2024-04-19 03:22 ص

لمن تقرع أجراس فرنسا !!؟؟

2015-09-03
بقلم: بطرس الشيني/سورية
قرعت أجراس بعض الكنائس الفرنسية "من أجل مسيحيي الشرق يوم /15/ آب الماضي .. وسبق ذلك حملة إعلانية حول موعد قرع الأجراس ...!!؟؟ الأجراس قرعت من أجل السلام والمسيحيين في الشرق ونحن لا نشكك إطلاقا ً برجال الكنيسة الذين قاموا بهذه الخطوة "الجريئة" لمساندة مسيحيي الشرق ولكن من المؤكد أنه كان من المنطقي أكثر لو قرعت الأجراس من أجل كل ضحايا الإرهاب في الشرق خاصة وان ساسة فرنسا كما ساسة الغرب كله هم شركاء في قتل أبناء سورية والعراق عبر دعمهم غير المحدود العسكري والإعلامي والسياسي للمنظمات الإرهابية التي تمثل حاليا ً الذراع الطويلة لمخابرات الدول الغربية وإسرائيل ... لاشك ان قرع الأجراس المقدم "بكرم غير طبيعي"لمسيحيي الشرق لن يكون له أي أثر في منع المعاناة والقتل والتشريد عنهم والذي تقوم به المنظمات الإرهابية التي تعودت سماع "وسوسات " الغرب وليس أجراسه .... ولاشك أن مظاهرة احتجاجية ضد الإرهاب لهؤلاء الذين قرعوا الأجراس تنطلق من "كنيسة نوتردام" إلى "الأليزيه" كان يمكن أن تخدم الشرق بكافة مكوناته أكثر من كل أجراس فرنسا بما فيها "نوتردام" . ليس من الغريب أبدا ً أن تقرع فرنسا أجراسها من أجل المسيحيين في الشرق وإفريقيا وفي كل مستعمراتها السابقة فهي كانت ومازالت رغم تعدد أشكال الحكم خلال مئتي عام واحدة من أسوأ الدول في استخدام الدين كوسيلة وأداة للسياسة والخداع .. وربما لا ينافسها في ذلك سوى السعودية وإسرائيل، ماذا فعلت فرنسا لمسيحيي الشرق وهي على رأس الدول الداعمة للمنظمات الإرهابية التي تقتل المسيحيين وغيرهم بالآلاف في هذا الشرق وتهجر من بقي منهم . ماذا فعلت تجاه الإبادة التي ارتكبتها تركيا العثمانية ضد الأرمن منذ مئة عام ولم تعترف بها فرنسا إلا هذا العام . ماذا فعلت فرنسا تجاه قتل الآشوريين والكلدان في العراق وتدمير كنائسهم وتهجير مئات الآلاف منهم خلال السنوات القليلة الماضية وماذا فعلت لمساعدة السريان . أي موقف مخز لفرنسا التي تقدم نفسها كراعية لمسيحيي الشرق وهي تقدم الدعم الإعلامي والمادي للمنظمات التي هاجمت الكنائس والأديرة ودمرت معلولا المصنفة ضمن الإرث المسيحي والإنساني العالمي هذا غير مئات المواقع الأخرى . أي موقف يذكر لفرنسا وشعبها الذي انتخب حكومة ساركوزي ثم هولاند تجاه مسيحيي الشرق في سورية والعراق وفلسطين سوى الألم الذي سببته ليس فقط عبر إرهابييها الذين يحاربون في سورية والعراق بل وفي مواقف إدارتها المتطابقة مع الإرهاب وأهدافه ، والمتطابقة مع الصهيونية التي هجرت معظم مسيحيي فلسطين ، ألم يقتل المسيحي الشرقي كما غيره من أبناء سورية بواسطة الأسلحة والدعم الفرنسي السياسي واللوجستي المقدم للمنظمات الإرهابية . يقول أحد النازحين من تدمر : عندما اجتاح تنظيم "الدولة الإسلامية" الارهابي تدمر شاهدت العديد من سيارات الإسعاف "الفرنسية " الحديثة من ماركة واحدة ضمن التشكيل العسكري لداعش لم تقترب أي منها من عشرات الجثث المنتفخة في شوارع تدمر ، .. سيارات الإسعاف الحديثة تلك التي تملكها داعش هي واحدة من "فضائل فرنسا" ومنظماتها الخيرية المقدمة لمن يقتل الشعب السوري فيما يقدم المجتمع الفرنسي بكل كرم " أصوات أجراس الكنائس من أجل مسيحيي الشرق . لماذا لم تشهد فرنسا كما أوروبا أية مظاهرة "ذات قيمة " ضد الإرهاب في الشرق أو ضد السياسة الفرنسية الداعمة لهذا الإرهاب .. لو أن اليهود هم من يتعرض للقتل والتهجير هل ستكون ردة فعل المجتمع الفرنسي والغربي مشابهة ... كفى نفاقا ً .. سكان سورية "من المسيحيين وغيرهم" من ضحايا الإرهاب لا يحتاجون لأصوات الأجراس الفرنسية ولكن أظن أنهم يأملون أن تصل تلك الأصوات إلى مسامع الإدارة الفرنسية لعلها تكف عن أن تكون داعمة للإرهاب عبر تاريخها تاجرت فرنسا بالبشر "بالعبيد" وتاجرت بالمسيحيين خاصة في إفريقيا وآسيا ...وجذرت البغضاء والتطرف ... ومع ذلك مازالت "تقرع الأجراس " . فرنسا في العصور الوسطى قتلت عدداًهائلاً من مسيحييها بتهمة الهرطقة وهي مازالت بعد "ثورتها " التي تفتخر بها .. تدعم القتلة عبر العالم .. وتتمسح بذل أمام صفقات المال والسلاح ... و .... تقرع الأجراس . تقدم فرنسا كما بريطانيا وأمريكا للمنظمات الإرهابية صواريخ "تاو " وأجهزة الرؤية الليلية ومحطات الاتصالات بالأقمار الصناعية وأجهزة القيادة والتحكم وتقدم لهم الدعم السياسي والإعلامي لدرجة غير مسبوقة إلا في دعم إسرائيل وبالمقابل ما تقدمه "لمسيحيي" الشرق مجرد ظاهرة صوتي.

الملفات