إدارته للحاصل اليوم، وهذا ما أكدته الصحف الإسرائيلية لجهة التوظيف السياسي للمعركة ضد الإرهاب الذي يخدم الصالح الإسرائيلي ويحرف الأنظار الدولية عن تحرك إسرائيل في الضفة وغزة دون رقيب. قراءة " الفاتحة " أميركياً على " داعش " هو بمنزلة المباركة لعقد قران جديد تكتبه واشنطن لن يبخل باستيلاد الأوراق الجديدة التي ستخط سطورها الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، بانتظار ماسيفجره لقاء محور موسكو من مفاجآت تجهض ماتنتظره واشنطن؟  أم  " فات الميعاد".
* كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا 
 Dr.mbkr83@gmail.com