والتطور الملفت في هذه الهبّة، هو تزايد عمليات استخدام السلاح واطلاق الرصاص، من جانب جيل الهبّة المستمر نحو الوصول الى انتفاضة ثالثة، وهنا، تقول مصادر مطلعة لـ (المنــار) أن هذا الاستخدام يؤسس لعمليات نوعية صعبة، كالاشتباكات الواسعة، والعمليات التفجيرية، وخطف جنود، والانتقال الأوسع الى العمق الاسرائيلي، خاصة، اذا ما نجح الجيل الشبابي، بالتزود به والتدرب عليه.
وترى المصادر، أن القدس حيث انطلقت منها شرارة الهبّة الى الساحة الفلسطينية، ومنها، أيضا التفعيل والتصعيد والتطور، هي البوصلة، منها، جاء الرد على ادعاءات اسرائيل بانخفاض مستوى الهبّة، انه الاشتعال والتوسع والتطور والشمولية، هذه القدس المهمشة من كل الجهات، ترفع راية النضال المتواصل وصولا الى الانتفاضة الثالثة، فاسرائيل ورغم فشل عسكرية الحل، تصر على مواصلة قمعها وتعنتها، ومع تطور الهبّة، ستضطر اسرائيل الى اعادة حساباتها، وعلى صعيد البحث عن حل سياسي، يحترم الثوابت الفلسطينية.
التطورات في الأيام الأخيرة التي تشهدها الهبّة الشبابية، تأتي ردا على اجراءات اسرائيل، وقمعها، ورسالة الى تلك الدول التي تبحث مع اسرائيل عن حل تصفوي للقضية الفلسطينية استغلالا للأوضاع في المحيط، كذلك، هي الرد على الجهات المترددة والمتفرجة، والمشاركة في البحث عن وسائل لاخماد هبّة القدس، والمرتعشة من امكانية تأطير الهبّة، مسارا، وأدوات استخدام، وقيادات جديدة، تسقط القيادات الفصائلية الرافضة للالتحالق بهبّة جيل الانتفاضة الثالثة.
وتؤكد المصادر أن تصاعد هبّة القدس الخاضعة للحصار والتهميش ستنجح في فرض معادلة جديدة في الساحة الفلسطينية، من التغيير في السياسات والقيادات والتعطي مع نضالات الجيل الشاب، معادلة تفرض اتخاذ مواقف جديدة، من جانب دوائر صنع القرار.
