2024-04-18 07:01 م

اليونيسكو قلقة على تدمر ..له ..له ؟؟!!

2015-05-24
بقلم: بسام عمران
تلحلحت بعد أن تنحنحت منظمة التربية والثقافة والعلوم اليونيسكو لتعلن عما يجيش في فكر أعضائها الذين أعربوا عن قلقهم جراء ما تشهده مدينة تدمر المسجلة على قائمة التراث العالمي لتيقاطع هذا القلق مع حراك بقية المنظمات الدولية التي على ما يبدو لا حول لها ولا قوة ولا تستطيع فعل أي شيء سوى تقديم المحارم الورقية لتكفكف الدموع وتضمد بعض الجراح بعد وقوع الكوارث والجميع يعرف ذلك فلا أمل يرتجى من فعل على أرض الواقع يتجاوز الكلام عن القلق الذي تحملت منظمة اليونيسكو عناء البوح به وهذا يقودنا إلى إجراء مسح منطقي لكل ما شهدته المنطقة عموماً وفي سورية على وجه التخصيص من أعمال إجرامية وتدمير وسرقة الآثار هذا النهب المتعمد ترافق مع صمت مطبق أبداه وما زال المجتمع الدولي ومنظماته التي ترفع شعارات سامية في معاني مفرداتها ولكن حراك هذا المجتمع ومعظم هيئاته ومنظماته يتناقض مع هذه الشعارات ..فاليوم تدمر وقبلها كانت مكتبة حلب الأثرية وآثار الموصل ومدن العراق والمجتمع الدولي لم ينبس ببنت شفه حتى وصل النهب إلى تدمر وتهديم آثارها ومن هنا تتوضح العديد من صور المسح المنطقي على أنها عملية استهداف ممنهج للحضارة والإرث البشري . فالتنظيمات الإرهابية مبرمجة لمحو كل المعالم التي تربط منطقتنا بالتاريخ الإنساني فتدمر المدينة العالمية تعتبر كتاباً مفتوحاً يدلل على قدرة ابن هذه الأرض على الإبداع والابتكار هي اليوم في خطر يتهدد وجودها ولا تستطيع أوابدها أن تبقى صامتة فأحجارها وكل معالمها الأثرية تستنهض همم الشعب العربي السوري وليس المجتمع الدولي ومنظماته المتعددة لحمايتها من بداثن الإرهاب فأغلب أعضاء هذا المجتمع داعم للعصابات الإرهابية وبأشكالها المتعددة والمتنوعة منها غض الطرف عن كل الجرائم التي ترتكبها تلك العصابات ليس بحق الإنسان السوري فقط بل بحق الإنسانية جمعاء . لقد بدأ الإحساس بالخطر الذي يمثله الفكر المتطرف الظلامي يتنامى شيئاً فشيئاً ولكن عند كل إنسان يمتلك عقلاً نيراً غير مرتهن لرنين الدولارات لذا بات بالإمكان اليوم إيجاد جملة من العوامل المشتركة التي تتقاطع حولها الآراء المتضمنة ضرورة بذل المزيد من الجهد لمكافحة الارهاب خصوصاً بعد تزايد انتشار هذا الخطر الذي يستهدف الجميع دون استثناء ولا سيما أمتنا العربية . إن اكتفاء منظمة اليونيسكو بالتعبير عن قلقها مع الاحترام –يفيد بأن ما بقي تحت الطاولة أكثر بكثير مما ظهر فوقها وهذا يحتم على الجميع العمل للتصدي لكل سهام الحقد التي يرمينا بها الغرب الاستعماري الذي أطر نظرته ومفردات خطابه السياسي والإعلامي ضمن مصالح آلية لا ترى أبعد من تراكم الأموال في جيوبها وهذا ما يحتم على الشعب العربي السوري أن تبقى آماله معقودة على انجازات الجيش العربي السوري وإنّ غداً لناظره قريب . 
* كاتب صحفي سوري  

الملفات