2024-03-28 06:43 م

لقاء الدوران في الحلقة المفرغة بين السلطة وحماس في مشيخة قطر!!

2016-03-31
القدس/المنـار/ سباق في الاعلان عن ترتيبات عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عاصمة المشيخة القطرية، انه سباق لا داعي له.. فالمسألة كلها دوران في حلقة مفرغة، وفي سياق ابر التخدير التي تعطى لشعبنا من حين الى آخر، فالمشيخة القطرية، أولا، لها مفهوم آخر للمصالحة الفلسطينية التي لا تريدها أن تتحقق على أرض الواقع، وموقفها وتعاطيها مع هذه المسألة من باب العلاقات العامة والخروج من المآزق التي تشتد على عنق صبي المشيخة تميم بن حمد بفعل سياساته الاجرامية الارهابية التي ورثها عن أبيه الفالت التائه في حواري العواصم الأوروبية، على طريقة "الهيبز".
وثانيا، أن السلطة الفلسطينية وحركة حماس لا تريدان مصالحة، ولو كانت نواياهما جادة، وغير مرتبطين بأجندات متباينة، لتحققت المصالحة منذ زمن بعيد، وأي منهما لا يمتلك الجرأة لمصارحة الشعب الصابر الذي يعاني من ويلات الانقسام، فالانقسام هو مصلحة لكلتيهما، وسر بقائهما، أو بقاء شخوصهما، نهجا ومشهدا وقيادات، وبالتالي، أية ترتيبات للقاءات هي مضيعة للوقت لا أكثر، ومحاولة مكشوفة للتنصل من المسؤولية، والعقاب أيضا، فلو تحققت المصالحة الحقيقية لاهتزت قواعد الطرفين.
ان الانقسام يتجذر ويتعمق، وتداعياته تزداد خطورة، والطرفان يتلاقيان على عدم انجاز المصالحة، والابقاء على الانقسام، في قطاع غزة امارة، والمتحكمون فيها مستفيدون، وفي الضفة الغربية، الوضع ذاهب الى الهاوية، جزر منفصلة تشجع على حلول عرجاء بلا سيادة أو اعتبار، وسط "معمعان" التصارع على مواقع، لم تعد لها قيمة، أو يحسب لها حسابا، والمخفي أعظم.
تقول دوائر سياسية متابعة لـ (المنــار) أن طرفي الصراع عندما يشعران بنهوض شعبي، أو زحف شعبي لتغيير الواقع، سرعان، ما يبدأ السباق التصريحاتي، وجهود الغرباء الملغومة، لانجاز المصالحة، وهذا ما يجري ويدور، وما شاهدناه ونشاهده من تنقل المتصارعين بين العواصم استجداء للتدخل بينهم، وكأن ساحة الوطن لا تتسعهم، والحقيقة، أن للمتصارعين انتماءات أخرى بعيدة عن الانتماء للوطن والشعب والقضية، ولو كانت نواياهم سليمة، لما مارسوا لعبة "الدجل" و "الاستهتار" و "استغفال" الشعب، ولحققوا المصالحة منذ بداية الانقسام، وما لا يدركه طرفا الصراع، أن لعبتهما وبضاعتهما لم تعد رائجة في الساحة الفلسطينية، أو أن الشعب بغافل عنها، لذلك، احتمالا الانتفاض في وجهي طرفي الصراع، باتت واردة، وليست ببعيدة.
ان التسابق والتنافس بين مسؤولي الطرفين المتصارعين، والمسؤولين عن ملف المصالحة، حول جولة حوارية في هذه العاصمة وجلسة في تلك العاصمة، أو لقاء بين الرئيس عباس وخالد مشعل في المشيخة القطرية، أو غيرها، لا يعني أن تحقيق الهدف بات قاب قوسين أو أدنى، وانما هو المضي في لعبة الدوران في الحلقة المفرغة!! الدوائر، تؤكد أنه ما دام الشعب لم يتحرك ليقل كلمته الفصل فان اللعبة سوف تستمر!!