2024-04-20 03:16 م

فريق مدرسي فلسطيني يحول النفايات الورقية إلى أسمدة

2016-04-09
قلقيلية ـ وفا ـ يونس نزال

نجح فريق من مدرسة ذكور قلقيلية الأساسية الأولى التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في تحويل النفايات الورقية إلى أسمدة للنباتات، ضمن مشروع تقدموا به للبطولة العربية التاسعة للروبوت التي اقيمت في الجامعة الأمريكية في بيروت مؤخرا.

والمسابقة التي شارك فيها الفريق هي مسابقة أطلقتها شركة "ليجو" أواخر القرن الماضي، وتقسم إلى شقين الأول عبارة عن تصميم روبوت يقوم بتنفيذ مهمات محددة على رقعة موحدة لجميع الفرق بالعالم، والشق الثاني هي رسالة المسابقة التي تتغير كل عام، وفي العام الحالي كانت التخلص من النفايات، فيجب على كل فريق انجاز المهام المحددة على الرقعة وتقديم بحث او مشروع يساعد على حل المشكلة المعلن عنها.

وتكون الفريق من المعلمين: صهيب منصور ومحمد داود، والطلاب: محمد ثابت نزال، ومحمد مشعل، ومحمد سائد داود، وأمير وسام أبو خضر، وباسل زياد أبو حامد، وحسن ماجد أبو شهاب، وعبد الحميد محمد عوض عبوشي.

ابتكر الفريق طريقة لتحويل الورق والنفايات الورقية إلى أسمدة للنباتات في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى الوطن.

الطالب عبوشي احد أعضاء الفريق شرح نتائج البحث في استخدام النفايات الورقية في تحسين الإنتاج الزراعي قائلا: "من المعروف أن الورق أصله من النبات فلماذا لا نقوم بإعادته إلى النبتة لتستفيد منه كسماد عضوي هكذا بدأ مشروعنا بهذه الفكرة".

وأضاف بدأ الفريق بعرض مجموعة من الاقتراحات لحل هذه المعضلة التي واجهتنا، فقمنا بعمل العديد من المحاولات حتى تمكنا من إيجاد الفروق بين نبات في ظروف عادية ونبات مدعم بسماد من ورق، فالفرق بين النبتتين خلال نفس الفترة وهي 30 يوما وبنفس الظروف مع الاختلاف بإضافة السماد العضوي المكون من الورق هو 6 سنتيمترات إضافية للنبتة المستخدم لها السماد من الورق.

واضاف زميل عبوشي الطالب أمير أبو خضر قائلا: "قمنا بتقسيم مشروعنا إلى قسمين، الأول استغلال ثلاجة تالفة كحوض للزراعة وعمل طبقة سطحية مكونة من خليط الورق والتراب فقمنا بجمع الأوراق التالفة من المدرسة من كتب وأوراق، ثم قمنا بتفتيتها وعجنها وخلطها مع التراب وبعدها قمنا بتركها لتجف، ووضعنا 25 سنتيمترا من التراب في الحوض، وأضفنا فوقها ما قمنا بتجهيزه من ورق وتراب مخلوط على مسافة 15 سنتيمترا، ووضعنا فوقه كمية من التراب، ثم بدأنا بالزراعة فيه.

ويتابع، أما القسم الآخر فقد جمعنا الأوراق التالفة وقمنا بتفتيتها وعجنها ثم عمل قوالب ورقية بضغط الورق، ثم تغطيه سطح التربة بهذه القوالب لمنع نمو الأعشاب والمحافظة على رطوبة التربة وتقوم بالتحلل مستقبلا لتستفيد منها النبتة.

الطالب محمد نزال عضو آخر في الفريق أوضح أن فكرتهم بحاجة إلى شخص يتبناها لتطبيقها وكذلك الى ارض والى آلة لتقطيع الورق، مع العلم أن هذه الأمور ليست ذات تكلفة عالية، وستكون هناك فائدة للمزارع بسبب سرعة نمو النبات، وتوفر عليه أثمان السماد المستعمل بالزراعة ولن يحتاج إعداد السماد العضوي من الورق لوقت طويل.

أما عضو الفريق الطالب محمد مشعل فيرى أن تطوير مشروعهم بحاجة إلى آلة أو صنع آلة لتقطيع الورق إلى قطع صغيرة، مشيرا الى انهم تواصلوا مع المفوض العام لوكالة الغوث في لبنان وفلسطين، ووعدهم بتبني الفكرة لنشرها لاستفادة الجميع منها.

وأوضح مشعل أن مشروع السماد العضوي من الورق يكلف القليل ويصنع الكثير، مشيرا إلى مشاريع شاهدها في المسابقة العربية تحتاج إلى كلفة عالية لتنفيذها تصل إلى مليون دولار، مضيفا انه من خلال مشاهدته لمشاريع خلال مرحلتي التصفيات للشمال ولفلسطين لم يتوقع انه يمكن لطلاب مدارس أن ينفذوا هكذا مشاريع وانه في تصوره فقط يمكن تطبيقها من ذوي خبرة فقط.

الأستاذ محمد داوود، مدرب الفريق أوضح ان المميز بالمسابقة التي يشارك في تصفياتها أكثر من 29 ألف فريق من حوالي 80 دولة، أنها تضع معايير موحدة لجميع دول العالم المشاركة، والفروقات تكمن في إبداع كل فريق في تنفيذ المهام المطلوبة.

وأضاف، "مشروعنا هو معالجة النفايات الورقية واستغلالها في تحسين الإنتاج الزراعي كسماد، والسبب أننا مدرسة وغالبية النفايات الموجودة هي نفايات ورقية فقررنا أن نساعد في حلها، وقدمنا حلا وكان ناجحا ونال إعجاب الحكام في الجامعة العربية الأمريكية في جنين وفي جامعة بيرزيت، وكذلك في الجامعة العربية الأمريكية في بيروت".

وقال داوود إنه إذا تم تبني المشروع على مستوى رسمي فإنه سيوفر حلا لمشكلة النفايات الورقية في فلسطين، مطالبا المجتمع المحلي بأن يقوم بتبني مثل هكذا مبادرات ودعم الفرق المشاركة بالمسابقات.

وحول الصعوبات التي واجهها الفريق من البداية اوضح داوود أن فكرة الروبوت هي فكرة جديدة، وأن تقوم بتصميم روبوت وان يقوم بإنجاز مهام محددة هو شيء لم نملك أي فكرة حوله، فهي غير موجودة في المناهج الدراسية.

واضاف، "بسبب ذلك تطلب الأمر وقتا للتدريب ودائما نلتقي في المدرسة وهو ما يعني أن الطالب لن يحضر الحصص الدراسية كباقي زملائه وذلك بسبب التدريب وهذه معضلة أخرى وهو ما اضطرنا للقيام بالتدريب في المنازل بعد انتهاء فترة الدوام المدرسي وخلال عطلة بين الفصلين الدراسيين، موصيا بأن يتم تعميم مثل هذه التجارب على جميع المدارس، وتمنى من المنهاج الفلسطيني أن يدعم هكذا مشاريع ومسابقات.

وحول المشاريع التكنولوجية والبحث العلمي في فلسطين قال داوود: "انه يرى انها مهمشة إلا من بعض المبادرات الفردية أو الشخصية، وقال "نشاهد المشاريع التكنولوجية فقط عند طلبة الجامعات ويتبناه أشخاص أو شركات، دون وجود لجهات رسمية أو مؤسسات مجتمع محلي ترعى هكذا مبادرات".

واشار إلى أن الداعم الوحيد لهم هي "الاونروا" كوننا المدرسة الوحيدة التابعة للوكالة في فلسطين التي تصل إلى هذه المرحلة هذا العام، فكان الدعم منصبا لفريقنا، ولم يكن في بيروت أي مدرسة تابعة للوكالة أو مدرسة حكومية إنما مدارس خاصة باستثناء مدرستنا.

الأستاذ صهيب منصور المشرف على الفريق تحدث عن تجربة الفريق قائلا: لأول مرة نشارك في المسابقة.. "الاونروا" طرحت المشاركة في مسابقة الروبورت وقاموا بإرسال المواد لنا فبدأنا بإعداد الفريق بالتعاون مع الأستاذ محمد داوود، فكان هناك تقسيم للفريق حسب مراحل المسابقة من اجل تحقيق الهدف وهو الفوز بالمسابقة.

وتابع منصور، بدأنا بالمشاركة بأول مسابقة والتي أقيمت في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، وهي تصفيات شمال الضفة الغربية وحصلنا على كأس أفضل فريق في مسابقة التحدي، وهي سابقة في هذه المسابقة بسبب مشاركتنا لأول مرة فيها، وتأهلنا بالتالي الى التصفيات على مستوى الوطن في جامعة بيرزيت وقد قمنا بتطويره وفاز الفريق بالجائزة الأولى بالتصميم والبرمجة وتأهلنا للمسابقة العربية التاسعة للروبوت في بيروت.

واضاف: كانت تجربة بيروت رائعة، ان تكون موجودا في اكبر حدث للعلوم والتكنولوجيا على مستوى الوطن العربي يقام للطلاب، وقد اكتسب الطلاب الخبرات والتجارب مع الفرق الأخرى، وشاهدنا الكثير من المشاريع، وعكسنا صورة الطالب الفلسطيني بصورة مشرفة امامهم، فقدمنا المشروع والتحدي والتصميم والبرمجة وحصلنا على الترتيب من أفضل 10 فرق على مستوى الوطن العربي، وحصلنا على كأس تحدي الصعوبات وهي انجاز المهام خلال وقت قصير.