بقلم: حاتم استنبولي
ليس بعيدا عن برج ايفيل, انعقد الأجتماع السنوي لمنظمة مجاهدي خلق الأيرانية. وكان اللافت هذا العام, مدى الأهتمام الذي حظي به التجمع من قبل اليمين الأمريكي والأوروبي. حيث كان يترائسهم الثلاثي توم ريج, (عضومجلس الأمن القومي المريكي بعهد بوش الأبن), ورودي جولياني عمدة نييورك السابق, والمرشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري, والسفير السابق جون بولتن,( المعروف بعدائه للقضايا العربية ومساندته لأسرائيل). ولم تختلف الوفود الأوروبية عن الوفد المريكي. ومن باريس وجهت دعوة لمريم رجوي للذهاب الى امريكيا, للتحدث اما الكونغرس الأمريكي. وكذلك وجهت دعوة من قبل الوفد البريطاني للتحدث امام مجلس العموم البريطاني. كما حضر وفد برلماني عربي, تحدثت فيه برلمانية عن كتلة فتح, والتي اعلنت وقوفها مع مجاهدي خلق ضد حكم الملالي, وكذلك اعلنت وقوف حركتها مع التحالف العربي ضد اليمن, ولم يعجب البعض حديثها عن ممارسات الأحتلال الأسرائيلي. وبعدها تكلم عضو البرلمان الأردني, والذي اعلن انه يحمل رسالة موقعة من 50 برلمانيا اردنيا, يعلنون فيها وقوفهم ضد سياسات ايران, التي تعد الخطر الداهم على الشعب الأردني. وحجبت الكلمة عن مندوب البرلمان المصري. لتبدأ الجولة الأستعراضية للسيدة مريم رجوي, وتبدا كلمتها, التي اكدت فيها على ان ايران المستقبل الذي تريد, هي ايران ديمقراطية خالية من الأسلحة النووية. وأكدت موافقتها على الشروط التي وردت على لسان الوفد الأمريكي والبريطاني. وكان ضيف الشرف في المهرجان السناتور الأمريكي جون ماكين. وفي حديث له عبر الشاشة,لم يخفي فيه عدائه لأيران, واعلانه عن دعمه لمجاهدي خلق, اما عن رودي جولياني, فقد اعتذر لمجاهدي خلق على وضعهم على لائحة الأرهاب لعشرات السنين. وتكررت ذات الكلمات من قبل كافة الوفود. اما عن الوجود الخليجي في المهرجان, فقد كان واضحا من خلال اللون الأزرق, الذي اتسمت به القاعة حيث غيرت منظمة مجاهدي خلق, علمها, وشعارها, من اللون الأصفر, والذي يتوسطه شعار المنظمة, الى اللون الأزرق, الذي اتسمت به القاعة, واحيانا كنت تشعر انك وسط مهرجان لتيار المستقبل اللبناني. والواضح ان منظمة مجاهدي خلق هذا العام, انتقلت من موقع المعارضة المسلحة ضد النظام الأيراني, الى اداة مسلحة لأسقاط ايران. وهذا ما تضمنته كافة الكلمات, التي اعلنت انها ضد المحادثات بشان برنامج ايران النووي. وان المطلوب ليس الحوار مع النظام, وانما العمل من اجل اسقاطه, وكان واضحا هذا في كلمات الوفد المريكي, وخاصة على لسان توم ريج, ورودي جولياني, الذي اعلن بوضوح, ان عملية اسقاط نظام الملالي في ايران, قد بدات الآن, من هذه القاعة. هذا عن الحضور الرسمي, والكلمات التي ركزت جميعها على ضرورة اسقاط النظام الأيراني. اما عن الحضور الجماهيري, فقد بدا واضحا ان مهرجان المعارضة الأيرانية غابت عنه الجماهير الأيرانية. وان 80% من الحضور, هم ليسوا ايرانيين او عرب, وانما طلبة للجامعات الأروربية, وخاصة من بولونيا, وفرنسا, وبريطانيا, وهذا يستدعي التوقف عنده من جانبيين, الأول ان الأهتمام من قبل راعي المهرجان على احضار طلبة الجامعات الاوروربية ليس لملئ المقاعد فقط. وانما لتهيئة رأي عام, لأي خطوة مستقبلية تهدف لأسقاط النظام الأيراني بالقوة. وهذا الأحتمال يكون واردا, اذا ما نجح الجمهوريون في الأنتخابات الرئاسية القادمة. حيث كان واضحا موقف صقورهم في المهرجان, واعلان عدائهم لسوريا, وحزب الله, والمقاومة الفلسطينية, وايران, واي مدقق في المهرجان, من حيث الحضور, والكلمات, والأخراج, يلاحظ ان منظمة مجاهد خلق قد حسمت خياراتها, وانتقلت من موقع المعارضة الأيرانية المسلحة للنظام. الى اداة في المخطط الأمريكي الجمهوري لأسقاط ايران, فيما لو نجحوا في الأنتخابات الرئاسية القادمة. وهذا سينعكس على المنظمة, وبنيتها. حيث هنالك العديد من كادراتها, ما تزال تحمل في داخلها العداء للسياسات الامريكية, وان وضع معسكر اشرف في العراق, هو نتيجة لسياسات امريكيا, وان قرار استمرار محاصرته هو قرار امريكي. حيث ما زال العراق يخضع للبند السابع, وان القرار النهائي بشانه هو قرار امريكي, وان السياسة الأمريكية, تسعى لشق الحركة, عبراعطاء دور, ومكانة خاصة للرئيسة مريم رجوي. ومن جانب اخر, فان المدقق يلاحظ, ان كل الجبهة المساندة لأمريكيا وسياساتها فب المنطقة, كانت متواجدة داخل القاعة ان كانت رسمية او معارضة. وان الطرف الذي يوحدها جميعا هم الجمهوريون الأمريكيون. والذي كان يتحدث, ان الجمهوريون لا يملكون رؤية مستقبلية لما بعد احتلال العراق هو واهم, حيث مشروعهم يتضح يوما بعد يوم, من خلال عملهم, على استثمار كل الأدوات, واخضاعها لمخططهم, والذي يهدف الى تفتيت المنطقة, وخلق كيانات طائفية متناحرة, واسقاط صيغة الدولة الوطنية الجامعة, وتغيير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة. ليتسنى لأسرائيل تحقيق يهوديتها, ومن الذي سيمنعها من ضم الجولان والضفة الغربية, اذا ما تغيرت الخريطة الجيوسياسية للمنطقة, والغيت المعطيات الكيانية الملموسة لاتفاقية سايكس بيكو, وانشئت كيانات سياسية جديدة, ويصبح الوضع الجديد, مهيئ لأقتصام المقطع, والغاء كل الأتفاقات الدولية الخاضعة لها المنطقة, وتكون الكلمة فيها للكيانات التي استطاعت الحفاظ على نفسها, وهنا فان المصلحة الأسرائيلية, تكمن في استمرار الصراعات الداخلية وتغذيتها. اما عن الحرب على اليمن, فان اي رؤية مستقبلية لأسقاط النظام الأيراني, دون ان يتم تهيئة ممرات آمنة للنفط الخام يتعدى مضيق هرمز, هو انتحار سياسي, لذلك فان الهدف الرئيسي للجمهوريين والنظام السعودي, هو تمكين السعودية من الوصول للبحار المفتوحة جنوبا, لمد خطوطها النفطية, وبناء موانئ لنقل النفط الخام السعودي, وهذا يتطلب اعادة لرسم خريطة لليمن الجديد لتحقق هذا الغرض. ومخطط التغيير لن يكون بعيدا عنه دول الخليج,حيث تعاني من عدة اشكاليات بنيوية, جعلت الأدارة الامريكية توجه اللوم, عدة مرات لأدائها الداخلي الغير ديمقراطي. وأعلنت صراحة ان الخطر عليها يكمن في داخلها, وليس خارج حدودها, التي تتمتع بالحماية الأمريكية والغربية. او تركيا, التي يقلقها التمدد الكردي, المدعوم امريكيا وغربيا على حدودها الجنوبية والغربية. او الأردن, الذي سيعاني من خطر استحقاق متطلبات اعلان يهودية الدولة, وما تعنيه من عملية تطهير سترافقها . وبراي البعض, ان بعد مئة عام على اتفاقية سايكس بيكو, اصبح من الضروري تغييرها, بناء على المعطيات الجديدة, وهدم ما تم بناءه, والعودة الى ما قبل مائة عام, حيث كانت تسيطر الدولة الدينية العثمانية على المنطقة. ولكن الآن, يراد اعادة المنطقة الى الصيغة الدينية الاكثر تطرفا. فلا يظنن البعض انه بمنئ عن اعادة الصياغة, ولكن دوره في القائمة لم يصل بعد, واستخدامه في تقويض الدول, والكيانات الأخرى, لا يمنحه حماية من الوصول لذات المصير, ان هو امعن في العمل على تدمير صيغة الدولة في سوريا والعراق. وعدم الوقوف ضد سياسات الأحتلال الأسرائيلي وقضمها المتدرج للحقوق الفلسطينية منذ 67عاما. مجاهدي خلق من معارضة مسلحة الى اداة مسلحة
2015-06-30