2024-04-24 10:10 م

المسعى السعودي الاسرائيلي المشترك لنفض الغبار عن مبادرة السلام العربية

2015-05-22
القدس/المنـار/ يبحث رئيس وزراء اسرائيل عن انجاز سياسي يهدىء من روعه ويخفف من قلقه على مصير ائتلافه، المعلق بصوت واحد، هذا الإنجاز قد يفتح له أبواب توسيع قاعدة حكومته، خاصة اذا كان الانجاز متعلقا بالعملية السياسية، والصراع مع الفلسطينيين، فالجمود في العملية السلمية يهدد بفتح أبواب الانتقاد الدولي لنتنياهو وحكومته، وهو انتقاد قد يتطور ليأخذ شكل فرض العقوبات على اسرائيل، وهذا من شأنه اسقاط الائتلاف الذي يقوده.
وتقول دوائر سياسية لـ (المنــار) أن التحالف القوي بين النظام السعودي واسرائيل فتح أبواب التعاون والتنسيق بين الجانبين ازاء قضايا وملفات وأزمات المنطقة، وما دامت الأهداف بينهما مشتركة والتنسيق وصل مرحلة متقدمة، والعلاقات الحميمية بين الرياض وتل أبيب تتعزز، فان النظام السعودي انبرى لدعم نتنياهو بموافقته على نفض الغبار عن المبادرة العربية للسلام، واعادة صياغتها من جديد لتأخذ مطالب اسرائيل بالحسبان، لذلك، تتواصل اللقاءات والاتصالات لطرح هذه المبادرة من جديد، درءا للانتقادات الدولية، وتفاديا لعقوبات محتملة ، واستثمار ذلك، انجازا سياسيا لنتنياهو يطيل عمر حكومته.
وكشفت الدوائر عن تكليف نتنياهو لإثنين من أعوانه ومستشاريه بملف العلاقة مع الرياض، والعمل على بدء اتصالات ومفاوضات لتعديل مبادرة السلام العربية، مع استغلال الأوضاع والتطورات الصعبة والخطيرة في الساحة العربية وكف يد الولايات المتحدة قليلا عن هذا الملف، حيث تل أبيب والرياض في حالة "حرد" من الادارة الأمريكية التي لم تغلق الملف النووي الايراني سلبا، فكما قامت مملكة آل سعود بالتنسيق مع اسرائيل لشن عدوان بربري على اليمن، يقوم الجانبان اليوم بالتنسيق باتجاه حلٍ اسرائيلي سعودي للقضية الفلسطينية ، دون اشراك أصحاب الشأن "القيادة الفلسطينية" في الاتصالات السرية بين اسرائيل والسعودية، على أن تقوم الرياض بتمرير ذلك في الساحة العربية، من خلال الاغراءات المالية والتهديدات الارهابية، والسعودية في حال نجح هذا التحرك، تهدف الى التخفيف من حالة الحقد الذي تكنه الشعوب العربية للنظام السعودي وسياساته، وكذلك، سيكون تحريك المبادرة العربية تغطية ولو جزئية لفشل نهج آل سعود في المنطقة القائم على الارهاب والتخريب، وهي التي تخوض حروب اسرائيل وأمريكا بالوكالة، اضافة الى أن هذا المسعى الاسرائيلي السعودي المشترك، يشكل ثمنا لاسرائيل مقابل زيادة دعمها وبشكل مباشر لعصابات الارهاب، والمضي قدما في الحرب البربرية الارهابية على سوريا واليمن.
وتشير الدوائر هنا الى أن النظام السعودي قلق من التحرك القطري التركي في الساحة الفلسطينية، وتسعى لأن يكون لها سبق تحريك عملية السلام بما يتلاءم ويتفق مع السياسات والمطالب الاسرائيلية.