2024-03-28 10:28 م

استراتيجية الرد السوري على العدوان

2014-12-17
بقلم: جمال رابعة*
ما أشبه اليوم بالأمس , ففي عامي 1971-1972 أغار الطيران الصهيوني على الأجواء السورية باعتداء سافر وبشكل متكرر محاولاً استكشاف آلية الرد السوري وهل لدى الجيش العربي السوري سلاح استراتيجي, فكان الرد بتصدي الطيران السوري لهذه القوة المعتدية , إذ أخفي السلاح الاستراتيجي (صواريخ سام) التي تفاجأ بها العدو في حرب تشرين التحريرية وكانت عامل حاسم والأساس في صنع النصر. . اليوم نشهد سيناريو جديد قد يختلف عن المشهد المرأي في السابق لكن الهدف واحد نتيجة . اختلاف الظروف التي تمر بها المنطقة وشكل التحالفات الاقليمية وفق مصالح تحددها تلك الشراكات بين الدول وهناك مدخلات جديدة لابد أن تعطي مخرجات لجهة التغير في المواقف وتحديد السياسات إذ هناك تحالف واضح صهيوني خليجي إضافة لتقرير أممي حديث كشف النقاب عن أن تكاليف علاج جرحى العصابات تدفعها دولة خليجية وهذا مايشكل جزءاً من حلف العدوان الاقليمي والدولي على الدولة السورية بالمقابل هناك حلف المقاومة الممتد من طهران مرورا بدمشق عابرا لبنان وصولا لفلسطين المحتلة تسانده دول كبرى كروسيا والصين ودول البركس إذ اختلفت الآراء وتضاربت ردود الفعل حول الرد السوري على تلك الاعتداءات بين منتقد لعدم رد الدولة السورية تكتنفه مشاعر وطنية ممزوجة بعواطف نبيلة وبين حاقد يتربص شرا ناقدا متشفيا مما حصل آملا الدخول في مواجهات يحدد زمانها ومكانها العدو الصهيوني. . من خلال ما تقدم: ألا يعتبر القتال البطولي والأسطوري للجيش العربي السوري على مجاميع التكفير والإرهاب المرتبط كليا بالعامل الصهيو- أمريكي على كامل مساحة الجغرافية السورية رداً ؟؟. وكذلك الذي حصل في القدس أليس جزء من هذا الرد؟؟ واعلان الدولة السورية بأنها اعطت وستعطي سلاحا نوعيا لم تحصل المقاومة عليه حتى الآن لجهة تعاظم قدرة المقاومة بسلاح كاسر للتوازن, وماذا يعني اعلان فتح المقاومة الشعبية لجهة الجولان أو ليس ذلك رداً وماذا يفسر إعطاء الأوامر إلى القوات بالرد دون العودة إلى القيادة وتجهيز منصات جديدة باتجاه العدو الصهيوني؟؟ . في اعتقادي أن الدولة السورية بحكمة قيادتها تنشد دائما وأبدا الرد على هذا الكيان الغاصب بمنهج استراتيجي لأن المعركة مع هذا العدو مفتوحة لذا فالابتعاد عن الرد التكتيكي الانفعالي بنتائج متواضعة هو الحاضر حالياً في فكر الدولة السورية . إن المعركة كبرى والمواجهات المباشرة لم يحن وقتها الآن عندها فقط سيعلم القاصي والداني قدرات الجيش العربي السوري ودفاعاته الجوية وآثارها ,فحلف المقاومة إلى جانبه من طهران إلى فلسطين المحتلة وهو اليوم الموعود الذي ننتظره.
*عضو مجلس الشعب السوري