2024-04-20 04:18 م

التعليم والعنف!!

2015-09-14
ناريمان شقورة
العام الدراسي لم يلبث أن يبدأ العام الدراسي الجديد بعد، وبدأنا نسمع عن قصص التلاميذ والمدارس والعنف، ربما أصبح التلاميذ والطلاب مختلفين عن ذي قبل، من حيث احترام المعلم ومربي الصف، وربما قلت هيبة المدرس والعاملين في هذا المجال، وهناك أسباب عديدة أدت إلى ذلك أهمها التوجه العام إلى التخصصات الأخرى الحديثة نوعاً ما مقارنةً بالتدريس، إضافة إلى سوء الامتيازات والخدمات المقدمة للمعلمين والتي بدورها أثرت على الأداء وعلى العملية التعليمية، وربما أيضا للشبكة العنكبوتية يداً في ذلك حيث أصبحت محركات البحث مصدراً يلجأ إليه الطلاب في الدراسة مما قلل الحاجة إلى المدرس، وهناك أسباب أخرى لسنا بصدد عرضها الآن. أما الموضوع الأهم هو تحبيب الطلاب بالمدرسة وبالتعليم خاصةً الأطفال منهم، ويبدأ ذلك بتخفيف التركيز على التلقين مقابل رفع عاملي البحث والتفاعل من الطلاب تجاه الدروس، وزيادة نسبة الأنشطة والتدريبات التي تعزز ما هو نظري وتُشعر الطلبة بأهميتهم وبمدى مساهمتهم في الفهم وضحد نظرية كونهم متلقين سلبيين، وهناك أساليب أخرى وطرائق تجعل العملية التعليمية مُحببة للتلميذ يمكن التعرف عليها من ذوي الاختصاص ومن الدراسات العلمية والأبحاث الحديثة، ولأن الطفل طفل يكون انطباعاته من تصرفات الآخر الذي يتعامل معه، فعلينا النزول إلى مستوى عقولهم وإتيانهم بالحسنى وتجنب العنف بشكل نهائي حتى في حال إساءتهم التصرف ومخالفة تعليمات المدرسة، هناك أدوات معالجة أخرى بعيدة عن الضرب والتلفظ بما هو سيّء في تقويم السلوكيات الخاطئة، فأطفالنا بحاجة إلى حب المدرسة وطاقم التدريس ليكونوا طلاب علم بحق كونهم شباب الغد وأمل المستقبل، ومن هنا نطالب وزارة التربية والتعليم بتوجيه تعليماتها إلى كل المدارس بمنع الضرب والعنف باختلافه نهائياً، ولا ننسى أبدا قوله تعالى" ولو كُنتَ فظاً غليظَ القلب لانفضوا من حولك". أساليب التهديد والوعيد والقمع والتلقين المعلوماتي والتعليم النظري، هي أساليب منفرة وتقليدية تُكره التلاميذ بكل التعليم، وتجعل المدرسة عبء على التلاميذ وإرهاق نفسي لهم. لا بد أن ننهض بالعملية التعليمية من أساليب وطرائق ومناهج وسلوكيات تربوية، لأن التعليم أحد أهم مقاييس التقدم والتطور للدول.