2024-03-29 05:47 م

نظرة في الموقف الأوروبي

2015-09-03
بقلم: حاتم استانبولي
منذ ان بدأت موجة الربيع الغربي في بعض الدول العربية , رافقتها حملة اعلامية موجهة على الصعيدين العربي والغربي , تحت عنوان ان الشعوب العربية قد انتفضت على الديكتاتورية وحكم المستبدين. فقد اخذت الحملة اشكال مختلفة في بثها تبعا للبلد المعني , حيث كانت تؤيد بخجل ما حدث في تونس ومصر , لخصوصية البلدين من حيث ان الديكتاتورية التي كانت تحكمهما هي ديكتاتورية معتدلة , في حين شنت حملة واسعة النطاق ضد الدولة الليبية والسورية , وايدت التدخل المباشر في ليبيا, ولم تخفي دعمها المباشر للمجموعات المسلحة في سوريا , والتي اتخذت من العمل العسكري الأرهابي وسيلة للتغيير , تحت عنوان ان النظامين هما ديكتاتوريين مستبدين. وركزت على كل من الرئيسين بشار الأسد والعقيد القذافي حتى وصل في بعض القنوات بتشبيههما بهتلر . في حين ان البلدين سوريا وليبيا هم على قائمة الدول التي تدعم (الأرهاب الفلسطيني )ضد المحتل الغاصب . والتي تعترف المؤسسات الدولية ان دولة اسرائيل هي دولة محتلة للأراضي الفلسطينية والعربية. والآن ذات الوسائل الأعلامية بدأت تضخ تحريضا من نوع جديد. يستخدم ازمة اللاجئين التي نتجت عن سياساتهم, التي دعمت ومولت تدمير الدولتين السورية والليبية. ونتج عنها استخدام اراضي ليبيا المفتوحة لتهريب شعب سوريا الهارب من عملية القتل والدمار اليومي . لقد تبين وبعد خمسة سنوات أن سياسة سباعية ( فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا وتركيا وقطر والسعودية) , والتي فرضتها على الأتحاد الأوروبي كانت سياسة خاطئة لا اخلاقية . ان استعمال العنف المسلح من اجل قلب نظام الحكم , او الأنقلابات العسكري التي تقوم بها اجهزة شرعية مثل الجيش, كانت مدانة ولا زالت من قبل دول الأتحاد الأوروبي وتتخذ العقوبات الفورية ضد مرتكبيها. وذات الحكومات كانت تدعم وتؤيد وتسلح المجموعات الأرهابية في كل من سوريا وليبيا . هذا يؤكد ان مواقف هذه الحكومات لم يكن يحمل الجوهر الأخلاقي , ولا يعبر عن مصالح الدول الأوروبية , وقد راينا ان هذا الأرهاب ارتد عليها وعلى مجتمعاتها, كونه يتناقض مع جوهر الفكر الديمقراطي الذي يحكم المجتمعات الأوروبية . لذلك فان ازمة اللاجئين, هي ازمة صنعتها سياسة التدخل المباشر لتغيير البنية الداخلية للدول المعنية , ومحاولة تفكيكها واعادة تركيبها على اساس طائفي وعرقي . ومن اجل تمرير هذه السياسة تحالفت الحكومات الغربية مع اسوء الديكتاتوريات في المنطقة, والتي تحكمها عائلات استبدادية لا تقيم اية قيمة للجنس البشري. ونراها الآن تصمت على القتل اليومي للشعب اليمني والذي يقصف بشكل يومي من قبل الطائرات السعودية . ان القتل اليومي للأطفال والنساء والشيوخ في اليمن هو جريمة ضد الأنسانية , والصمت الأوروبي هو مشاركة للسعودية في هذه الجرائم. وسينتج عنها موجة جديدة من اللآجئين اليمنيين للدول الأوروبية . ان العمل لتطبيق سياسة الأتحاد الأوروبي في تشجيع الحكومات على اخذ قرارات فعالة في تعميق الديمقراطية , وعدم تشجيع التنظيمات التي تتخذ من الدين السياسي غطاء لتمرير مصالح فئة اجتماعية , واستخدامها الأعمال الأرهابية لتنفيذ ذلك, هي السياسة الناجحة والفعالة . ان سياسة التدخل المباشر لتغيير التركيبة الأجتماعية والسياسية للدول وتفكيكها . هي سياسة خاطئة سينتج عنها فوضى عارمة ستصل اثارها للدول والمجتمعات الغربية .

الملفات