2024-03-28 09:00 م

سُلاف فواخرجى: بقائى فى سوريا رسالة للإرهابيين

2015-09-13
تغادر الفنانة السورية سلاف فواخرجى منزلها بدمشق صباحا حيث تقوم بتصوير أعمالها، وهى غير واثقة تماما من عودتها حية، لكنها ترفض مغادرة بلادها والإقامة فى بلد آخر أكثر أمنا، لأن بقاءها وغيرها يبعث برسالة إلى الإرهابيين بحب الحياة.

ترى سلاف كذلك أن مجريات الأحداث فى بلادها خلال الفترة الأخيرة أثبتت صحة موقفها بتأييد بشار الأسد منذ اللحظة الأولى، وتقول إن بلادها تواجه حربا شرسة من فئة تحاول القضاء على حضارتها.
ورغم رهان البعض على أن تأييدها لبشار سيبعد عنها المنتجين بالخليج ومصر، لكنها قدمت أكثر من عمل تليفزيونى وسينمائى، وأخيرا خاضت تجربتها الأولى فى الاخراج مع فيلم «رسائل الكرز» الذى عرض ضمن فعاليات مهرجان الاسكندرية السينمائى، والتف الجمهور حولها يحيونها ويسعون لالتقاط الصور معها.. وإلى الحوار:

• بداية سألتها ما سر هذا الحب الشديد الذى يحيط بك رغم غيابك عن مصر لسنوات؟
- أنا أحب الناس وقريبة من قلوبهم لأنهم بقلبى وأعشق الفن منذ نعومة أظافرى، وتربيت على الفن المصرى والأساتذة المصريين الكبار، ولا يستطيع أحد أن يزعزع علاقتى بجمهورى أو يؤثر عليها بأى شكل من الاشكال فأنا فنانة صادقة وواضحة.

• هل كنت تتوقعين ما آلت إليه الأمور بسوريا منذ بداية الأحداث وإعلان دعمك للأسد؟
- توقعت ما يحدث لبلدى منذ بداية هذه الأحداث ليقينى أنه طالما العدو الإسرائيلى موجودا بالمنطقة، فلن ننعم بهدوء وأمن أبدا، وعليه ارتسمت ملامح هذا المستقبل المظلم فى ذهنى وقلت وأعلنت رفضى لهذه الثورة ولم أبال بما سأتعرض له، وتمر الأيام وما كنت أراه فى ذهنى حدث على الواقع، ولكنى على ثقة أنه لن يصح إلا الصحيح وستعود سوريا إلى سابق عهدنا بها، فنحن اصحاب حضارة وثقافة ومتمسكين بوطننا لأبعد حد.

• كيف كان رد فعلك حينما شاهدت صورة الطفل إيلان الكردى متصدرة وسائل الاعلام بعد غرقه؟
- هذا المشهد نراه يوميا، ولكن الفارق بين ما نراه وصورة إيلان أن ايلان كان محظوظا حينما تصادف وجود وسائل إعلام ساهمت فى نشر صورته بكل ما تحملها من براءة، تم انتهاكها بسبب أعداء وطننا وصمت العالم تجاه ما يحدث بسوريا، وأقول هل استيقظ ضمير العالم لما يحدث بسوريا؟، هل آمن الزعماء والرؤساء بحقيقة اننا نتعرض لإرهاب غاشم يسعى لتدمير بلدنا وحضارتنا.

• وماذا عنك كفنانة فى مواجهة هذا الارهاب؟
- أنا وغيرى من الفنانين فى سوريا نواجه هذا الارهاب بقوة، فمنذ أن اندلعت الحرب وأنا مقيمة بسوريا ورفضت كل عروض العمل خارج سوريا ومنها عروض مصرية، لأن حالتى النفسية كانت صعبة للغاية، ولكن فى نفس الوقت كنت حريصة على الاشتراك فى مسلسلات وأفلام سورية نقوم بتصويرها فى أماكن خطرة للغاية، واحتمال موتنا أكبر من احتمال عودتنا لبيوتنا سالمين، ولكننا أردنا توصيل رسالة إلى الإرهابيين أن إرهابهم لن يرهبنا، وأننا سنعمل ونبدع وسنتمسك بالحياة وبسوريا حتى آخر لحظة، إضافة إلى أن كل الأعمال التى نقدمها بسوريا لا تنفصل عن الواقع فهى مرتبطة بما يحدث كل يناقشها من جانب مختلف.

• على ذكرك للعروض المصرية.. الجمهور المصرى بدا واضحا خلال المهرجان مدى اشتياقه لأعمالك؟
- مصر وحشانى أوى، وكذلك الجمهور المصرى الذى احتضننى وغمرنى بحبه منذ أن جئت إلى مصر وشاركت فى أعمال مختلفة مثل «حليم» و«ليلة البيبى دول» ومسلسل «أسمهان» وغيرها من الأعمال، وتلقيت عروضا كثيرة، ولكن لست مثل غيرى، حريصة على الادلاء بتصريحات عن اعتذارى لهذا العمل أو ذاك.

• ولماذا لم نرك فى عمل منها؟
- لأسباب مختلفة إما أن السيناريو لم يرض طموحاتى أو أننا لم نتفق على الأجر، وهذا ليس بسبب مغالاتى فى الأجر، ولكن للأسف بعض المنتجين تعمدوا تخفيض أجرى بعد الحرب ظنا منهم أننى سأضطر للموافقة، وهذا لن يحدث، فلقد قمت برفع أجرى عما كنت أتقاضاه قبل الحرب، وإذا كان هناك زملاء سوريون اضطروا لذلك فأنا لست مضطرة على الإطلاق.

• وماذا عن مسلسل «شجرة الدر» الذى رشحت له؟
- قرأت أخبارا عن سحب مسلسل «شجرة الدر» منى وإسناده للفنانة غادة عبدالرازق، واؤكد أننى مازلت اتلقى تليفونات من قطاع الانتاج بالتلفزيون المصرى يؤكدون لى تمسكهم بى فى هذا الدور، ولكن كما تعلمون أن قطاع الانتاج يمر بضائقة مالية صعبة، وكانت هناك فكرة لسحب المسلسل من قطاع الإنتاج وتمويله من قبل شركة خاصة، ولكنى رفضت التعاون مع الانتاج الخاص وتمسكت بالعمل مع التليفزيون المصرى فهو الذى رشحنى لهذا الدور.

• وماذا عن مصير مسلسل «بديعة مصابنى» الذى أعلنت كثيرا عن حماسك له؟
- مازلت متحمسة له، فأيام تصويرى لاسمهان، طلبت من الكاتب قمر الدين علوش إعداد سيناريو عن بديعة مصابنى لإيمانى الشديد بأن حياة هذه السيدة تتمتع بدراما أقوى بمراحل من اسمهان، وبالفعل كتب قمر سيناريو قويا للغاية وهو لدى حاليا، ولكن كما هو معروف أن أحد اهم عوامل نجاح أى عمل هو الانتاج، وقد تلقيت عرضين لانتاج العمل، لكنى لم أتحمس لهما فالعمل يحتاج إلى جهة انتاجية كبيرة تستطيع الانفاق على المسلسل كما ينبغى.

• تعرض الفنان دريد لحام لموقف صعب بمطار القاهرة العام الماضى حيث تم منعه من الدخول لحين حصوله على موافقة أمنية، وهناك بعض الفنانين فى سوريا استخدموا جواز سفر غير السورى حتى لا يتعرضوا لنفس المشكلة.. فهل واجهت أى مشاكل فى الدخول لمصر؟
- لم أواجه أى مشاكل فى الدخول، وللعلم أنا لا أحمل أى جواز سفر غير السورى، وأكون حريصة على استيفاء كل الأوراق المطلوبة حتى لا أتعرض لهذه الواقعة، ورغم حزنى على هذه الاجراءت خاصة أننا فى سوريا الدولة العربية الوحيدة التى لا تعترف بالتأشيرة فبابنا مفتوح لكل الدول العربية، كما أن وجه الفنان العربى يعد جواز سفر فى حد ذاته، لكنى لا أستطيع أن أمنع مصر من حماية حدودها، فهذا حق أصيل لها، وهى ضريبة أخرى ندفعها بسبب هذه الحرب، ومستعدون لدفع كل الضرائب إلى أن تعود سوريا وتنهض من جديد.. وستعود.

• أثناء عرض فيلم «الأم» الذى تشاركين فى بطولته وإخراج باسل الخطيب فى مهرجان الاسكندرية.. شاهدنا سوريا وشوارعها ولمسنا ما فيها من جمال.. فهل هذا الجمال لايزال موجودا رغم الحرب؟
- نعم موجود ولن يستطيع أحد أن يحرمنا منه، فسوريا جميلة بضيعاتها وشوارعها وناسها.

• حمل الفيلم رسائل عديدة لشعب سوريا أهمها نبذ الخلاف والوحدة لمحاربة العدو.. هل هذه الرسائل تصل للشعب السورى أم أن الحرب تمنعهم من الذهاب لدور العرض؟.
- الحرب لم تمنعنا من العمل، فنحن نزلنا من بيوتنا كما ذكرت وتعرضنا للخطر لكى نقدم ثقافة وفنا، وكذلك السوريون، رغم القذائف التى تنهال على رؤوسنا لكن حينما تم عرض هذا الفيلم فى سوريا، لم يكن هناك مكان شاغر بالقاعة، وهناك من جلس على الأرض أو ظل واقفا، هناك حياة فى سوريا وشعب متمسك بهذه الحياة.

• تشاركين فى مهرجان الاسكندرية كمخرجة لأول مرة من خلال فيلم «رسائل الكرز».. ما سر حماسك لخوض تجربة الاخراج؟
- لم أفكر يوما فى خوض هذه التجربة من قبل، ولكن صديق لى نصحنى بخوضها خاصة أن لدى شغفا كبيرا بالإخراج وحبا شديدا له، وحينما قرأت السيناريو الذى كتبه نضال قوشجه، تحمست للموضوع للغاية فهو يدور حول قصة حب رائعة بين شاب وفتاة من الجولان السورى المحتل، يرمزان للشعب والأرض، ورغم أن الاطار العام للحدوتة هو الرومانسية إلا أن القضية الحقيقية هى قضية وطنية.

• وكيف تعاونت مع أبطال العمل وفى مقدمتهم غسان مسعود كمخرجة أكثر من عمل جمعكما سويا كممثل وممثلة؟
- حينما عرضت الدور على غسان أبدى سعادته وترحيبه ووافق على الفور، فهو فنان كبير، وفى اللوكيشن أكون المخرجة ويحترم هذا، ولكن هذا لا يمنع أن نتناقش سويا وربما يضيف للفيلم بخبرته الكبيرة، ولقد استفدت من خبرتى كممثلة فى الاخراج، وأحمد الله على النتيجة التى توصلت لها ومهدت لى تجربتى الاخراجية القادمة فى فيلم «مدد».

• هل تشاركين فى بطولته؟
- لا، أفضل حاليا التركيز فى الإخراج، وربما فى المستقبل أقوم بإخراج عمل أشارك فى بطولته، ولكنى حاليا أكتفى بدور المخرج وأسعى للدراسة الجيدة والوافية للعمل حتى يخرج بصورة أرضى عنها.

•  تردد أن أكثر من مهرجان عربى طلب منك عرض نسخة الفيلم ضمن فعالياته ولكنك تمسكت بمهرجان الاسكندرية.. ما صحة هذا الكلام؟
- صحيح مائة بالمائة، فأنا تمسكت بمصر، وأنا أقدم نفسى كمخرجة من مصر، فلا أبالغ والكل يعلم أننى صادقة حينما أقول إننى أعشق مصر وترابها، وشعبها، وأعتبره وطنى أيضا كما سوريا، ولذا كنت حريصة تماما أن أعرض فيلمى ضمن فعاليات مهرجان الاسكندرية.

المصدر: موقع "الشروق"/إيناس عبدالله