2024-04-25 11:44 ص

الضفة الغربية وقطاع غزة.. أخطار قادمة واستعدادات معدومة

2015-07-07
القدس/المنــار/ كتب رئيس التحرير/ الساحة الفلسطينية "الضفة الغربية وقطاع غزة" أمام تحديات خطيرة، قد تطيح بآمال شعبها وثوابته، وهي عرضة لأعمال عنف وفوضى دامية، والجهات المخططة كثيرة اقليميا ودوليا، والعصابات الارهابية المأجورة جاهزة، وبالتأكيد لاسرائيل دورها في التأجيج، وهي التي تربطها بتلك العصابات علاقات متينة عضوية في معادلات التحالف التي ترسم وتشكل منذ فترة في المنطقة.
في الساحة الفلسطينية خلافات حادة، وصراعات "مواقعية" بعيدا عن كيفية الخلاص من الاحتلال، هناك الانقسام الذي تتعمق جذوره، وبات مطلبا للمتصارعين، وفي الضفة الغربية هناك تحشيد غير مسبوق في السباق نحو الرئاسة، وداخل الاطار نفسه، وخيوط ممتدة من كل الألوان والأجناس، واختراقات غريبة متزايدة تفتح شهية الساعين للامساك بالورقة الفلسطينية، وبرضى المتنافسين الذين نقلوا هذه المسألة الى العواصم.. لقاءات واستشارات وارتزاق وتأكيد ولاءات.
هذه التحديات تتجاهلها القوى المتصارعة والتيارات ذات التأثير، ولم تعد المصالحة مطلبا، وخطوات التحصن في مواجهة التحديات القادمة ليست على بال أحد، مع أن تهيئة الأجواء دما وعنفا تقترب أكثر وأكثر، ورغم ذلك، المحاور والاصطفافات "سارحة" في أوهام السيطرة والانتفاع والتخندق المصلحي والحزبي.
قوى التأثير في الساحة الفلسطينية بجناحيها عاجزة عن التصالح لأنها لا تريد انهاء الانقسام، ومنشغلة في دوامة التشكيلات الوزارية، وتوزيع الحصص والسباق نحو الغرباء، احتضانا واستعداء وتقديم للولاء..
التصارع المخجل مستمر، واسرائيل تواصل تنفيذ وترجمة مخططاتها، نهبا وسرقة أراضٍ وممارسات قمع يومية، ورسما لأشكال مختلفة من اثارة العنف والفوضى في ساحة الضفة، وربما بأيد فلسطينية، لترتاح من المطالبات والانتقادات الدولية، فتخرج من دائرة الضغوط ودفع الاثمان والاستحقاقات.
وفي ظل اشتعال الساحات المجاورة، يبقى التخوف من امتداد الحرائق مشروعا مقلقا، انه يستدعي التقاء لقوى التأثير في الساحة، بعيدا عن الادعاءات والاتهامات والتصريحات الكاذبة، والصراخ في جنبات الجهات الأربع... انها أساليب اختبرها الشارع الفلسطيني جيدا، وهي لا تنم عن حرص حقيقي على الوطن وشعبه.
الضفة الغربية على أبواب فوضى دامية، ولأسباب كثيرة، والعوامل المؤججة موجودة، والعيون المتربصة عديدة متزايدة، في ظل غياب كامل لقوى التأثير التي ارتهنت للمصالح الشخصية والقوى الغريبة، وأن تعم الفوضى في الضفة، وتنتقل الى اشكال دموية من العنف بفعل المحركين، والعقد الدفين بين المتصارعين، فان هذا يعني، انهيار كامل للامال والاحلام والطموحات والمشروع الوطني.
وفي قطاع غزة، أصحاب القرار خاضعون لاملاءات الغرباء الذين لهم اليد الطولى في سير الأحداث واتخاذ المواقف في قطاع غزة، وبعضهم له ارتباطاته الدموية مع عصابات الارهاب التي تعيث فسادا وتقتيلا في ساحات عربية، وهذا لا يعني أن القطاع في منأى عن امتداد الحرائق والارهاب الدموي الذي يضرب هذه الساحات، ومؤخرا خرج ارهابي يطلق على نفسه "أبو عائشة الغزاوي" يهدد حركة حماس بالتصفية دمويا، وبأن تنظيم داعش الارهابي، سيغرق القطاع بالدماء والمجازر، فماذا أعدت الحركة لذلك؟! أليس تحقيق المصالحة واعادة اللحمة الى جناحي الوطن، على رأس أولويات الاستعداد لمواجهة أية تطورات وتحديات، أليس من المفترض أن تنظر الحركة الى مصلحة الوطن والشعب بعيدا عن برامج الجماعة الأم والمشيخة القطرية النجسة والعثمانيين الجدد في أنقرة؟!
أما في الضفة الغربية، فان الحال أصعب وأخطر، فكثيرة هي "القيادات" المنشغلة في الزحف نحو الرئاسة، والتي ارتبطت بجهات غريبة، قد تطلب من القيادات ذاتها اشعال الموقف، وهناك سيدخل الخط الاسرائيلي الممتد داخل غالبية المحاور والاصطفافات، بعد أن باعت نفسها، الى الأجهزة  الاستخبارية من كل جنس، وتغطي تحركاتها بتصريحات حرص كاذبة، عندها، سيكون الاشتعال والفوضى القابلة للتطور الى أعمال عنف.
فأين مصلحة الشعب والوطن اذن؟!!