2024-04-18 01:08 م

وزراء التوافق .. الحجز والمغادرة !! * حماس والسلطة .. الدوران في الحلقة المفرغة

2015-04-21
القدس/المنــار/ الوزراء الذين عادوا من غزة، كانوا تحت رحمة تعليمات حركة حماس، لم يسمح لهم بالخروج من الفندق الذي أقاموا فيه، ولم يلتقوا أحدا ممن هم في جدول أعمال مهمتهم. وزراء التوافق هؤلاء عوملوا كأنهم قادمون الى غزة دون تأشيرة دخول فوضعوا في قاعة الترانزيت في الفندق، وبعد الاتصال والتداول والتشاور، عاد الوزراء الى رام الله، ولم تتحق أهداف الزيارة، التي استبشر المواطنون منها خيرا، وهي ليست الزيارة الاولى، وما بين الزيارتين، لم يحدث أو يتغير شيء، تماما كجهود المصالحة المستمرة منذ سنوات طويلة، وكأن الفريقين المتخاصمين أحدهما من سكان المشتري والآخر من عطارد.
هذا الحال، لا يبشر بالخير، فحركة حماس في غزة لها أهدافها، وتطلعاتها وأطماعها، وبالتالي، التمسك بها، يعني أنها غير معنية بمصالحة حقيقية وعلى أسس سليمة، والسلطة في رام الله، لا تقبل بالمقاييس والمواقف التي تعرضها وتفرضها حماس، لذلك، التلاقي غير وارد، على الأقل على المدى المتوسط.
وأمام هذا الوضع، فان السلطة مدعوة الى قرارات سليمة حاسمة، لوضع حد للمماطلة والدوران في الحلقات المفرغة، اذا كانت معنية بمعالجة الوضع، فلم يعد هناك ما يبرر التأجيل وعدم المصارحة مع التأكيد هنا، على أن المواطنين تحملوا الكثير وصبروا طويلا، وبات استغفالهم جريمة، فالمصارحة أصبحت واجبا وطنيا، لوضع حدٍ للهروب.
هناك أهداف لحركة حماس، وهذه الأهداف تمنعها من الاقتراب حتى من جدار المصالحة، والسلطة اذا لم يكن لديها ردودا على هذا الموقف، فهي الأخرى لها أهدافها المانعة لانجاز المصالحة.
حركة حماس ترى في قطاع غزة متنفسا لها، ورقعة للحكم، ومكانا لا يتوفر غيره لجماعة الاخوان، حماس ترى في القطاع منطلقا للامتداد باتجاه الضفة الغربية، وهذا هدف تدرسه الحركة بعناية، مع الحلفاء والجماعة الأم، حلفاء يطلبون منها الانتظار وعدم التقدم على طريق ايجاد الحلول للقضايا المفصلية، وفي مقدمتها انجاز المصالحة.
سياسة الانتظار التي تنتهجها حماس، ما تزال مستمرة، وتدخلات الحركة في الشؤون الداخلية لأكثر من بلد في مصر وسوريا واليمن، هي بفعل تعليمات الجماعة الأم، التي تنتمي اليها الحركة وتلتزم بما يصدر عنها من تعليمات وتوجيهات.
اذا، ارتباط حركة حماس بالجماعة، وانتهاجها سياسة الانتظار لما يحدث من تطورات في المنطقة، تأمل أن تستفيد منها، عوامل تتحكم في قرارات وخطوات حماس، وما دام هذا الارتباط مستمرا، فلا جدوى من وزارات التوافق ورحلات الاقامة في الفنادق، وحروب الكلام والاتهامات التي يملأ ضجيجها الجهات الأربع، مواقف الاطراف المتصارعة، وكل يعرف أهداف الآخر، تثير الاستهزاء، وتعني شيئا واحدا، وهو تخدير شعب بكامله، لكن، هذا الشعب لم يعد قادرا على تحمل ما يمكن وصفه باللعب الصبياني.
الكرة الآن، هي في ملعب السلطة، فلا داعي للتمويه والتبرير ، والابقاء على القطيعة ، والتغني بالرغبة في المصالحة، وخدمة المواطنين، اسطوانة، لم تعد مقنعة، لذلك، ما ينفي ذلك، هو القرارات الحاسمة من جانب رام الله، هذا اذا لم يكن لديها هي الاخرى أهداف لم ندركها بعد، تبقي على الانقسام وسوء الحال.