2024-04-24 06:47 م

أيــن وصــل صــراع المحــاور على الرئـاسـة؟!

2015-07-08
القدس/المنــار/ دول كثيرة في الاقليم وخارجه تتعاطى مع القيادة الفلسطينية، وكأنها تمتلك القرار الفلسطيني، وصاحبة الحق في توجيه مسيرته، وما يحز في النفس أن محاور وتحالفات عدة تشكلت في العامين الأخيرين، وغادرت البستان الفلسطيني، معتقدة أنها قد تزهر في أحضان هذه الدول.
وفي الآونة الأخيرة، بدأت تتكشف خيوط واعضاء هذه التحالفات والهدف من تشكيلها، والمعركة التي تخوضها، وارتفاع وتيرة التنافس والتصارع فيما بينها، وهي معركة ليست لها صلة، بوطن أو مواطن، وانما هي أوهام الامساك بمقاليد الحكم من خلال تنصيب الآخرين لها، واستنادا الى حجم التمويل وصفقة دفع الاثمان في حال الفوز، حيث الأحصنة والرهانات الكثيرة، ومن هنا، بدأت عملية الفرز والاندماج لاختيار حصان طروادة الذي يمتلك القابلية والاستعداد للتفريط والقبول بالحلول المفروضة التي يترتب عليها وفي محصلتها النهائية تصفية القضية الفلسطينية.
وتؤكد (المنــار) أن دولا في المنطقة تحتضن هذه التحالفات الباحثة عن الحكم، وتعمل على أن تفوز أحصنتها في السباق على الحكم، وأن لقاءات دورية تعقد للاعداد وتلقي التعليمات، وشهدت دوواين رئاسية وملكية واميرية اجتماعات شاركت فيها قيادات المحاور مشتهية الحكم، وغالبية هذه الاجتماعات عقدت تحت مظلات استخبارية ومخابراتية، وتنقلت هذه القيادات من قبو استخباري في هذا البلد الى آخر في ذاك البلد، وكانت تدور النقاشات حول من سيخلف الرئيس أبو مازن، ومن هم داعموه في الساحة الفلسطينية، ورأيه في حلول مستوردة تمرر في هذه الساحة.
واستنادا الى معلومات ومتابعة دقيقة لما تقوم به هذه التحالفات منذ شهور طويلة ، فان جميعها متفق على شن حرب اعلامية تمس القيادة الفلسطينية الحالية، حملة مليئة بالشائعات وتشويه الحقائق، أدواتها محطات تلفزة ممولة من دول اقليمية، تزودها بعض قيادات المحاور الباحثة عن الحكم بمادة اعلامية، هي الآن في دور الاعداد توزع في الوقت المناسب، كذلك، هناك خيوط اسرائيلية مباشرة وغير مباشرة ممتدة الى داخل هذه التحالفات، بينما تعقد لقاءات بين قيادات من هذه التحالفات ومسؤولين اسرائيليين خاصة من المستوى الاستخباري، وهذه اللقاءات دورية، تعقد في داخل اسرائيل وخارجها، كذلك، هناك لقاءات على مستوى دبلوماسي، حيث يقوم قناصل العديد من الدول بزيارات الى مكاتب ومنازل قادة هذه التحالفات لبحث مسألة الخلافة، خلالها تطرح الأسماء المرشحة وقدرتها على جمع قيادات محلية حولها.
وفي هذا السياق طرحت أسماء مرشحة لتولي مناصب رفيعة في السلطة الفلسطينية، بينها رئيس انتقالي، عضو لجنة تنفيذية ونائب انتقالي له، عضو لجنة مركزية، في حين تطرح تحالفات متافسة أسماء أخرى، وأسماء طواقم تقدم لها الدعم والاسناد، كل هذه التحالفات والمحاور الساعية الى تولي الحكم تغذيها جهات اقليمية ودولية، تخاول تقريب وجهات النظر بين المتنافسين على الوراثة الرئاسية.
ان العديد من التقارير الاعلامية التي نشرت في الأشهر الأخيرة حول "حظوظ" وفرص فوز هذه الشخصية أو تلك، الهدف منها، هو ابعاد الانظار عن التحالفات وتلاقي المحاور الحقيقي بين شخصيات فلسطينية بهدف التحضير للوراثة، ويعتمد البعض في تحركاتهم "الوراثية" على أموال سياسية من دول خارجية، اضافة الى ميزانيات شهرية يتلقونها منذ سنوات دون علم دائرة صنع القرار، وبالتحديد من يقف على رأس الهرم السياسي.
وترى دوائر سياسية متابعة، أن الرئيس محمود عباس يدرك أن أطرافا اقليمية تراقب التحركات ضده من أجل اختيار "حصان طروادة" لتسلم قيادة السلطة في المرحلة القادمة، وتفيد هذه الدوائر أن هذه التحركات تأتي في اطار الضغوط التي يتعرض لها الرئيس الفسطيني، وهي ضغوط تدعمها وتباركها اسرائيل بشدة، ردا على الحرب السياسية في المحافل الدولية التي تخوضها القيادة الفلسطينية. وتتوقع الدوائر حرب شائعات تشارك فيها أطراف عديدة بينها اسرائيل.
وتؤكد الدوائر أن اسرائيل تتابع تحركات التحالفات الساعية للوراثة، وما يتم بينها من لقاءات، والاتصالات التي تجريها المحاور المختلفة مع دول في الاقليم، مؤكدة أن الفترة القادمة سوف تشهد "تسخينا" ملحوظا في حرب الوراثة.