2024-04-16 10:54 م

فوز "روسيا الموحدة" في الانتخابات الروسية وارجحية استمرار بوتين حتى 2030

2016-09-24
صوفيا/جورج حداد
اكتسح حزب روسيا الموحدة مقاعد مجلس الدوما في الانتخابات النيابية التي جرت في روسيا الاتحادية يوم الاحد 18 ايلول/ سبتمبر 2016. هذه الانتخابات اكتسبت اهمية خاصة إذ يتوقف على نتائجها خط المسار للسياسة الداخلية والخارجية الروسية ليس لفترة ولاية المجلس الذي ينبثق عنها، بل لعدة عقود قادمة.
 
فمنذ ان عاد فلاديمير بوتين الى مركز الرئاسة لفترة ولاية ثالثة في 2014 (وذلك لاربع سنوات بموجب الدستور الحالي)، والكتلة الغربية و"طابورها الخامس" في روسيا، والمنظمات الارهابية الاسلاموية المرتبطة بالغرب وبدول النفط العربية الخليجية وتركيا واسرائيل، تضغط بكل ثقلها، من الداخل ومن الخارج، من اجل اضعاف سلطة بوتين وحزبه "روسيا الموحدة" ودفعهما الى الفشل في الانتخابات النيابية الاخيرة.
انتصار حزب بوتين وستراتيجيته


ولكن النتائج جاءت معاكسة تماما لكل التوقعات الغربية. وخرج بوتين وحزبه من الانتخابات اقوى مما دخلا فيها.
وفيما يلي لمحة موجزة عن النتائج، كما اعلنتها "لجنة الانتخابات" الوطنية العليا:
أ ـ بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 47،81%. وهي من اعلى النسب في الدورات الانتخابية النيابية السابقة.
ب ـ حل في المرتبة الاولى حزب "روسيا الموحدة" (حزب بوتين) الذي يترأسه حاليا رئيس الوزراء دميتريي ميدفيدييف. وحصل على نسبة 54،17% من اصوات المقترعين. كما كسب 203 مقاعد في الدوائر الفردية (بالاقتراع الاكثري) من اصل 206 مقاعد، وكسب المقاعد الثلاثة الباقية نواب من الحزب الشيوعي. وبلغ اجمالي عدد المقاعد التي حصل عليها حزب "روسيا الموحدة" 343 مقعدا من اصل 450 مقعدا هو التعداد الاجمالي لنواب الدوما (البرلمان). علما ان الحزب يحتاج الى اكثرية الثلثين (اي 300 نائب من اصل 450 نائبا) لاجل المصادقة على القرارات الدستورية.


احزاب المعارضة الوطنية


ولم يكن اي من الاحزاب الاخرى يطمح الى مزاحمة حزب "روسيا الموحدة" على المركز الاول، بل كانت المزاحمة على اشدها على المركز الثاني بين الحزب الدمقراطي الليبيرالي بزعامة السياسي القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي، والحزب الشيوعي الفيدرالي الروسي (وريث الحزب الشيوعي السوفياتي السابق) بزعامة غينادي زيوغانوف.
ج ـ حصل الحزب الشيوعي على نسبة 13،37% من اصوات المقترعين، وحل في المرتبة الثانية.
د ـ وحصل الحزب الليبيرالي الدمقراطي الروسي على نسبة 13،17% وحل في المرتبة الثالثة.
هـ ـ وحل في المرتبة الرابعة حزب "روسيا العادلة". وهو حزب يدعو الى بناء نظام اشتراكي جديد يلائم القرن الواحد والعشرين. ويؤيد هذا الحزب الرئيس بوتين، ويعارض مظاهر الفساد والبيروقراطية في تطبيقات الحكومة. ومؤسس الحزب هو سيرغيي ميرونوف، رئيس البرلمان من 2001 الى 2011. وكان قبلا عضوا قياديا في حزب المتقاعدين، الذي توحد مع حزب"الوطن" وحزب "الحياة"، وشكلوا حزب "روسيا العادلة".  
ولم يستطع اي من الاحزاب المسماة "صغيرة"، اليسارية والوطنية او اليمينية واحزاب "الطابور الخامس" الموالية للغرب، ان يصل الى عتبة الـ5% من اصوات المقترعين ليحصل على حق الحصول على مقاعد في البرلمان.
ز ـ حل في المرتبة الخامسة حزب "شيوعيو روسيا" اليساري الذي نال 2،30% من الاصوات.
الافلاس التام للمعارضة الموالية للغرب
ح ـ نال الحزبان المعارضان اليمينيان الرئيسيان: حزب "يابلوكو" 1،95% من الاصوات، وحزب "بارناس" 0،72%.
ط ـ وتراوحت النسب التي حصلت عليها الاحزاب "الصغيرة" الاخرى، من مختلف الاتجاهات، بين 1،75% لحزب "المتقاعدين لاجل العدالة"، و 0،14% لحزب "القوة المدنية".


خفوت "النباح الدمقراطي" الغربي ضد روسيا


هذا وقد حضر عملية الانتخاب للمراقبة والمتابعة الاعلامية مئات المراقبين الاجانب من مختلف الهيئات الدولية والاحزاب والمنظمات والمراقبين المحايدين، من شتى بلدان العالم، وكذلك مئات الصحفيين والاعلاميين الاجانب ومندوبي جميع القنوات التلفزيونية العالمية والوطنية الرئيسية.
وفيما لوحظ غياب شبه تام للبروباغندا الغربية المعتادة ضد الرئيس الروسي تعليقا على هذه الانتخابات أو نتائجها، يستخلص محللون سياسيون الاستنتاجات الرئيسية التالية حول الانتخابات النيابية الاخيرة في روسيا:


اولا ـ اثبتت نتائج الانتخابات وجود وحدة وطنية روسية متزايدة الرسوخ حول النهج الاستراتيجي العام لقيادة الرئيس بوتين. فالاحزاب "المعارضة" الاربعة الرئيسية، التي جاءت خلف حزب "روسيا الموحدة"، بالاضافة الى غالبية الاحزاب المعارضة "الصغيرة" التي لم تستطع دخول البرلمان، جميعها مؤيدة للنهج الاستراتيجي لبوتين، والصفة الرئيسية لهذه الاحزاب "المعارضة" هي انها احزاب وطنية روسية ويسارية، ومعارضتها تنصب في اتجاه نقد الاخطاء والنواقص في تطبيق النهج البوتيني واحيانا المزايدة عليه.

ثانيا ـ ان حصول حزب "روسيا الموحدة" على اكثر من ثلثي المقاعد في البرلمان، بالاضافة الى الاحتمالات الكبيرة لانضمام نواب المعارضة إليه ضمن ائتلاف عريض، يزيد من التوقعات ان يعمد المجلس النيابي الجديد الى تعديل الدستور لجهة تمديد فترة الولاية الرئاسية من 4 الى 6 سنوات، ودعم انتخاب الرئيس بوتين لفترتين لاحقتين، اي امكانية ان يترشح (ويفوز) الرئيس بوتين في الانتخابات الرئاسية لفترة (2018 ـ 2024) و(2024 ـ 2030). وهذا يعني إعطا الوقت الكافي لتنفيذ البرنامج الاستراتيجي لبوتين، الداخلي والخارجي، ولولادة روسيا جديدة كدولة عظمى، قوية تقف ندا صلبا في وجه الولايات المتحدة الأميركية وسياساتها في العالم.
عن "العهد" الالكتروني