2024-04-18 08:15 م

السيسي .. الدعوة "المزدوجة" أمام عقبات صعبة وتفسيرات متباينة!!

2016-05-18
القدس/المنـار/ في خطاب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا الى تعزيز الوحدة في الساحة الفلسطينية، وانهاء الانقسام، واستعداده لاستضافة طرفي الصراع، واستئناف جهود المصالحة، كذلك أبدى الرئيس المصري استعداد القاهرة للعب دور بين الفلسطينيين والاسرائيليين مذكرا باتفاق السلام الذي أبرم بين اسرائيل ومصر قبل عقود من الزمن.
هذه الدعوة رحب بها الأطراف الفلسطينية، وأحدثت حراكا ايضا في الساحة الاسرائيلية على صعيد الحكم والمعارضة، وتحدثت الأنباء في تل أبيب عن زيارة قد يقوم بها رئيس الائتلاف نتنياهو ورئيس المعارضة اسحق هرتسوغ زعيم المعسكر الصهيوني للقاهرة للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي.
الرئيس المصري أشار في كلمته الى المبادرتين العربية والفرنسية ـ التي لم يعرف مضمونها بعد ـ لذلك، قد تكون جهوده مقدمة لتحرك عربي ودولي لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وترى دوائر سياسية لـ (المنـار) أن الدعوة المصرية قد تكون المخرج لانهاء التباين بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بشأن استئناف المفاوضات بعيدا عن أية اشتراطات بين الجانبين، ومن ثم يترك الجانبان وحدهما على طاولة التفاوض، دون تجميد للاستيطان على الأقل، أو الحد من عمليات القمع ضد الفلسطينيين.
وتفيد الدوائر أن دعوة الرئيس السيسي للفلسطينيين بتوحيد صفوفهم، ولطرفي الصراع الفلسطيني والاسرائيلي لم تأت من فراغ، وفي هذا التوقيت، وانما تم التشاور بشأنها اقليميا ودوليا، وهو تشاور ربما اطلع على بعض تفاصيله الرئيس الفلسطيني خلال لقائه بالرئيس المصري قبل أيام، وعشية جولة وزير الخارجية الفرنسي في المنطقة، وليس بعيدا عن الاتصالات السرية المكثفة التي تجربها المملكة الوهابية السعودية مع اسرائيل لصياغة جديدة للمبادرة العربية للسلام، تلبي المطالب الاسرائيلية ومن ثم تمريرها في الساحة الفلسطينية باستخدام سياسة العصا والجزرة، وأخطرها التهديد باشعال الفوضى في هذه الساحة، على غرار ما تشهده ساحات عربية.
وتقول الدوائر، أن الدعوة المصرية سوف تواجه بقلق وتحدٍ من جانب النظام العثماني في أنقرة ومشيخة قطر وجماعة الاخوان، لأن نظامي الدوحة وأنقرة، يتحركان منذ فترة للاستحواذ على القرار في الساحة الفلسطينية، والسعي لتمرير الكثير من السياسات التي تخدم مصالحهما، خاصة في ضوء فشل سياساتهما الارهابية في سوريا والعراق وغيرهما من الساحات، كذلك مشيخة قطر وتركيا تضمران عداوة لمصر قيادة وشعبا، وبالتالي، ستحاولان تخريب الدعوة المصرية واجهاضها، وهما اللتان تتوليان الاتصالات مع اسرائيل للتوصل الى اتفاق هدنة طويلة الأمد بين تل أبيب وحركة حماس.
وتضيف الدوائر، أن هناك ثلاث عقبات سوف تعترض الدعوة المصرية، مما يهدد بفشلها، الأولى، التباين الكبير والعميق بين فتح وحماس بخصوص المصالحة، وارتهان القرار الحمساوي للحلف الاخواني التركي القطري، وارتباط الحركة بأجندات هذه القوى الخارجية، فالمصالحة الحقيقية لا تحقق للحركة الأهداف المرسومة، خاصة، تغيير المشهد السياسي الفلسطيني، والسيطرة عليه.
أما العقبة الثانية، فهو التعنت الاسرائيلي، ومواصلة تل أبيب لسياسة الاستيطان وسياسة القتل في الساحة الفلسطينية، وطرح شروط أمام الجانب الفلسطيني، من بينها، الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة، واصرار تل أبيب على مواصلة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية، أما العقبة الثالثة، فهي التطورات الدموية المؤلمة في الساحة العربية، والاقتتال في العديد من دولها، والتدخلات المشينة للدول الخليجية وتركيا واسرائيل في الشأن الداخلي للدول العربية بما في ذلك، تشكيل العصابات الارهابية ورعايتها ودعمها بالأسلحة والأموال والمرتزقة، ولا تعتقد الدوائر أن اسرائيل سوف تلتزم بالقواعد التي استندت اليها الدعوة المصرية، لكنها، لن تعترض عليها، تاركة فشلها الى الحيثيات والتفاصيل.
هذه الدوائر مقتنعة بأن كل ما يطرح هذه الأيام في القاهرة أو باريس هو مجرد دفع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة التفاوض المباشر، ومن ثم، العمل على تمرير مبادرة عربية ترضي اسرائيل، فالمملكة الوهابية السعودية معنية بتقديم خدمة كبيرة للاحنلال الاسرائيلي على حساب الفلسطينيين، والحل الوهابي السعودي، هو تصفية للقضية الفلسطينية، وسيطرة على الموقف في ساحة الصراع حتى تواصل الرياض سياساتها الارهابية ضد الشعوب العربية، فانفجار الأوضاع في ساحة الصراع الرئيسة والمركزية، أي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، يفشل المؤامرة الارهابية الكونية ضد شعوب الأمة العربية والامة الاسلامية، التي تضطلع الرياض بدور مركزي فيها.
ان لمصر دور تاريخي في الساحة العربية وفي دعم القضية الفلسطينية، وهناك محاولات عديدة جرت وما تزال لضرب هذا الدور، وتعتقد بأن كثيرة هي القوى التي ستعمل على افشال مبادرة الرئيس المصري، خاصة من جانب المملكة الوهابية التي تدعي حرصها على مصر وسلامة شعبها واراضيها، وأسباب الاعتراض على التحرك المصري الجديد، كثيرة، لكن، أولا، وقبل أن تدخل في المبادرة عل القاهرة أن تعلن صراحة شجبها وادانتها لما تتعرض له ساحات عربية في مقدمتها العراق وسوريا واليمن، والاعلان صراحة وبوضوح، أن المؤامرة الارهابية الكونية التي تمولها سلاحا ومالا الرياض والدوحة، ولوجستيا تركيا، هي الخطر الأكبر على القضية الفلسطينية، بل تستهدف تصفية هذه القضية.ي