2024-04-19 04:53 ص

إعتزال الرئيس عباس ليس مستبعدا!! * عوامل قاهرة وأبواب موصدة.. ويا خوفي؟!

2015-09-02
القدس/المنــار/ في هذه اللحظات المفصلية التي تعيشها وتمر بها الساحة الفلسطينية، التي تهدد بفوضى عارمة بفعل داخلي يغمر الخصوم والأعداء فرحا وحبورا.. لا بد من المصارحة، وقول كلمة الحق، التي لم نستطيع ايصال تفاصيلها الى رأس الهرم السياسي، وبفعل فاعل، انتهازي ومغامر، وقلق حائر.. ومريب تائه.
يكثر الحديث عن امكانية استقالة الرئيس محمود عباس "آخر الأبوات" كما يحلو للبعض تسميته محبة وتقديرا.. وهناك من يشكك في ذلك، وبعض يصفها بـ "المسرحية" لأسباب وعوامل عديدة، وبعض آخر يصر على رفض ذلك ويحشد لمنع تقديمها أو اعلانها.
لكن، من وجهة نظري، وفي كلمة الحق هذه، التي تلفها الصراحة والوضوح والحيادية التامة، أقول أن الاستقالة واردة جدا والضغط على مقدمها، قد لا يؤتي ثماره، فرغبة الرئيس بالاستقالة، لها أسبابها وعواملها ومبرراتها، بعد سنوات بل عقود من العمل التنظيمي والسياسي، في مراحل المسيرة الطويلة.
أول هذه الأسباب "عكننات" الصبية والانتهازيين وسيطرة الأوهام على أدمتغتهم باسناد من هذه الجهة أو انطلاقا واستقواء يكشف حساب بنكي "مهول"، واعتقادا منهم بأن "الجيوب المنتفخة" تغني عن بعد النظر وعمق التفكير واستراتيجيته.
وثانيا، سياسة التعنت الاسرائيلية ورفضها، المضي في مسار حقيقي لسلام شامل وعادل، ومواصلة تل أبيب لأعمال القمع والمصادرة والاستيطان، وهذه السياسة تشكل احراجا لرأس الهرم السياسي.
والسبب الثالث، هو النفاق الأمريكي، والانحياز الكامل الى اسرائيل، وعدم الجدية في اغلاق سليم جيد لملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، مما منح اسرائيل الاسناد والدعم والمباركة لمواصلة سياستها الاجرامية التي تهدد الأرض الفلسطينية والانسان الفلسطيني.
ورابع الاسباب، هو الضعف والعجز الاوروبي، والتصاق الدول الاوروبية بالركب الامريكي، مع تخاذل مثير للشفقة في مواجهة اسرائيل وسياستها، مثبتة بذلك، ضعفها وكذب ما تعلنه ليلا نهارا من حرص على السلام.
وخامس هذه الاسباب، الأحداث والتطورات الرهيبة في الساحة العربية، وما تعانيه من كوارث ومؤامرات تسببت بها دول خليجية مزروعة في المنطقة خدمة لاسرائيل والاستعمار الغربي بأشكاله والوانه، في تحالف مقيت مع تركيا، والأمر من ذلك، أن هذه الدول باتت حليفة لاسرائيل وداعمة لما تطلبه من حلول لا تلبي أبسط الحقوق الفلسطينية.
أما السبب الخامس فيتمثل بالضغوط التي تمارسها دول عربية، على الرئيس الفلسطيني، تشارك في ذلك اسرائيل وأمريكا. هذه الدول تحت يافطة أولي القربى، وحرص الاشقاء والعلاقات المتيزة، تمارس خداعها وتآمرها على فلسطين قضية وشعبا، ووضع هذا النظام أو ذاك، نفسه في موقع "الديوث" ارضاء للاحتلال وداعميه.
والسبب السادس، لم يعد هناك ما يبشر أو يبعث على الأمل، من امكانية تحريك عملية السلام نحو النجاح وتحقيق ما هو مرسوم لها من غايات ونتائج وأهداف، حيث أغلقت تماما وباخكام الافق السياسي، وتهاوت كل التفاهمات والاتفاقيات واعلانات المبادىء.
وسابعا، الانقلاب الخطير في توجهات وأولويات حركة حماس، من فصيل نضالي، على الساحة الى أداة لجماعة الاخوان، ولم يعد من أولوياتها انجاز المصالحة في الساحة الفلسطينية، وانزلقت الى مشاركة الدول الداعمة للارهاب في الساحات العربية المختلفة، تمارس سياسة محاربة الشعوب، بفعل "دس أنفها" في الشأن الداخلي للدول العربية، تفضل سياسة الانتظار لعلها تحصل على الغنائم، كما تعدها الجماعة الام.
والعامل الثامن، هو "التقزيم" المخزي لسياسات بعض الدول في المنطقة، حيث أغلقت أبوابها أمام الفلسطينيين دعما متنصلة من كل التزام وواحب، ارضاء لأشخاص ومحاربة لشعب بكامله، شعب يعيش معاناة صعبة مؤلمة وقاسية.
أما العامل التاسع فيتمثل في الضغوط والتهديدات الممارسة ضد رأس الهرم الفلسطيني، لمنعه من فتح أبواب في المنطقة خدمة للشعب الفلسطيني، كالباب الايراني عوضا عن الأبواب المغلقة في الساحة العربية التي تقبض واشنطن وتل أبيب على مفاتيحها.
والسبب العاشر والأخير فهو، أن الكثيرين من "الصبيان" المفتقرين الى أي ماضٍ نضالي، يتوهمون بأنهم قادرون على ملء مقعد الرئاسة، فقبلوا بالاثمان التي سيدفعونها، واندلعت "سباقات" التنافس على الصعود الى قمة الهرم السياسي.
أليست هذه الأسباب والعوامل موجبه ودافعة لاستقالة الرئيس عباس، واذا كان عاقد العزم على ذلك، فمن واجبه أن يكون الاعتزال سلسا وسهلا، يحمي المؤسسات الشرعية ويبقي عليها، وعلى رأسها منظمة التحرير الممثل الوحيد والشرعي الذي دفع الشعب الفلسطيني تضحيات كبيرة حفاظا عليه في مواجهاتى التصدي لمحاولات شطب هذا الممثل.
أما بالنسبة لتقدم الرئيس في السن، فهذا لا اعتبره عاملا اساسيا، أو موجبا، فرؤساء دول مارسوا الحكم، وهم أكثر تقدما في السن منه، وصحة الرئيس عباس جيدة "والحمدلله" اذا ما قيست بأصحاب أوهام الترؤس والتحكم، ومنهم من هم حوله، فأمراض السكري والنوبات القلبية ، والرئة وعدم الاتزان ملازمة لهؤلاء  "اللهم لا شماتة".
وفي الختام ، وبراحة أكثير، اذا كان في نية الرئيس الاستقالة، أو الاستمرار في أداء دوره وواجبه، ندعوه الى مراجعة "الاختيار" وحقيقتهم والبخث السليم في سلوكياتهم، وارتباطاتهم، ومن أية تربة تنطلق جذورهم، فالتدقيق في الاختيار حق وواجب، والبحث عن المعلومة التي قد تكون محجوبة ومخفية ضروري في اللحظات المصيرية والمفصلية، وحتى لا نندم جميعا.
وفي الختام، وبصدق ، نتمنى عليك أن تستمر في مواصلة مهامك، وتختار معاونين "أكفاء" صادقين، وهذا من حق شعبنا.. فالتفكير في هذه المسألة الطريق الى النجاح، وكسب رضى الشعب المتابع لما يجري!!!