2024-03-29 02:04 م

سياسي من عمان وآخر من أربيل ...

2015-03-26
بقلم: أحمد كاطع البهادلي
بطبيعة الإنسان الخالصة تجده يحبُّ أو يحنُّ للمكان الذي انتمى إليه أو ترعرع فيه، وهذه قضية طبعاً فسلجية، لا دخل لا إرادة الإنسان في صنعها أو التدخل فيها، فيكون الحنين تارة جامحاً غير مسيطر عليه، وتارة مسيطر عليه, وأنا بصدد أن أركز على نوع لم أذكره لكونه نادر الوجود، بل ومنقرض، وهو النوع الذي لا يشعر لا بحنين ولا بحب وهو نوع ناكر للجميل، بل ومتقلب يتبع مغريات الدنيا؛ ليبيع بتك القمامة من المغريات أرضه، بل ومسقط رأسه لكل من يدفع أكثر، فتارة يتأمر وأخرى يحرِّض ومراراً يقدح الشرارة لكارهي الوطن هذا النوع انتهازي نفعي لا يهمه طائفة أو عرق أو لون، وكما أسلفت فهو وكما غيره للأسف كثيرون ينشدون الثراء على أمن الأوطان, وأتذكر أن صديقي كان يصف هؤلاء بالكلاب وحدث أن ناقشته في إحدى المرات وطرحت عليه فوائد بل ومناقب الكلاب، وقلت له: إن الكلب لا يغدر بصاحبه مهما كانت الأسباب، فيبقى وفياً لآخر لحظة، وقلت له: إن الكلب يستبسل؛ من أجل الدفاع عن صديقة إذا ما مسَّه خطر أو ألمَّ به مكروه، وقلت له: إن الكلب حارس جيد، بل ومدافع مستميت عن حمى أهله أو أصحابه، وقلت له: إن الكلب يرضى بالقليل فهو قنوع تجاه ما يقدمه من مسؤوليات وأعباء جسيمة تلقى على عاتقة، وقلت له: إن الكلب لا يسرق صاحبه مهما حصل، وقلت له: إن الكلب يتمرض إذا مرض صاحبه, فحينها سلَّم لي أبي وقال: إنهم خنازير، فقلت له: نعم، الآن استقام الوصف وتمت الصفة . هؤلاء ــ سياسيي الفنادق ــ هم من جلب الدمار للبلد، وهم من حرَّض على قتل أبناء البلد، بل وهم من ساعد الأجنبي على الدخول والاستيطان في أرضنا وهتك أعراضنا، وهم من باع شرفنا للغريب الباغي المعتدي، فهم تارة يظهرون على أنهم محللون سياسيون، وأخرى ناطقون باسم جهة معينة وأخرى كذا .. وأخرى.. هم مع من يدفع ومع من يصفق ويهلل, والمصيبة على العراقيين على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وكل ذلك؛ بسبب هؤلاء الذين بالأمس كانوا يعتلون منصات الذل والعار، والآن يعتلون منصات الإعلام المحرِّض والمؤجج على الفتنة الطائفية هؤلاء لا همُّهم أرض ولدوا فيها، ولا عشيرة انتموا إليها كلُّ همّهم الدولار والأبهة الفارغة التي وعدهم بها أعداء العراق، فقبضوا الثمن مقدما، وهو دماؤنا وأشلاؤنا وأعراضنا التي عاث فيها السعودي والأفغاني والتونسي والشيشاني ..والقائمة تطول، فجاء هؤلاء خنازير الفنادق بكل زناة الدنيا لأرض العراق على أهلنا في الغربية، وأسكنوهم مع أعراضنا بحجة الخلاص من لا شيء!! صنعوا لهم بعبعاً وغولاً، وهو في الحقيقة لا وجود له اسمه الطائفية ولم يعلموا أننا كلنا عراقيون وإخوة، وبعضنا يؤازر البعض، ويشدُّ بعضنا على ساعد البعض فكلنا من أرض واحدة ونرتوي من منبع واحد، ويجمعنا مصير واحد، ألا تباً لكل طائفي! وألا اللعنة والعار على كل خنزير محرض يقطن في عمان أو أربيل أو لبنان أو في أي أرض كان ! فتعلمت وصاحبي منذ ذلك الحين أن لا أذم الكلاب؛ لأن الكلاب أشرف من هؤلاء خنازير فنادق الفتنة والعار .. وعلمت صاحبي أن الوطن لا يباع ولا يشترى، وليس له ثمن، وعلمته أيضا أن حرامي الدار أفسد من الحرامي الغريب؛ كون ابن الدار يعرف كل شيء عكس الغريب؛ فالغريب أعمى إلا أن يسيِّره حرامي الدار........

الملفات