2024-04-16 07:26 م

التصريحات الأخيرة لنبيل العربي والتحالف الإقليمي لمحاربة الإرهاب وآل سعود

2015-07-04
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني
التصريحات الأخيرة للأمين العام لما يطلق عليه "جامعة الدول العربية" عن "استعداده للقاء المسؤولين الحكوميين السوريين" والتأكيد على "ان سوريا مازالت عضوا في الجامعة العربية، وانه مستعد للقاء وليد المعلم في اي وقت يشاء"، يراها البعض على انها تشكل منعطفا سياسيا في موقف "الجامعة العربية" التي ناصبت العداء للدولة السورية منذ بداية الازمة عام 2011 بعد أن أصبحت مطية للدول الخليجية وعلى رأسها قطر آنذاك واستمر هذا العداء والتآمر على الدولة السورية والشعب السوري عندما تسلم آل سعود راية العداء من قطر ووزير خارجيتها آنذاك حمد بن جاسم. ولا بد للتذكير لمن خانته ذاكرته أن الجامعة العربية وأمينها العام السيد نبيل العربي وتحت الوصاية القطرية لعبت دورا قذرا للغاية في المشاركة الفعلية والعملية لتشديد الحصار الاقتصادي والسياسي والإعلامي على الدولة السورية وقامت بتجميد عضويتها وإعطاء "المعارضة السورية" حيزا وهامشا في اجتماعات الجامعة العربية. ولولا تهديد بعض الدول الوطنية العربية مثل الجزائر بالانسحاب من الجامعة ومن القمة العربية التي عقدت في الكويت لكنا قد رأينا الذين كانوا على استعداد للتنازل عن الجولان السوري المحتل للكيان الصهيوني في مقابل تدخله عسكريا وبشكل مباشر في العدوان على سوريا يجلسون في مقعد سوريا في الجامعة وفي القمم العربية. ولم ننسى ولن ننسى الحماس الذي أبداه السيد نبيل العربي ووزير خارجية قطر الذي ترأس وفد "الجامعة العربية" الى مجلس الامن ليطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل العسكري في سوريا تحت البند السابع، وكم كانت الخيبة التي بدت على وجوههم عندما أفشلت روسيا والصين هذه المحاولة البائسة بالفيتو المزدوج. وكانت "الجامعة العربية" سابقا وامينها العام السيد عمر موسى قد أجازت وشرعنة الاعتداء على ليبيا وتدمير البلد وتحويله الى دولة فاشلة ومرتعا للإرهاب الإقليمي والدولي كما هو الحال الان. كل ذلك تم بمشاركة عملية من بعض الدول العربية التي ما زالت تعبث بالاستقرار والسيادة الليبية حيث تحولت ليبيا الى كانتونات يحكمها امراء الحرب والإرهاب اللذين يتقاتلون على الغنائم ومصادر الطاقة. بعد كل ما فعلته "الجامعة العربية" ممثلة بأمينها العام الذي قال عنه البعض بحق "لا هو بنبيل ولا هو بعربي" والذي أصبح موظفا لدى قطر سابقا وآل سعود لاحقا، يطرح السؤال ماذا تعني هذه التصريحات ولماذا الان؟ وهل هي بمثابة "عودة الوعي" (وان كان هنا الموقف العكسي) كما كان الحال مع الكاتب المصري توفيق الحكيم الذي انقلب على الرئيس العملاق الراحل جمال عبد الناصر وثورة 23 يوليو 1952 بعد عشرين عاما من تأييدها؟ لا بد لنا في البداية ان نؤكد أن الموظف الأمين العام من غير الممكن أن ينطق بمواقف سياسية قد تخالف مشغليه وضامني النعمة التي يتمتع بها. بمعنى أن هذه التصريحات لم تكن لتنطلق لولا وجود موافقة مبدئية لآل سعود هذا إذا لم تكن قد جاءت المبادرة منهم وصرح بها الناطق الرسمي بالنيابة عنهم. من الضروري أن ننوه هنا أن هذه التصريحات جاءت بعد الفشل الذريع التي منيت به "عاصفة الجنوب" التي حاولت من خلالها أجهزة الاستخبارات السعودية والأمريكية والإسرائيلية وبعض الدول العربية بزج الالاف من الإرهابيين بعد تدريبهم وتسليحهم بالأسلحة النوعية والهجوم من الجبهة الجنوبية بهدف الوصول الى المناطق القريبة من دمشق وتهديد العاصمة الابية. ولقد وصل الصلف والمفاخرة ببعض القادة الميدانيين الذي كان من المفترض أن يقودوا الهجوم بعد ان جمع أكثر من 50 تنظيم إرهابي على الحدود الأردنية لهذا الغرض، ان صرح على وسائل الاعلام انهم سيعرضون على الرئيس الدكتور بشار الأسد فرصة ترك البلاد او الموت. لقد كانت لهذه المجموعات الإرهابية الثقة بأن الهجوم سينجح وذلك لحجم الدعم اللوجيستي والتسليحي والدعم العسكري الميداني الإسرائيلي. وكان أن تم التحضير لهذا الهجوم بشكل جيد واستثنائي. أفشل الجيش السوري والمقاومة الشعبية ومقاتلي حزب الله هذا الهجوم الذي قتل من بدايته مئات الإرهابيين الذين لم يتوقعوا هذا التصدي الشرس، وقتل معظم قادته الميدانيين بعملية نوعية. خلاصة القول هنا أن الهجوم على الجبهة الجنوبية قد أحبط واحبطت معه معنويات المعسكر المعادي الذي كان يأمل أن يحقق اختراقا ميدانيا كما حدث في الشمال السوري وبالتحديد في جسر الشغور وكذلك في ادلب بدعم تركي مباشر. ولقد أتى التصريح للسيد الأمين العام "للجامعة العربية" في مؤتمر صحافي عقده قبيل مغادرته القاهرة متوجها الى العاصمة الروسية موسكو للمشاركة في الملتقى الاممي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، حيث ذكر ان الازمة السورية ستكون اولى الملفات التي سيناقشها مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف اثناء تواجده في موسكو. كما وجاءت تصريحات العربي بعد بضعة ساعات فقط من الاخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام من أن الرئيس بوتين يسعى شخصيا الى تكوين حلف لمحاربة الإرهاب في المنطقة على ان يضم هذا الحلف بشكل أساسي سوريا والسعودية وتركيا، وذلك أثناء زيارة عميد الدبلوماسية السورية ووزير خارجيتها السيد وليد المعلم. أما كيف ستكون إمكانية تكوين هذا الحلف فالعلم عند الله وسيحتاج الى "معجزة" فعلية كما ذكر السيد وليد المعلم، ولا نعتقد في رأينا المتواضع اننا في زمن المعجزات. ومما لا شك فيه انه قد تم تناول موضوع تشكيل الحلف أيضا بين الرئيس بوتين وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي يشغل أيضا منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع أثناء اجتماعهما على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي في بطرسبورغ الذي حضره وفد سعودي رفيع المستوى برئاسة الأمير. ولقد كنا قد أشرنا في مقال سابق أن لهذه الزيارة لها دلالات خارج عن الأطر الاقتصادية على الرغم من أهمية العقود التي وقعت بين البلدين في مجالات التجارة والطاقة والاستثمارات المشتركة في البلدين. نحن لا نشكك في حسن نوايا الرئيس بوتين الذي يحاول بقدر استطاعته بجانب وزير خارجيته لافروف تجنيب المنطقة مزيدا من الدمار والخراب وعدم الاستقرار، وخاصة وأن روسيا تضع مكافحة الإرهاب في سلم أولوياتها لما له من تأثير جدي على أمنها القومي. ولكننا نرى في نفس الوقت أنه من شبه المستحيل إن لم يكن من المستحيل أن تتراجع قوى البغي والطغيان عن برنامجها وأهدافها المعلنة والممارسة على ارض الواقع المتمثل بالأساس الى اسقاط الدولة السورية وراس هرم قيادتها السياسية الرئيس الدكتور بشار الأسد بأي ثمن، حتى لو أدى ذلك الى سيطرة المجموعات الإرهابية مثل النصرة وداعش التي أصبحت تهدد الاستقرار في المنطقة ككل دون استثناء ضمن برنامجها للتمدد السرطاني الافقي في آسيا وأوروبا وأفريقيا تحت المسميات المختلفة، كما شهدت العمليات الإرهابية المتتالية مؤخرا في كل من الكويت والسعودية واليمن ومصر وفرنسا وتونس ونيجيريا. هذا عدا عن الاجرام المستمر والمجازر اليومية التي ترتكب في سوريا والعراق منذ سنوات. البعض يرى في أن السعودية قد تبدي استعدادا على الأقل من الناحية النظرية بالتعاطي الإيجابي مع ما يطرحه بوتين بخصوص محاربة الإرهاب في المنطقة وذلك لعدة أسباب فإلى جانب فشل مشروعها في اسقاط الدولة السورية والرئيس الأسد على الرغم من صرف مليارات الدولارات لهذا الغرض والاستعانة بحثالة البشرية والوحوش والمرتزقة من كل بقاع العالم، فان "عاصفة الحزم" و عاصفة " إعادة الامل" على اليمن كما هو الحال مع "عاصفة الجنوب" في سوريا، لم تحقق الأهداف السياسية المطروحة. فالرئيس الفار هادي المقيم في الرياض مع حاشيته من الوزراء لم يعودوا الى البلاد ولم يقضى على الحوثيين والجيش اليمني الشرعي والمقاومة الشعبية. ولم تتمكن آلة البغي والطغيان وتدمير كل البنى التحتية للدولة اليمنية من جراء القصف الهمجي اليومي الذي لم يتوقف منذ بدء العدوان السعودي-الأمريكي-الإسرائيلي، لم تتمكن من اخضاع الشعب اليمني أو ثني إرادته في مقاومة العدوان السافر. لا بل وعلى العكس من ذلك، توحد الشعب اليمني الأصيل وقواه السياسية والعشائرية ومكوناته الاجتماعية في التصدي للعدوان. ولم تسلم الأراضي السعودية من القصف بعد نفاذ الصبر الاستراتيجي الذي تحلى به الجيش اليمني ومقاتلي أنصار الله من الحوثيين الى جانب قوى المقاومة الشعبية. ولقد طال قصف الصواريخ اليمنية مناطق قريبة من العاصمة الرياض، هذا الى جانب تدمير عدد من الاليات والمعسكرات السعودية في المنطقة الحدودية، والسيطرة على بعض القرى الحدودية السعودية من قبل مقاتلي القبائل اليمنية ثأرا للعدوان وسقوط الضحايا منهم نتيجة القصف الهمجي. بمعنى، أنه بالرغم من حجم الدمار الذي خلفه العدوان البربري ما زال الشعب اليمني يملك القدرة على الرد وزعزعة الاستقرار في المملكة. وهنالك حديث واخبار متداولة عن بناء مقاومة مسلحة في منطقة نجران ( وهي أراضي يمنية ضمتها السعودية الى أراضيها سابقا الى جانب عسير وجيزان) وكذلك في المنطقة الشرقية المهمشة من قبل آل سعود. هذا الى جانب بعض الاخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام حول خلافات داخل العائلة المالكة حول العدوان على اليمن وارتداداتها على الداخل السعودي الى جانب الدول الخليجية التي بدا البعض منها بالتململ من جراء اتساع الحرب واطالة أمدها والقصف العشوائي لطائرات "التحالف" وأعداد الشهداء الذي وصل الى أكثر من 3000 شهيد، والتقرير الأخير للأمم المتحدة الذي يؤكد ان 21 مليون يمني بحاجة الى مساعدات إنسانية ملحة وذلك نتيجة القصف المتواصل وتدمير كافة البنى التحتية واستمرار الحصار البري والبحري والجوي من قبل "التحالف" الذي تقوده السعودية الذي يمنع من وصول الغذاء والدواء الى اليمن بأكمله. هذا الى جانب مقارنة الاعتداء على اليمن بالاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة. اما السبب الاخر الذي يراه بعض المحللين فانه يعود الى التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي طالت المساجد في المنطقة الشرقية في السعودية وكذلك مسجد الامام صادق في الكويت ولقد تبنى تنظيم داعش هذه التفجيرات وهدد بمزيد منها في الدول الخليجية وخاصة في البحرين. ولقد جرى تفجيرات مماثلة في اليمن وخاصة في صنعاء أيضا على يد تنظيم داعش حصدت أكثر من مئة من الضحايا. وبهذه التفجيرات أراد التنظيم أن يعلن عن تواجده في منطقة الخليج وعن مدى فعاليته في احداث عدم الاستقرار، وعلى أن الدول الخليجية الذي دعمته لن تكون بمنأى عن عملياته الاجرامية الإرهابية. لا شك ان هذه التفجيرات ستجبر بعض الدول الخليجية على مراجعة حساباتها في دعم الإرهاب سواء في العراق او سوريا لان هذا الإرهاب بدأ ينقلب على من دعمه ورعاه. ولقد أعلن "الخليفة" البغدادي ان التنظيم سيتجه الى مكة والخليج. لا شك ان السعودية بدأت تستشعر بالخطر الداهم على أراضيها من الشمال مع حدودها مع العراق، وأيضا من الجنوب وخاصة وأن تنظيم داعش بدأ يتمدد على حساب تنظيم القاعدة في اليمن، التنظيم الذي أقام معه آل سعود تفاهما ودفع مبالغ لقيادته في اليمن للحفاظ على الحدود السعودية وذلك بحسب معلومات أوردها الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مقابلة أجراها مع تلفزيون الميادين سابقا، وهو العالم بخفايا الأمور لأنه كان ولفترة طويلة مدعوما من السعودية. هذه ربما بعض الأسباب الملحة التي يأمل البعض أن تجعل السعودية تقبل على التعاطي بإيجابية مع طرح الرئيس بوتين الذي قد يقدم فرصة لآل سعود بالنزول عن الشجرة كتلك التي قدمها للرئيس أوباما عندما تراجعت الولايات المتحدة عن شن عدوانها على سوريا بعدما جمعت لها الاساطيل مقابل السواحل السورية وكانت على قاب قوسين من بدء العدوان. السعودية الان تتخبط فلقد استنفذت كل ما لديها من بنك اهداف في اليمن منذ زمن بعيد ولم تحقق أي من أهدافها السياسية. ومن ثم لجات وما زالت الى القصف العشوائي للمناطق السكنية والمدارس والمستشفيات والأسواق العامة ومخازن الغذاء والمزارع والجسور والطرقات والمطارات والموانئ والاماكن الاثرية والمساجد وسد مأرب التاريخي ...الخ. وهذه السياسة الثأرية والعشوائية وعدم وجود استراتيجية والدمار الذي احدثته، وعدم التعاطي بإيجابية حتى مع الأمم المتحدة وامينها العام (والتي ضمنا ايدت السعودية وعدوانها) للهدنة في شهر رمضان الفضيل، الى جانب دعمها للعناصر الإرهابية وخاصة تنظيم القاعدة أدى الى انفضاض العديد من الدول الإقليمية والاسلامية التي دعمت العدوان في البداية. الحروب الممتدة من 2006 عندما شن الكيان الصهيوني على لبنان الى العدوان الإقليمي والدولي على سوريا ومرورا بالعراق وفلسطين والعدوان على اليمن بما يسمى "التحالف" الذي تقوده السعودية وهو عدوان سعودي-أمريكي-إسرائيلي بامتياز كلها شنت في محاولات مستميتة لكسر شوكة محور المقاومة في المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية ليتسنى السيطرة التامة على المنطقة ومقدراتها وتأمين الكيان الصهيوني الغاصب. هذه الحروب المباشرة تزامنت مع حروب غير مباشرة على إيران في محاولة لضرب اقتصادها عن طريق العقوبات الاقتصادية الجائرة، بالإضافة الى محاولات زعزعة الاستقرار الداخلي، والاتهامات الرخيصة المسيسة حول برنامجها النووي، الى جانب محاولات محاصرتها سياسيا واعلاميا على المستوى الإقليمي والدولي. لقد ساهمت الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية الى جانب اسرائيل في محاولة تعطيل الوصول الى اتفاق بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي الذي سيفضي في النهاية الى رفع نظام العقوبات. لقد بذلت السعودية وإسرائيل كل الجهد وسخرت كافة امكانياتهم وعلاقاتهم الدولية وخاصة مع فرنسا في سبيل تعطيل الوصول الى إتفاق نهائي والتوقيع على هذا الاتفاق، لما قد يترتب على رفع العقوبات وأخذ إيران دورها الفاعل والوازن على المستوى الإقليمي والساحة الدولية. أما الان وقد وصلت المفاوضات تقريبا الى خواتمها على الرغم من الصعوبات الجمة ومحاولات التعطيل بوضع نقاط جديدة على الطاولة من قبل وزير الخارجية الفرنسي للحصول على مزيد من مليارات السعودية، فان السعودية ترى أن الأمور قد تنقلب عليها بدخول إيران على الساحة الإقليمية بثقل وازن ومشاركتها في حل القضايا الإقليمية بشكل فعال مع اللاعبين الدوليين، الى جانب مواجهة التحديات وخاصة في مجال محاربة الإرهاب في المنطقة، التي عمدت للان مجابهته بشكل غير مباشر. وهذا قد يكون أحد الأسباب الرئيسية التي قد تدفع السعودية الى التجاوب ولو بشكل نظري مع ما طرحه بوتين في قضية محاربة الإرهاب في المنطقة. أضف الى كل ما سبق ذلك الشعور العام لدى آل سعود ان الأمريكي لم يعد يوليهم الاهتمام الشديد كما في السابق والسهولة التي تخلت الإدارة الامريكية عن ادواتها في المنطقة كما حصل مع الرئيس السابق مبارك في مصر وزين العابدين في تونس، بالرغم من الاستجداءات السعودية آنذاك بضرورة عدم التخلي عن هذه الأدوات التي شكلت ولفترة طويلة أذرع هامة في المنظومة السياسية والاستراتيجية الامريكية في المنطقة. من المعطيات العملية القائمة حاليا لا نرى أن هنالك أي بارقة أمل ان يتراجع الطرف المهيمن من آل سعود على السلطة السياسية في البلاد حاليا. الامل الوحيد ربما يكمن في ان تؤدي الصراعات ضمن العائلة المالكة الى تسلم الطرف العقلاني الذي يقف ضد الحرب على اليمن وسوريا والعراق خوفا من انعكاساتها على الداخل السعودي الذي بات يهدد ليس فقط المصالح الفئوية والضيقة للعائلة المالكة بل أصبح يشكل خطرا حقيقيا على وحدة الأراضي السعودية. ولحين بروز هذا التيار وتسلمه لزمام الأمور فان الأوضاع تنبأ بمزيد من الخراب والدمار والتمزق الإقليمي. ولكن الأهم ربما من هذا هو ماذا سيكون موقف الولايات المتحدة التي أعطت هامش للتحركات العدوانية لآل سعود كأداة في العراق وسوريا واليمن وذلك بعد توقيع الاتفاق المأمول مع إيران على برنامجها النووي، وخاصة وأن الولايات المتحدة كانت تحاول من خلال هذا الهامش للتحركات السعودية الضغط على إيران بطرق غير مباشرة للحصول على تنازلات من الطرف الإيراني في المفاوضات النووية، الى جانب حلب الخزينة السعودية لصالح شركات الأسلحة الامريكية؟  

الملفات