2024-04-20 06:57 م

سورية .. موعد ٌ مع الحسم .. و الزبداني عنوان كبير

2015-07-06
بقلم: ميشيل كلاغاصي
تحدثنا منذ أسبوعين و في مقال سابق " سورية تحدد ساعة الصفر .. رمضان كريم و صيف ساخن ", عن انطلاق عقارب ساعة الصفر السورية , و على طريق الحسم الكبير و القضاء النهائي على الإرهاب في سورية . مستفيدة ً بعد تلقّفها جملة المتغيرات السياسية , و التي عكستها انتصارات الجيش العربي السوري , بالتعاون و التنسيق الكامل مع رجال الله في المقاومة اللبنانية .. مدعومة ً من محور المقاومة و متكئة ً على صمود شعبها المؤمن بقدسية و طهر أرض الوطن الحبيب. كذلك تأتي هذه الإنطلاقة في ظل الحسم شبه النهائي لرسم خارطة المنطقة على وقع الإنتصار السوري , و توقيع الإتفاق النووي الإيراني – الأممي , الذي ـصبح بحكم الناجز , و بإنتظار التوقيع النهائي , و التقاط الصور النذكارية . كما تأتي على وقع اندحار مشروع الشرق الأوسط الكبير .. و بإعتراف كوندي رايس , و التي اعترفت أن الرئيس لشار الأسد استطاع عرقلة المشروع برمته .. أما دليلنا الساطع .. فهو بقاء الدولة السورية و تجاوزها المراحل الخطرة , و قدرتها على تحمّل صدمات الإرهاب في السنوات الأخيرة , و انتقالها من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم . كذلك على وقع سقوط الأعداء واحدا ً تلو الاّخر , إذ اعتُبر الملك سلمان أول الساقطين بعد مئة يوم ٍفي الحكم , خاصة ً بعد قراره الغريب وغير المحسوب .. بشنه الحرب و العدوان على اليمن .. وصولا ً لغيابه شبه الكامل عن الساحة السياسية ..!! فيما يبقى أردوغان يُصارع الموت " السياسي " , و يسعى حثيثا ً في حشد قواته على الحدود مع سورية , رغم عدم تأييد الحلفاء و العقلاء , و المؤسسة العسكرية التركية. و عليه ... فقد انتقلت الدولة السورية من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم , خاصة ً بعد قرب الإنتهاء من دحر الإرهاب في منطقة القلمون الصعبة و الشاسعة .. و اليوم تأتي معارك تحرير و استعادة الزبداني استكمالا ً لها .. لنزع اّخر فتيل لأحلام الإرهابيين و داعميهم في الحلف الصهيو – سعودي . إذ سعت الدولة السورية إلى فتح هذه المعركة لضمان تأمين طريق بيروت – دمشق و بشكل نهائي , و سعت لمنع و إغلاق كافة طرق إمداد الإرهابيين و مؤازراتهم عبر الحدود , و لمنع إمكانية أي تهديد ٍ يطال العاصمة دمشق .. و لإسقاط بناء أي حاجز ٍ أو خط عازل يحول دون اتصال الجفرافيا السورية في الجنوب وصولا ً لاّخر ذرة تراب سورية .. و القضاء التام على المشروع الإسرائيلي الموكل إلى إرهابيي جبهة النصرة هناك . فمن المعروف أن مدينة الزبداني تمتلك أهمية جغرافية خاصة ً إذ تضمن أراضيها الربط بين الساحل السوري و المنطقة الوسطى في الجنوب الغربي لمدينة حمص , و الربط المباشر للوصول إلى العاصمة دمشق , ناهيك عن اتصالها و إشرافها عبر تلة البرج – 1850 م عن سطح البحر - على سهل البقاع وصولا ً للأراضي اللبنانية .. عير سرغايا و مضايا و وادي بردى . لقد كان من اللافت قيام الجيش العربي السوري و المقاومة اللبنانية بشن الهجوم , و سط غزارة نارية و ضربات محكمة , و بإتباع استراتيجية جديدة في الإسناد و التمركز السريع .. ودون توقف الهجوم , فأربكت إرهابيي النصرة .. و أدت عملية الهجوم إلى سيطرة الجيش على منطقة الجمعيات الواسعة و المرتفعة .. فأعطته إمكانية الحسم السريع , و جرّ المعارك إلى المزارع و الأحراش .. بعيدا ً عن البيوت الخالية , و التي فضّل الإرهابيون فيها قتال دولتهم بعد مبايعة جبهة النصرة , و رفض المصالحات العديدة .. و تمسكوا بالفوضى و التمرد انسجاما ً مع طبيعتهم في الإجرام و أعمال التهريب التي لطالما أتقنوها عبر الحدود لسنوات ٍ طويلة . لقد تلقت جبهة النصرة صفعة ً قوية في الجزء الجنوبي للمدينة – حيث هاجمهم الجيش – فحاولوا إشغاله و فتح جبهة الجزء الشمالي للمدينة .. فكانت الصفعة مزدوجة .. فجعلت منهم يستغيثون و يحاولون طلب العون و المؤازرة .. إذ تمكن الجيش من قطع و إغلاق المنطقة بشكل كامل , و لم يمنح الإرهابيين إلاّ فرصة الإستسلام أو الموت . لقد أثبت الجيش العربي السوري قدرته و تفوقه.. و دقة إستراتيجيته , في استعادة و تحرير النقاط الهامة , في الوقت الذي جعل الإسرائيليون و الأمريكان و الفرنسيون في وضع لا يحسدون عليه , و هم يتقاذفون التهم .. و الفضائح فيما بينهم , إذ وجد ديفيد كاميرون سندا ً قانونيا ً لمحاربة " داعش " في سورية , في حين فضح باتريك كوبيرن المواقف البريطانية التي كانت ترغب بقصف مواقع الحكومة السورية عام 2013 .. فيما تشعر الاّن بالرغبة ذاتها في قصف هدف ٍ اّخر في سورية.. ألا و هو" داعش " . لقد أصبح من الواضح و المؤكد .. أن السوريين على موعد ٍ قريب ٍ مع النصر الكبير , تراكمت مقوماته خلال السنوات الماضية .. لكنه يطل ُّ اليوم من بوابة انتصار الزبداني .  

الملفات