2024-04-19 03:16 م

اّل سعود على مائدة الشيطان

2016-02-09
بقلم: ميشيل كلاغاصي
قرون وعقود و سنوات طاعة, جعلت " أبطال " حديثنا أكثر من ضيوف, فتأخذك حيرة المشهد والوليمة وتختال بمن هو الضيف والمضيف, فأن تراهم يجلسون على مائدة الشيطان الفارغة محتارين بين صنوفها وملذاتها, و من أين يبداؤن !؟. لقد أصابهم العمى و كادوا يغرقون في لُعابهم شهوة ً وسعادة ً, هي وجبات ٌ و صحون ٌ فارغة تبهر العيون ولا تُشيع البطون ولا يراها سوى الحمقى.. أخطأ الشيطان بتقدير ذكائهم,وفوجئ بأطباقهم التي حملوها في جعبتهم, فهو صاحب العزيمة والمضيف , يا لكرمهم وعزة نفسهم !؟ و دونما شك فقد أبهرته القعدة, وتعاكست الأدوار و أصبح وكأنه الضيف وهم المضيف , فإحتار من أين يبدأ ! فهنا طبق الرؤوس الاّدمية المقطوعة, و هذه أكباد ٌ مقلية, وأما ذاك فلن تحصل على لذته ومتعته إلاّ إذا استخدمت السيف والساطور والسكين .. فتعجّب من براعتهم وكرمهم بالمال والرجال والسلاح والحقد, وأدرك سيوفهم الحادة و رؤوسهم الجامدة وأعجبته البدعة و لتبدأ الفرجة وويل ٌ لمن يخالفنا ولا يعجبه "طعامنا". لقد خسرت يا " كيري " الجولة الثانية والثالثة في جنيف 2وجنيف3.. فصحيح ٌ أنك وزيرٌ للخارجية.. لكنك لست " المعلم ".. ويحق لك أن تتعلم فأنت في حضرة " المعلم ", ولك أن تسميه يوم ٌ حزين لكنه ليس بحظ ٍ عاثر.. فأنتم معشر الأمريكان.. تعرفون الدبلوماسية السورية تمام المعرفة .. وتعرفون قدراتها و امكاناتها و ذكائها وحنكة رجالاتها .. أهذا وفدكم ؟؟ وهؤلاء َمن خضعوا لدوراتكم التعليمية ..؟؟ لك أن تتوقع الضربة القاضية.. في أية جولة ُنريد .. فكن حذرا ً يا " كيري ". فلم تكن الدولة السورية مضطرة ً لحضور مؤتمركم.. ليقينها من عدم جدواه .. لكنها لن تفوت أية فرصة ٍ قد تمنح شعبها السلام و تبعد عنهم يد القتلة و المجرمين .. وتعرف أن طريق الحل يكمن في قبضات و سواعد الجيش العربي السوري . كيف تعوّل على مؤتمر ٍ بنكهة المسارح والمسرحيات الفاشلة .. عبر وفد ٍ واحد أم وفدين أم ثلاثة ! غير معروفي التمثيل؟ تحاول السعودية من خلال تدخلها السافر في الشؤون السورية و عبر وفدها الذي دُعي بإسمها أن تحتكر المعارضات! وفد ٌ تلطخت أيادي أعضائه بدماء السوريين.. وفد ٌ لا يضم أغلب أطياف المعارضة.. وفد ٌ غير جاهز ٍ للحديث والتفاوض .. وفد ٌ غير ثابت التكوين ولا بد من الإستعانة بالأمريكان كي لا تنفرط حبات عقده .. وفد ٌ متردد ٌ ومتخبط ٌ .. يعكس تردد وتخبّط مشغله نتيجة سرعة نجاحات وانتصارات الجيش العربي السوري على الأرض في ريف اللاذقية الشمالي في سلمى و ربيعة و كل ما حولهما , وفي حلب و أريافها الجنوبية و الشرقية و خصوصا ً الشمالية و تحرير عشرات القرى و البلدات والمدن الإستراتيجية , لا سيما فك الحصار عن مدينتي نبل و الزهراء بعد ثلاث سنوات من الحصار العسكري و الإنساني لحوالي 70 ألفا ً من السكان المدنيين.. و تقدمه نحو مدينة الباب و فتحه مروحة إحتمالات تقدمه نحو إدلب والرقة و دير الزور وريف حماة و غيرها , و أصبح قاب قوسين أو أدني من إكمال الطوق حول مدينة حلب و حصار من فيها من إرهابيين , بالإضافة إلى تحرير عتمان في الجنوب السوري . لم يتمكنوا من الإنسحاب من المؤتمر صراحة ً وإفشاله كهدف ٍ لمشاركتهم تنفيذا ً لأوامر مشغليهم .. نتيجة حكمة و ذكاء و صبر وفد الوطن .. وسرعة تحركه إعلاميا ً .. وفي كل الإتجاهات .. واعتماده على سلاح الإعلام لقناعته بأنه غدا جزءا ً من المشهد السياسي والدبلوماسي في زمن التشويش و الكذب.. مما دفع الوفد المجرم للتركيز على الملف الإنساني في مناطق محددة نتيجة وجود أعداد ٍ كبيرة من الإرهابيين فيها.. اّملين تقديم الدعم والعون لهم قبل تحرك الجيش باتجاههم وسحقهم .. كذلك على أمل فتح ثغرة ٍ أمام عودة الحديث عن ممرات إنسانية ومناطق عازلة .. متناسين إنكشاف حقيقتهم بالإعتداء على قوافل المساعدات بالقذائف الصاروخية وقذائف الهاون .. كيف لهم أن ينجحوا..؟؟ إذ يذهبون الى مؤتمر سلام كما هم مفترض .. ولايزال مشغلهم يتحدث ويحث على المزيد من الفتن والطائفية ..!!! و يهدد و يتوعد بحرب ٍ برية تفضي إلى تغيير نظام و شكل الحكم في سورية. متجاهلين كافة القرارات الأممية و اللقاءات الدولية في موسكو1و2 و فيينا1 و2 , و القرارات 2170 و2178 و 2199 و 2253 و 2254.. وفد ٌ اعتقد ت شخصياته ٌ أن أحجامهم تساوي و توازي حجوم الدول المشغلة , فبتنا نرى معارضين بقوة الولايات المتحدة , و بقوة فرنسا و تركيا و السعودية و... إلخ , و نعتقد أن للطبل الفارغ صوتا ً عاليا ً, تبا ً لذاك المنفاخ الذي نفخ الطبول و مسح العقول وضاعف الحجوم , واستنسخ شمشوم !. لقد فضح مؤتمر جنيف3 نفسه, و لم تُنجز قوائم و لوائح التنظيمات الإرهابية, و لم يعرف الوفد السوري الرسمي من سيلاقي و مع من سيجري المحادثات ! ونجح المبعوث الأممي في اتباع سياسة الفنادق لكنه فشل في توحيدها تحت سقف فندق ٍ واحد .. وتجاهل معارضة الداخل الوطنية و أخذ على عاتقه تأجيل اللقاءات إلى 25 الجاري ليحمي وفد الرياض من تبعات انسحابه من المؤتمر. لقد لخص بشار الجعفري ووثق كل ما حدث هناك أمام الرأي العام وفي وسائل الإعلام, كما فعلها " معلم " الدبلوماسية السورية في مؤتمره الصحفي الأخير و كان واضحا ً و صريحا ً وواثقا ً من مواقف حكومته الوطنية المدعومة بتأييد ٍ شعبي مطلق..و أكد أن سورية لا تحاور الأشباح, و لا تقبل الشروط المسبقة , و أن سورية تتفهم إنسحاب العبيد فاقدي حرية القرار , كما ألمح بذكائه و حنكته إلى المبعوث ديمستورا برفضه و المطالبة بتنحيته بقوله : " أي بديل للمبعوث الأممي لن يكون أفضل منه حاليا ً " , نتيجة انحيازه و ابتعاده عن صلب مهمته , و تحدث عن فشل القوات السعودية في غزو اليمن , و توعد بعودتهم في صناديق خشبية فيما إذا قررت السعودية وغيرها غزو سورية بريا ً تحت أي عنوان .. و كذلك ألمح للأردن بالتوقف عن إدخال المال والسلاح والإرهابيين إلى سورية, و أكد على الملأ أن إنجازات الجيش العربي السوري قد وضعت النهاية لخط الأزمة في سورية. فيما يستمر الموقف الروسي في دعم و مشاركة الدولة السورية في حربها على الإرهاب و في دعم الرئيس الأسد صراحة ً وعلانية , إذ يؤكد المتحدث بإسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا " تقدم روسيا المساندة للقيادة الشرعية للجمهورية العربية السورية في معركتها ضد الإرهاب". فإذا كانت الولايات المتحدة تبحث ثمن لهزيمتها في سورية.. اعتقد أنها قبضت الثمن في ليبيا .. فالإسراع في تشكيل حكومة ليبية, ليس إلاّ للتوقيع على شهواتها النفطية هناك. في الوقت الذي تغيب فيه التصاريح الغربية والأوروبية عموما ً, ولتفاجئ الدولة الكندية حلفائها وتعلن انسحابها من التحالف الذي تقوده أمريكا في الحرب على الإرهاب في سورية و العراق , الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لإنفراط عقد التحالف " الناتوي " الذي ملئ العالم بالفوضى,على عكس الدولة الروسية التي أكدت الوقائع ثقة الكرملين في صوابية قرارها و حربها على الإرهاب بعد أربعة أشهر ٍ فقط , و التي انعكست انهيارا ً كبيرا ً للمجاميع الإرهابية , بالتوازي مع انتصارات الجيش العربي السوري و استعادة مساحات شاسعة من سيطرة الإرهابيين , و بأقل تكلفة بشرية روسية , وبذلك يكون بوتين العملاق قد قضى على خطة أوباما في تحقيق إنجازات ميدانية تمكنه من تكريسها مكاسب سياسية – تفاوضية - مصالحية لإنهاء الحرب والفوز بتغيير الحكومة و نظام الحكم في سورية .. يبدو أنه على الجميع الإعتراف بإحترافية المدرسة الدبلوماسية الروسية غير المسبوقة . أما " كيري " فلم يجد بدا ًصبيحة فك الحصار عن نبل و الزهراء والتقدم الكبير للجيش العربي السوري في مدينة حلب و كافة أريافها من أن يستعجل وقف إطلاق النار في سورية عموما ً وحلب خصوصا ً, و الدخول سريعا ً في المفاوضات.. يدرك كيري أن سورية قد انتصرت وأن لا شيء يوقف يقدم بواسلها.. وأنها قادرة ٌ على إنتزاع النصر والسلام و لن تُفاوض عليه . و لا بد لاّل سعود أن يعلموا أن جلوسهم على مائدة الشيطان , ليس تشريفا ً لهم , إنما هو إخضاعهم لبرنامج التغذية الأمريكي ودفعهم للدخول في الحرب على سورية كحمار الأسفار , و ها هي اليوم تُخضعها إلى تنحيف سريع..سيأخذها نحو التجفاف السياسي الدائم . و لا نستبعد اختفاء السعودية من الخارطة السياسية في المنطقة,وقد تصبح مشيخة قطر من الأهمية للإستدلال عليها.. يبدو أن مؤتمر جنيف وُلد لقيطا ًوعاش لقيطا ً وسيموت لقيطا ً, و ليسجل التاريخ أن سورية قد رجمت الشيطان. لقد استنفزتم كل شيء خلال الأعوام الخمسة الماضية .. حتى باتت أفكاركم ضائعة وتائهة .. لقد لعبتم على حافة الهاوية ونسيتم أننا دهاة السياسة .. وهاهي سورية تضع لكم النهاية غير المتوقعة وتفاجئكم بصمود ٍ تاريخي يفتح اّفاق الإنتصار القريب .. حقا ً هو زمن انقلاب السحر على الساحر. لابد من انهاء المسرحية الدامية .. الهزلية وعبر أروقة سويسرا أو موسكو.. لا فرق , ولابد من تغيير الأدوات بما يتلائم مع الجولة الحقيقية للحوار السوري – الأمريكي المباشر , على غرار الإتفاق الأمريكي – الإيراني , والدفع لإنجاح الحوار السوري – السوري على وقع وايقاع القرارات الأممية التي أقرها المجتمع الدولي , وفي الإنخراط الجدي في دعم حق الدولة السورية في محاربة الإرهاب والقضاء عليه على الأراضي السورية .. كذلك في جميع أنحاء العالم .. ووضع حد ٍ لهذا الفكر التكفيري الإرهابي السعودي الوهابي واّله .. حفاظا ً على السلم و السلام العالميين.