2024-04-19 11:31 ص

" بطر آل سعود الأوهام و الهلوسات" إلى أين؟

2016-02-09
بقلم :طالب زيفا
منذ تشكّل المملكة السعودية في ثلاثينيات القرن الماضي (الدولة السعودية الثالثة) بعد أن قام بنو سعود بتوسيع نفوذهم إلى نجد و الحجاز و الإحساء و عسير و بعد إكتشاف النفط و الثروات الهائلة التي جنوها خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط ليصل إلى أكثر من مئة دولار و بعد استقرار نسبي للمملكة   و كانت الأسرة الحاكمة تحاول إبعاد نفسها عن الظهور بحيث تعمل في الخفاء و بشكل مستتر  و السؤال المطروح الآن  بعد أن حشر آل سعود أنوفهم في كل مشاكل المنطقة عدا القضية الفلسطينية و التي لعب آل سعود أدوارا مُخزية منذ حرب 48 حتى 67 حيث مّولوا العدوان على سورية ومصر والضفة والاردن   {  الوثائق الرسمية موجودة   العدوان الإسرائيلي على سورية و مصر في1967 و ذلك منعا للنفوذ القومي حتى لا يطال مملكتهم.}
و بقراءة موضوعية يمكن أن نجيب على السؤال :
لماذا آل سعود حشروا أنفسهم و رفعوا صوتهم عاليا بإحداث تغيّرات في المنطقة تصب في صالحهم و على ماذا عوّلوا في مواقفهم؟
 يمكن هنا أن نورد أربعة مؤشرات تدل على  توّهم  آل سعود بأنهم  يمكنهم الإعتماد عليها في تنفيذ مخططاتهم و هي :
1-القوة المالية لواردات النفط بحيث يمكن شراء السلاح و شراء المواقف و الذمم ما دامت ميزانياتهم تسمح بذلك .فالعامل الاقتصادي له دور في كل حروب العالم و يمكن أن  يحسم الصراع بالقوة و الحروب كما يعتقد حكام المملكة!
2-العامل الثاني من عوامل البطر السعودي و الغطرسة هو العامل الديني إذ يعتقد هؤلاء بأنهم ممثلو الإسلام المعتدل و من حقهم و من واجبهم الدفاع عن الإسلام .
3-العامل الثالث هو العلاقة الإستراتيجية مع الغرب و مصالحه في المنطقة و بأن الغرب بحاجة إلى أسرة آل سعود الحاكمة و هناك اتفاقيات استراتيجية  ودور وظيفي لحكام المملكة لا يمكن لأية قوة أن تُضعف العلاقة المميزة مع الغرب خاصة أمريكا و فرنسا و بريطانيا .و دور المملكة في الحفاظ على استقرار الكيان الإسرائيلي و القيام بهذا الدور الوظيفي من خلال المحافظة على هدوء تام على الجبهات الأردنية و المصرية من خلال الدعم الإقتصادي لكلا الدولتين و عرقلة أي عمل ممكن أن يؤدي إلى حرب واسعة ضد إسرائيل و كبح أي تقارب بين سورية و إيران من خلال إيجاد عدو متمثلا بصراع سني شيعي بدلا من الصراع ضد الغرب و مشاريعه الاستيطانية و الكيان الإستيطاني في فلسطين.
4-العامل الرابع من عوامل البطر و التوهمات عتقاد آل سعود بأنّهم الدولة الأكثر إنتاجاً للنفط و لا يمكن للعالم أن يستغني عن نفطهم و بإمكانهم التحكم بهذا الذهب الأسود 

ولو أردنا نفنيد ما يعتبره آل سعود مكامن قوّة و بعد التغيرات الدولية و بعد الفشل السعودي التركي القطري الأمريكي في تحقيق الأهداف الكبرى في المنطقة مثال الملف النووي الإيراني و صمود الدولة السورية و حلفائها على أرض الواقع رغم دعم العصابات الإرهابية وتصنيع الداعشية الوهابية و نظراً لتفشي الإرهاب و خطره على جميع دول العالم فإننا نورد تفنيداً موجزاً للعوامل الأربعة  التي ذكرناها :
1-تعويل آل سعود على المال و على النفط لم تجري الرياح كما تشتهي سفنهم فهبوط أسعار النفط جعل من بني سعود و بعض حكام الخليج الآخرين بسحب بعض  ودائعهم و سنداتهم السيادية من كافة دول العالم و بدأت ميزانياتهم المعتمدة على النفط لا تفي بتمويل مشاريعهم في المنطقة كحروب اليمن والحرب على سورية   وشراء الذمم ورشوة الزعماء والدول والإعلام التابع لهم ومن خلال دعم العصابات الإرهابية بمليارات الدولارات .
إذن العامل المالي سيخرج خلال فترة قصيرة جدا من عوامل  القّوة  التي ذكرت .
2- أما التعويل بأنهم يدافعون عن القيم الإسلامية و أنهم  هم  الإسلام الصحيح المتمثل بالسلفية الوهابية فأثبت سفراؤهم من داعش و النصرة و بقية العصابات الإرهابية بأنهم لا يمثلون قيم الإسلام المعتدل بل غلاة و سفاحون و آكلو  الأكباد و أصبح الإرهاب بصمة سعودية يوصف بها هؤلاء السلفيون الداعشيون الذين شوهوا القيم الإسلامية والروحية.
3-أما علاقتهم مع الغرب و أمريكا فالتاريخ أثبت لنا بأن الغرب المتوحش هو براغماتي و صاحب مصالح و قد رمى من تعاون معه  ومن تعاهد معه  بمزابل التاريخ لنأخذ مثالين شاه إيران و حسني مبارك و زين العابدين بن علي و غيرهم كثر فلا صداقات دائمة إذا كانت قائمة على مصالح ضيقة و بالتالي مافعله  هنري ليفي (صانع الخراب العربي  والمبشّر بالفوضى الخلاّقة)     في كل من ليبيا و مصر و سوريا و اليمن ها هو قد أشار بإصبعه إلى السعودية كمفرخة للإرهاب يجب إقتلاع حكامها هذا ما صرح به هنري ليفي لعدة جرائد أمريكية كالواشنطن بوست و نيويورك تايمز عندما قال بأن القضاء على الإرهاب يرتبط بالقضاء على مملكة آل سعود فهو من نفذ ما عُرف بالربيع العربي 

4- أما التحكم بأسعار النفط العالمي و بإنتاج النفط و سلة أوبك تجاوزه الزمن عندما بدأت عقود النفط الإيراني حوالي 4 مليون برميل يوميا  والنفط الروسي و العراقي  يغزو الأسواق و بالوقت نفسه الحنق الأمريكي نتيجة سياسة المضاربة بتخفيض أسعار النفط بعد اكتشافات النفط الصخري في أمريكا وتضرر الشركات الأمريكية نتيجة هبوط حاد في أسعار النفط العالمي واستفادة الصين بزيادة تجارتها مع جميع دول العالم بما فيها  امريكا.
يمكن القول بأن بطر حكام مملكة بنو سعود في مملكة رمالهم المتحرّكة سينتهي بزوالهم بفترة أقصر مما يتوقع لأن الغطرسة والتوهمات وفيض المال وفيض الغباء السياسي يودي بأصحابه هكذا علّمنا التاريخ البشري
ويبدو للمتتبع بأن العالم سيكون أكثر استقرارا بدون الوهابية السلفية التي تكفّر كل من يخالفهم بالرأي  وربما بدأ العالم يدرك بأن مفرخة الإرهاب الوهابي يجب أن يوضع لها جد إن كان العالم صادقا في مكافحة الإرهاب.