2024-03-28 09:45 م

الأرسوزي حذَّر من خطر يهدد عروبتنا

2015-03-06
بقلم: إبتسام نصر الصالح *
وُلِدَ ( زكي الأرسوزي ) في اللاذقية عام 1900م، والده (نجيب بن إبراهيم) ويعود لقبه (الأرسوزي) لوالدته التي ولدت في قرية (أرسوز) الواقعة على خليج اسكندرونة غرب أنطاكية، شارك والده النضال ضد السلطات العثمانية متشبعاً بروح العروبة والثقافة العربية ونُفِي مع أسرته من أنطاكية إلى قونية التركية عام 1914م.عام 1919درس اللغة الفرنسية في معهد اللاييك في بيروت، عام 1927 درس الفلسفة في جامعة السوربون الفرنسية وحاز على الإجازة فيها عام 1930م، عمل بتدريس الفلسفة في مدارس أنطاكية وحلب ودير الزور (1930-1934)، أنشأ جريدة (العروبة) ثم أنشأ مكتبة سماها(البعث العربي) ما أدى إلى سجنه مدة من الزمن.غادر إلى دمشق بعد سلب لواء اسكندرونة عام 1938 ومنها إلى بغداد. أول كتبه (العبقرية العربية في لسانها) عام 1934م، عمل مدرِّساً في دار المعلمين حتى إحالته على التقاعد عام 1959. توفي عام 1968م. تاركاً كنزاً أدبياً حيث نشرت وزارة الثقافة السورية مؤلفاته الكاملة في ستة مجلدات عام1976م.تحكي سيرة نضاله وعشقه للغته العربية الأم وكفاحه لأجل صون تراث الأمة العربية اللغوي والإنساني.والكتاب الذي بين أيدينا جزء من كنزه الإبداعي وهو بعنوان(بعث الأمة العربية ورسالتها إلى العالم). *حقيقة الخطر العثماني على العروبة: كشف (الأرسوزي) في كتابه عن حقيقة الاستعمار وخطره على العروبة والإسلام واللغة الأم، وحذَّر من هذا الخطر، ولم يكتفِ بالتحذير بل قدَّم المقترحات والوصايا لوقف تمدد هذا الخطر واستفحاله. ص47(إذا قصر العرب عن معالجة شؤونهم في عهدي الاحتلال العثماني والانتداب، فقد تبنى الدخلاء وهم مُقَنَّعون بالعروبة والإسلام، الشؤون العامة فألهونا بضجة مصطنعة عما كان يكتنفنا من أخطار.لقد تآمر الأغيار علينا انتقاماً لدولتهم، الدولة العثمانية واستكلبوا على رعاية الأجنبي حرصاً على الأملاك التي سلبوها من أجدادنا، وقد اصطنع أحفاد العثمانيين من بيئتنا جواً موبوءاً تترسب فيها النذالة والسفالة سبلاً حتى أصبح الميل سوياً وعبثاً كانت الضحايا تهدر تلو الضحايا في سبيل الغاية.أما اليوم، وقد آل أمرنا إلينا. على الرغم من كل مؤامرة ودسيسة، فقد أصبح من واجباتنا الأولى أن نجابه المشاكل التي تعترض نهضتنا فندرأ الأخطار التي تحيق بكياننا مجابهة نشرك فيها الجمهور بالعمل من أجل تقويم الاعوجاج.) *المستعربون وتأثيرهم السيئ على الفكر العربي!!! كشف (الأرسوزي) عن حقيقة ما أدخله المستعربون من خراب على الفكر العربي وقدَّم نماذج عن هذا الخراب الفكري عبر أسماء ربما كانت على مدى أجيال تُتَداول باعتبارها مناراتٍ فكرية وربما هناك من يتخذها قدوة له من عدة أجيال ، حيث كشف (الأرسوزي) الخراب الفكري الذي أقحمه كل من ابن المقفع والفارابي وابن سينا والغزالي، وذلك عبر تقديمه قطعاً من مقولاتهم في كتبهم ومؤلَّفاتهم التي ربما يفخر بها البعض باعتبارها كنوزاً فلسفية إبداعية ، ونموذجاً عليها أقدم لكم قرائي الأعزاء هذا النموذج،وهو من كتاب الغزالي الذي يحمل عنوان (المنقذ من الضلال) ص60(من الخواص المجربة في معالجة الحامل التي عسر عليها الطلق بهذا الشكل: يكتب على خرقتين لم يصبهما ماء، وتنظر إليهما الحامل بعينها، وتضعهما تحت قدميها، فيسرع الولد في الحال إلى الخروج ...) *العروبة والعرب واللغة الأم ، الحرج المقدَّس، وضرورة حمايته!!! يعتبر (الأرسوزي) أن اللغة العربية هي نتاج عبقرية الإنسان العربي الذي قدَّم للعالم الأبجدية والكتابة على وجه الخصوص ويحذِّر من مغبة التفريط بهذه الميزة للسان العرب، ص112( يميز الذهن العربي بين الأشياء والبشر ، فيخص هؤلاء بعلامة هي مفخم علامة المفرد مؤمن مؤمنون، مؤمنة مؤمنات، بينما علامة الأشياء (الجمع المكسَّر) يتبع وقع الأشياء نفسها على الذهن: كرسي كراسي، بيت بيوت..الخ وفي الختام نقول: حذار من الدخلاء على حرجنا المقدَّس، إنهم يفككون أواصر كلامنا فيجعلون كلماتنا على أمثال الأوراق المنفصمة عن أغصانها: رموزاً هامدة.)
 *الكتاب:بعث الأمة العربية ورسالتها إلى العالم
*المؤلف: المناضل المفكِّر ( زكي الأرسوزي)
*الاختيار: مالك صقور *تقديم: أ. د. حسين جمعة 
*الناشر: اتحاد الكتاب العرب بدمشق