2024-04-19 03:46 ص

"تمخض" شيخ الدوحة "فولد فأرا مشوها"... ادارة الانقسام والزحف الى رام الله

2016-02-11
القدس/المنــار/ الذي جرى في الدوحة بين حركتي حماس وفتح، هو "ادارة الانقسام" لا انهائه، وفي جلسات الحوار برعاية مشايخ قطر، أضيف مصطلح جديد الى مصطلحات ومفردات جهود المصالحة، التي تنتقل من عاصمة الى اخرى، وهو "التصور العملي"، فكل السنوات السابقة، كانت "التصورات نظرية".. وبالتالي، سوف تستمر ادارة الانقسام سنوات أخرى قادمة، خلالها، أعضاء الوفدين "يسيحون" في عواصم بلدان القارات جميعها.
نريد القول هنا، بوضوح، أن المصالحة الحقيقية بعيدة المنال، وهي لن تتحقق ما لم يأخذ الشعب دوره، في اجبار الحركتين على التلاقي وانجاز المصالحة، والتوقف عن تبريرات الملفات المعقدة وغيرها، والابتعاد عن سياسة الاتهامات والادعاءات.
وحول لقاءات مشيخة قطر، فان العثمانيين الجدد في أنقرة، وتنظيم جماعة الاخوان وراء عقد الحوارات لأسباب تخدم سياسات الجهات الثلاث ومصالحها، فالدعوة القطرية للحوار، تهدف الى حماية حماس من أية مواجهات واسعة قادمة مع اسرائيل، ومحاولة مدروسة لزحف الحركة نحو الضفة الغربية للامساك بالمشهد السياسي، مستغلة صراعات فتح، والمحاور المتصارعة على خلافة الرئيس محمود عباس، فحركة حماس، فرع من جماعة الاخوان، الباحثة منذ عقود طويلة عن موطىء قدم لها على هذه الأرض، ووجدت ضالتها في قطاع غزة، ومع تحالفها الواضح الغريب والمريب ستواصل الامساك بالسيطرة على قطاع غزة، خاصة بعد الحديث عن اتفاقيات لاستخراج الغاز من بحر غزة، وما يمكن أن تحققه من مردود ودخل مالي، لا تريد له أن يصب في ميزانية السلطة الفلسطينية.
والبيان الصادر عن لقاءات وحوارات الدوحة، هو ابرة تخدير تستفيد منها الحركتان أمام الشعب الذي لم يعد يثق في الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة، وكان واضحا من خلال هذه الحوارات أن حركة حماس لا تريد أن تتبنى حكومة الوحدة المقترحة، برنامج منظمة التحرير، بمعنى أنها، ترفض المشروع الوطني الفلسطيني، من هنا، لجأ الطرفان الى استخدام الانتظار الى حين تحقيق واعداد "التصور العملي"، هذا المصطلح الجديد الذي لا معنى ولا قيمة له، وانما يؤكد أن المصالحة بعيدة المنال، ولن يقف الامر عند هذا الحد، فحركة حماس كفرع اخواني، متحالف تحت عباءة الجماعة مع مشيخة قطر وتركيا والمملكة الوهابية السعودية أيضا، ستعمل على تقويض المشهد السياسي الفلسطيني في الضفة، ومن أجل هذا الهدف تتلاقى حماس مع أكثر من جهة، وهذا يعني بصراحة أن المصالحة باتت مستحيلة، وما يدور هو "ادارة للانقسام"، ومشيخة قطر، التي صدر البيان المشترك من عاصمتها، هو في صالح حركة حماس، التي تخشى مواجهة مع اسرائيل ومع الشارع في قطاع غزة.
ولو كانت نوايا الجانبين المتصارعين صادقة في البحث عن المصالحة، لانتهى الانقسام منذ سنوات، وأغلقت جميع الملفات ومن خلال حوارات على أرض فلسطين، وليس خارجها، كما أن الظروف الصعبة وتطور الأوضاع في الساحة العربية لا تسمح بانجاز المصالحة وانهاء الانقسام، لأن حماس مرتهنة لتحالف خارجي، وتعمل وفق أجندة خارجية، لا تريد خيرا للساحة الفلسطينية.
ما جرى في الدوحة، كان مضيعة للوقت وملهاة، والبيان الصادر هو ابرة تخدير جديدة تستفيد منها الحركتان المتصارعتان، فاستمرار التصارع يعني ضمان استمرار حكمهما، واحدة في القطاع والثانية في الضفة، فالانقسام أطال عمر بقائهما.
في مشيخة قطر ( "تمخض" الشيخ تميم فولد فأرا معاقا)، هذا هو الوصف الحقيقي لما شهدته الدوحة من حوارات، وسوف نسمع الادعاءات والاتهامات المتبادلة والاشتراطات "المانعة" للتلاقي، وستكون هناك زفة لن تتوقف بـ "جوقات" مختلفة عن حكومة الوحدة، البرنامج والاسماء والارتباطات، ولسان حال الحمدالله وحكومته، اللهم إحم الحكومة من مصطلح الوحدة، لتبقى الامور على حالها الى ما شاء الله..
لكن، الأخطر من هذا كله، أن العاصمة التي رعت حوارات فتح وحماس والعواصم المتحالفة معها، وجماعة الاخوان، قد بدأوا بالفعل حفر الانفاق تحت أساسات المشهد السياسي في الضفة الغربية، وسيكون التلاقي العجيب، بين هذه الاطراف، وبين اسرائيل من أجل الاطاحة بالسلطة، بأساليب مختلفة، وفي مقدمتها اشعال الفوضى، وقطع الطريق على قطاع الشباب المتجه الى انتفاضة ثالثة ضد اسرائيل وممارساتها الشنيعة واحتلالها البغيض واعداماتها الميدانية.