2024-04-19 08:22 ص

الاسراع في عقد مؤتمر "فتح" السبيل السليم للحفاظ على وحدتها

2016-02-09
القدس/المنـار/ تأجيل انعقاد المؤتمر العام لحركة فتح، لا يصب في صالح الحركة، وكلما تأخر التئامه زادت المحاور والصراعات، وتعمقت الخيوط الممتدة، وجولات البحث عن مساندين وتعاظمت الأثمان، واشتدت حرب الوراثة وهي مليئة بالمحاذير.
يقول مصدر مطلع مقرب من الحركة لـ (المنــار) أن التأخير في عقد المؤتمر العام لفتح، يفقد الحركة طلائعيتها، وما تحتله من موقع في الساحة الفلسطينية، وانعقاد المؤتمر يحسم الكثير من الأمور والمسائل، ويوقف "هيجان" الاصطفاف والمحاور، ويقطع الخيوط الممتدة الى جسدها، عبر وكلاء توهموا أن الغرباء والاستقواء بهم، سوصلهم الى مبتغاهم.
ويرى المصدر أن الاقتراحات والافكار التي تطرح من هنا وهناك لهذا المحور أو ذاك، أو اخماد للاشتعال التنافسي، ليست هي الحلول المطلوبة، وانما الحل الحقيقي والسليم يكمن في عقد المؤتمر ليفرز لجنة مركزية جديدة ومجلس ثوري جديد بصورة شفافة، انتخابات تجري بشفافية عالية بعيدا عن سياسات الاقصاء وحتى التعيين أو تفضيل محور على آخر، ففي ذلك مصلحة للحركة ومنعا لانقسامها وتشرذها وتشظيها.
ولا يخفى على أحد، أن هناك محاور عديدة داخل الحركة، وكل منها يستخدم ما يتيسر له من وسائل لمحاربة الاخر، ووصل التنافس حد انتهاج سياسة شراء الذمم، لذلك، الانتقال من محور الى آخر بات ظاهرة في صفوف الحركة، وهناك من يطلق التصريحات الحادة، اتهاما وادعاء ضد هذا المحور أو ذاك ليفوز بمنصب أو موقع، أو التسلل الى المحور الذي يشاع بأنه الأوفر حظا للفوز والنجاح، ومحور يدعي بأنه سيتعرض للاقصاء والهزيمة من محور آخر يواصل رسم خارطة الفوز والعضوية، تحت ادعاء أنه يمتلك أدوات النجاح من ضخ وظيفي أو مالي، ويزداد السباق شراسة.
يضيف المصدر أن ما تردد عن تعيين خمسة مساعدين لرئيس الحركة، وهو رئيس السلطة في الوقت ذاته، أمر يثير الاستغراب، وقد يؤدي الى تفسخ فتح، التي هي العمود الفقري في ساحة عرضة للتهديدات والتحديات من جهات وقوى عديدة، محلية وخارجية، فتعيين هذا الكم من المساعدين، سيكون وبالاً على الحركة المستهدفة من تحالفات في المنطقة، لها ركائزها في الساحة الفلسطينية، ويشير المصدر هنا الى أن الأفضل من تعيين مساعدين بالجملة، هو توسيع دائرة التشاور، دعما لدائرة صنع القرار، لتضم أشخاصا همهم الوحيد المصلحة الوطنية، بعيدا عن اية مصالح شخصية ومنافع ذاتية.
ان التشتت في المواقف، بين قيادات الحركة سمح لقوى خارجية بالتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني، وفي حركة فتح تحديدا، لذلك، نرى قيادات "تتلظى" في هذه العاصمة، واخرى ارتهنت لتلك الدولة، وما رأيناه في الدوحة عاصمة الوكر الجاسوسي المسمى بمشيخة قطر في بداية الحوار بين فتح وحماس لأكبر دليل على ذلك.
ويؤكد المصدر أن التصارع بين قيادات وفتح، أدى الى تسلل قوى وعناصر معادية لحركة فتح الى هذه المؤسسة والوزارة أو تلك الهيئة، برضى قيادات، همها أن تقيم تنسيقا أو تحالفا غير مرئي مع قوى في الساحة الفلسطينية، تحت شعار "الوحدة الوطنية" وذلك التبرير ليس صحيحا.. فالهدف شخصي، وهو "الفوز المواقعي".
لكن، الحل الأمثل، لما تعانيه فتح، من صراعات، وما قد يبعدها عن أية مخاطر، هو عقد المؤتمر العام للحركة اليوم قبل الغد، واجراء الانتخابات لعضوية مؤسساتها، دون تحزب أو أحقاد، وعدم الاقتراب من خطط تشكيل القوائم، لضمان الفوز بعيدا عن احداث اي خلل، والانتخابات النزيهة هي الكفيلة بالمحافظة على وحدة الحركة، كذلك، يفترض في القيادات المؤثرة لهذا السبب أو ذاك، عدم تفضيل هذا المرشح أو ذاك، أو رسم خارطة وفرضها بكل الوسائل على الحركة، كما يشاع ويقال في الغرف المغلقة، وفي أروقة مؤسسات العواصم التي لا تتعامل مع شعب فلسطين على أساس سياسي بل أمني.