2024-04-23 11:42 م

الرئيس الأسد في حلب قريباً

2016-07-25
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
في الوقت الذي عادت تصريحات الأميركان وحلفاؤهم من الغرب المؤكدة إستمرار مخطط الشرق الأوسط الجديد والترويج له، وجرائم داعش وحلفاؤها التي لا تحصى ولا تغتفر من التفجيرات والعبوات الناسفة في مدن مختلفة من سورية، يراهن السوريون على صمود الجيش في إفشال هذا المخطط عبر منع البلاد من الإنزلاق الى منحدر التقسيم، فقوات الجيش السوري تؤكد دائماً أنها مستعدة لمواجهة أي مخطط أميركي غربي لفرض واقع التقسيم على سورية تمهيداً لتقسيم دول المنطقة ورسم خريطة الشرق الأوسط الجديد المزعومة، هذا الصمود وضع الغرب وحلفاؤه في حرج شديد، بعد أن غلب صمود الجيش آلتهم العسكرية وأعطى للعالم درساً بتمسكه بوطنه ورفضه للتدخلات الخارجية بكافة أشكالها. تحولت عمليات تحرير حلب شمال البلاد إلى محرقة حقيقية لم تستثنِ أياً من القوى المتطرفة أو المجموعات المسلحة الأخرى، بالتزامن مع إرتفاع قتلى هذه المجموعات، وسط رهان الرئيس الأسد على إسترداد وتحرير المدينة قبل نهاية عام 2016، وقال في خطابه أمام مجلس الشعب إن "الجيش سيحرر كل شبر من الأراضي السورية مثلما فعل في مدينة تدمر، وأن حلب ستكون بمثابة المقبرة التي تدفن فيها أحلام إردوغان"، وأضاف قائلا " لا خيار أمامنا سوى الإنتصار، وإلا فلن تبقى سورية". في هذا السياق إعتبر مركز فيريل للدراسات الذي يتخذ من برلين مقراً له أن "كل ما يجري في حلب هو لصالح الرئيس الأسد، وإن الأمور إنقلبت رأساً على عقب منذ الانقلاب الفاشل في تركيا، وأن الطوق إكتمل حول المسلحين الذين باتوا يصرخون: "الجميع تخلى عنّا"، وعلى صعيد آخر شككت قناة "إن 24" بوجود "معارضة معتدلة"، إذ قالت: إن "قطع رأس الطفل عبد اللـه عيسى بكل وحشية من قبل جماعة مسلحة (ميليشيات نور الدين زنكي) مصنّفة أنها معتدلة، ومدعومة من قبل تركيا وأمريكا، يطرح أسئلة كثيرة حول صحة التصنيف، أو الأصح: هل توجد جماعة مسلحة معتدلة تحارب الرئيس الأسد؟، وفي الإتجاه الآخر أكدت المحطة: "أن قوة الدعم الروسي والإيراني للجيش السوري، تجعل معركة تحرير حلب مسألة وقت ليس أكثر". ميدانياً، تواصل القوات السورية تقدمها الكبير في حلب، إذ سيطر الجيش السوري وحلفاؤه على برج سيرتيل الثاني وقرية الشحاتية الواقعتين على جانب طريق مدينة اثريا حلب، واشتبك الجيش وحلفاؤه مع الجماعات المسلحة في أحياء حلب الشمالية والشرقية، حيث قتل اكثر من 300 مسلح، كما واصل تقدمه في معامل الليرمون في الريف الشمالي للمدينة، وسيطر على عدد منها، وأكد مصدر معارض مقرب من "الجبهة الشامية"، أكبر الميليشيات المسلحة في حلب، صحة المعلومات التي راحت تتردد عن فقدان كميات لا يستهان بها من مستودعات ذخائر المسلحين، الأمر الذي ولد مخاوف كبيرة من نضوبها خلال وقت أقصر مما كان متوقعاً، في حال استمرار حصارهم واستحالة تعويض المخزون، وفي الاتجاه الأخر صرح قائد ميداني في الجيش السوري أن الجيش يقاتل حاليا على جميع الجبهات، محققاً بواسطة الدعم الروسي الجوي تقدماً كبيراً بريف حلب الشمالي والجنوبي والشرقي، وبذلك فإن القوات السورية تضيق الخناق على داعش وأخواتها داخل حلب وأريفها، كما أكد إنّ "المعارك ستستمر حتى النهاية"، وأنّ "الهدف هو تحرير حلب بأسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر"، لذلك فأن القوات السورية تتقدم وتحرز تطوراً على جميع الجبهات، وأضاف "سترون خلال الأيام والأسابيع القادمة المقبلة عمليات عسكرية ستثلج صدور السوريين في حلب وريفها، سنحرر كل شبر من الأراضي التي سيطر عليها داعش، وانهيار داعش بات قريباً". في السياق ذاته أعاد الجيش السوري وحلفاؤه ترتيب الأولويات على جبهات حلب، وخلال الأيام الماضية وُضعت موضع التنفيذ خُطط جديدة على مختلف المحاور، لذلك يذهب المحللون المقربون من المجموعات المسلحة الى القول إن سيطرة الجيش السوري على حلب ستؤدي إلى تغييرات دراماتيكية فـي جغرافـية المعارك، على نحو سلبي فـي إستراتيجيتهم العسكرية، ولا سيما إن تداعياتها الميدانية ستتجاوز الريف الحلبي إلى العمق السوري مروراً بمحافظة ادلب وصولاً الى كامل المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، ما سيفقد "المعارضة المسلحة" على وجه الخصوص القوة اللازمة لخوض مفاوضات جنيف المقبلة، كما يتفق المحللين على أن المعركة ستكون معقدة وشرسة لكنها محسومة النتائج، وأن تحرير حلب سيقلب المعادلة العسكرية في سورية بشكل جذري وينقل المبادرة الإستراتيجية بشكل نهائي وحاسم إلى الجيش السوري وكل من يقف معه في خندق واحد ضد الإرهاب والتقسيم. مجملاً....حلب ستنتصر كما ستنتصر سورية وشعبها مهما حاول الأعداء أن يدفعوا بقطعانهم ويسلحوا مرتزقتهم القتلة، ومعركة حلب ستكون مرحلة مفصلية في تاريخ سورية كونها تحمل في جعبتها الكثير من المفاجآت التي ستغير شكل المنطقة، و بالمقابل هناك إرادة قوية لدى السوريين لتحرير حلب التي تعتبر الخطوة الأولى والكبرى على طريق هزيمة المشروع الأمريكي الصهيوني العربي الرجعي التركي في المنطقة، التي ستنتهي بنصر مؤزر قبل هذا العام، رغم أنف أمريكا والصهيونية وكل الحاقدين والمنافقين والمتباكين كذباً على الشعب السوري، كما أن هناك بعض الدول ستخسر رهانها بالحرب على سورية، فالأحداث والوقائع الميدانية تشير إلى إنهيار كبير بين صفوف القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة الأخرى، يقابله صمود الشعب السوري وإصراره على تحرير حلب من الإرهاب وتحطيم كافة أوهام الخلافة في المنطقة، وفي النهاية يبقى التساؤل الذي يفرض نفسه الآن ، هل يمكننا ان نرى الرئيس الأسد في حلب قريباً يلتقط مع رجال الجيش الصور التذكارية التي تحرق قلوب الجهاديين والمسلحين، كتلك الزيارة التي قام بها للغوطة الشرقية بريف دمشق وشارك جنود الجيش في تناول طعام الإفطار؟ وللإجابة على ذلك بالنسبة للراصد والمتابع يرى إن كل الخرائط العسكرية والدلالات السياسية التي تتطور بسرعة في حلب تكاد تقول انه سنرى قريباً الرئيس الأسد في حلب يتجول في أحيائها معلناً النصر والفوز.
Khaym1979@yahoo.com