2024-03-29 09:42 ص

هل الجنوب السوري على موعد مع عواصف جنوب جديدة ..المؤشرات والدلائل!؟

2016-07-27
بقلم :هشام الهبيشان
تزامنآ مع العدوان الصهيوني الاخير على محافظة القنيطرة "جنوب سورية " ،تؤكد تقارير محلية ودولية أنه يتم التحضير لحشد الاف المسلحين المتطرفين و"المعتدلين- حسب التصنيف الامريكي " مدججين بعشرات الاطنان من الاسلحة الفتاكة ،الذين سيكونوا هم النواة الرئيسية لـغزوة القنيطرة ودرعا ،هذه المجاميع المسلحة تسعى من جديد للتحضير لـ ”غزوة جديدة لدرعا والقنيطرة” طبعآ هذه الغزوات يحضر لها من قبل إجهزة الأستخبارات الصهيونية – السعودية –الأمريكية وو،الخ،وهذه الاجهزة من الواضح انها جهزت الارضية والدعم العسكري لهذه المجاميع المسلحة المتطرفة لتتحرك بهذا الدعم العسكري والتسليحي واللوجستي بهدف أسقاط مدينة القنيطرة بالتحديد ،أستكمالآ لمخطط أسقاط المنطقة الجنوبية ، القيادة العسكرية السورية بدورها أستشعرت خطورة ما هو قادم ويستهدف القنيطرة ودرعا منذ الموجة الأولى لـ “غزوة القنيطرة ” كجزء من مشروع أكبر يستهدف المنطقة الجنوبية ككل والتي تعول عليها واشنطن وحلفائها في تل أبيب والرياض وأنقرة كهدف أول يتيح لهم الوصول إلى مسار عسكري يضمن على الأقل تعديل مسار التوازنات العسكرية على الأرض السورية . وهنا لايمكن انكار حقيقة ان محافظتا القنيطرة و درعا بموقعهما الاستراتيجي بجنوب سورية تشكلان اهمية استراتيجية بخريطة العمليات العسكرية السورية وتحتلان أهمية استراتيجية باعتبارهما مفتاح لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا السورية فهما نقطة وصل بين مناطق جنوب سورية ووسط سورية،أمتددآ على طول شريط المناطق الحدودية الاردنية – السورية – الفلسطينية –اللبنانية، أضافة إلى كونهما تشكلان نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بالعاصمة دمشق غربآ والحدود الاردنية والفلسطينية واللبنانية جنوبآ، وهذا مايعكس حجم ألاهمية ألاستراتيجية الكبرى لدرعا والقنيطرة بخارطة المعارك المقبلة بالجنوب والوسط السوري بشكل عام و بغوطتا دمشق بشكل خاص. اليوم يراقب العالم ككل مسار العمليات المتوقعة بالجنوب السوري وإسلوب رد الدولة السورية وحلفائها عليها،لأنها تعتبر في توقيتها ونتائجها المستقبلية عنوانآ لمرحلة جديدة من عمر الحرب على الدولة السورية ،وخصوصآ مع الحديث عن أستعدادت كبرى يجريها الجيش العربي السوري أستعدادآ لمعركة كبرى لتحرير ريفا درعا الشرقي والشمالي الشرقي ،فاليوم بات لا خيار امام الدولة السورية الا الاستمرار بالحسم العسكري لتطهير ارض سورية من رجس الارهاب ومتزعميه وداعميه ومموليه وان تقرر مصيرها بنفسها بعيدا عن تقاطع مصالح المشروع الأمريكي –الصهيوني وأدواته من الأنظمة الرجعية العربية والمـتأسلمة بالاقليم ، وجزء من هذا الحسم هو حسم معركة “ القنيطرة ودرعا” . اليوم لايمكن لأي متايع انكار حقيقة الدعم الاسرائيلي –السعودي -الامريكي ،للمجاميع المسلحة المتطرفة او المعتدلة حسب التصنيف الامريكي بالجنوب السوري ،وكذلك لا يمكن لأي متابع ان ينكر كذلك ان الاعتدائات الصهيونية المتكررة على الجنوب السوري،قد تمت وستتم بتعليمات من غرف عمليات أقليمية وعربية ،ولايمكن كذلك أنكار حقيقة ان الغارة الاسرائيلية الاخيرة على القنيطرة ما هي الا رسالة تأكيد لهذه المجاميع المسلحة المتطرفة ومضمونها “ان الاسرائيلي موجود وهو بصفكم وسيحمي ظهوركم ” وهنا لا أستبعد نهائيآ ان تتدخل أسرائيل بأي وقت بمجريات المعركة بالجنوب السوري بشكل مباشر لدعم واسناد المتطرفين الذين تدعمهم أسرائيل بدء من سلسلة جبال الحرمون أنتهاء بسلسلة جبال القلمون ،الذين راهنت عليهم إسرائيل طويلآ على أمل أن يشكلوا للكيان الصهيوني حزام أمني “جدار طيب” يعزل الجولان العربي السوري المحتل عن عمقه الجغرافي السوري،وبالطبع ينسحب هذا الدعم الاسرائيلي للمجاميع المتطرفة بدرعا على السعوديين والامريكيين وغيرهم . ختامآ ،اليوم من المؤكد ،نحن بأنتظار "عواصف جنوب جديدة "على غرار عواصف جنوب العام الماضي ، الموجة الجديدة يصفها البعض بـ”الهستيرية “،لأنها على الاغلب ستكون عبارة عن هجمات أنغماسية كبرى ،وسيصاحبها اندفاع كبير للمجاميع المسلحة المتطرفة بهدف تحقيق أي خرق أو انجاز استراتيجي تحديدآ بمحافظة القنيطرة ،وعلى المحور الأخر تؤكد معلومات واردة من القيادة العسكرية السورية ،ان هذه الهجمة وهذه الموجة ،سيكون مصيرها كمصير الغزوات التي سبقتها وسيكون الفشل هو عنوانها ،مع تأكيد القيادة العسكرية السورية ،على وجوب التحرك لتحرير الجنوب السوري التي أنطلقت بمطلع ربيع العام الحالي وعلى مراحل ،لأن بعض مناطق محافظة القنيطرة تحديدآ أصبحت وللأسف مركزآ ورأس حربة لاعداء سورية،يديرون منها عملياتهم التي تستهدف سورية كل سورية .
*كاتب وناشط سياسي –الأردن
hesham.habeshan@yahoo.com