تقول دوائر سياسية مطلعة لـ (المنــار) أن الموقف الحيادي أو الخجول الذي تتخذه مصر من أحداث وتطورات المنطقة خاصة في الاراضي السورية، لا يخدم الدور المصري، بل يصب في خدمة الارهاب في المنطقة ويشكل مبايعة للدول الراعية لهذا الارهاب وعلى رأسها مملكة آل سعود.
في الأيام الأخيرة قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة جديدة الى موسكو وبحثا ملفات المنطقة ومنها الملف السوري، ومعروف أن روسيا تدعم الشعب السوري وقيادته بقوة، وتقف بشدة ضد الارهاب الذي تتعرض له الأراضي السورية، داعية الى تحالف جدي لمحاربة الارهابة والمجموعات التكفيرية، هذا الموقف الروسي، هو دعوة لدول عربية بعينها لتعيد النظر في سياستها، والتحرك لاسناد الشعب السوري في مواجهة الارهاب وعدم الانسياق والانزلاق وراء الأنظمة الراعية للاجرام والارهاب.
وحتى تعيد مصر مجد دورها وتزعمها للساحة العربية، واجهاض وافشال محاولات اقصائها واذلالها، فهي مدعوة الى الاعلان صراحة عن شعب سوريا وقيادته في مواجهة الارهاب، وأن تتخذ هذا الموقف صراحة، فصمود سوريا هو في الوقت ذاته دعم لمصر وشعبها، فالساحة المصرية مستهدفة تماما كالساحة السورية، فمن بين أهداف الدول التي صنعت الارهاب ورعته، القضاء على جيوش الدول العربية ذات التأثير وهي سوريا ومصر والعراق.
والموقف الروسي الرافض للارهاب والمحارب له عامل تحفيز وتشجيع لمصر وغيرها لاتخاذ موقف والاضطلاع لدور رائد في مشاركة موسكو في هذا الموقف، وأن لا يرتهن الموقف المصري لرعبات هذه الدولة أو تلك، وأن لا تنتهج سياسة مساومة مع تلك الدول المساندة للارهاب، ختى تبقى مصر المدافع الأول والحقيقي والصلب عن قضايا الأمة، ومواجهة كل من يحاول المس بها، فالارهاب خطر على مصر أيضا، وبالتالي، فان دخولها في ميدان مواجهته واجتثاثه يحفظ للقاهرة دورها وهبيتها.
أمام فرصة كبيرة للساهمة بشكل فعال في حماية سوريا وشعبها من الارهابيين ورعاتهم، واستغلال هذه الفرصة بالتعاون مع روسيا وايران ايضا هي المقدمة لنهوض مصر دورا ومكانة واقتصادا.