2024-03-29 03:30 م

هل تقوم اسرائيل بضربة استباقية ؟!! .. تهديدات حـزب الله على رأس قائمة المخاوف الاسرائيلية

2014-11-23
القدس/ المنــار/ يأبى تهديد حزب الله أن يغادر رأس قائمة المخاوف الاسرائيلية، وتحاول المؤسسة العسكرية الاستعداد للمواجهة الحتمية مع الحزب، والتي تعتبرها اسرائيل مواجهة يمكن تأجيلها لكن بالتأكيد لا يمكن منعها. وتسعى رئاسة الاركان الاسرائيلية ومنذ انتهاء حرب لبنان الثانية في تموز من العام 2006، الى الاستفادة من الاخفاقات التي تعرضت لها قواتها خلال مواجهتها لحزب الله سواء المواجهة المباشرة داخل القرى اللبنانية الحدودية والتي تكبدت خلالها القوات الاسرائيلية خسائر كبيرة بالارواح، أو من خلال ما تعرضت له الجبهة الداخلية الاسرائيلية من سقوط عدد كبير من الصواريخ على المدن الشمالية داخل اسرائيل. 
وذكرت مصادر مطلعة لـ (المنـار) نقلا عن تقارير اسرائيلية أنه وفي اطار الاستعدادات المستمرة والمتواصلة تجري الوحدات العسكرية بمختلف اذرعتها تدريبات ومناورات مستمرة لم تتوقف منذ العام 2006 وتكثفت بصورة ملفتة خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة، في ظل ما يحدث من تطورات في المنطقة، حيث يعتبر البعض في اسرائيل الاجواء الحالية التي يعيشها العالم العربي وبشكل خاص ، الدول القريبة من اسرائيل وبصورة أدق سوريا ولبنان، فرصة لامكانية تصفية الحسابات مع حزب الله، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال دعم بعض الخصوم المحليين للحزب.
وجاء في هذه التقارير أن اخر تلك السيناريوهات التي يتم على اساسها المناورات التي تقوم بها القوات الاسرائيلية من مختلف الاذرع والوحدات، هو امكانية اندلاع حرب على عدة جبهات تضطر فيها اسرائيل الى القيام بعملية استباقية ضد مواقع حزب الله من أجل تحقيق مكاسب ميدانية واستغلال عامل المفاجأة. مع الاخذ بعين الاعتبار أن هذه الهجمات الاستباقية لن توقف خطر سقوط صواريخ حزب الله على مناطق مختلفة من الاراضي الاسرائيلية.
وتتركز التدريبات على رفع مستوى الوحدات المختارة في الجيش الاسرائيلي، التي من المتوقع أن تكون رأس الحربة في أية عمليات عسكرية قادمة ضد حزب الله، ومن بين هذه الوحدات، وحدة الكوماندوز البرية التابعة للجيش الاسرائيلية المسماة بـ "أجوز"، وهي الوحدة التي اقيمت قبل أكثر من 20 عاما من أجل مواجهة هجمات حزب الله في منطقة الشريط الحدودي مع لبنان قبل أن تنسحب اسرائيل من هذا الشريط ، لينتقل عمل هذه الوحدة الى مختلف المناطق الساخنة ومناطق المواجهة بين اسرائيل وأعدائها، وتخضع هذه الوحدة لتدريبات مكثفة تحاكي الى حد كبير مواجهة محتملة مع حزب الله، سواء من حيث التضاريس أو التحرك داخل المناطق المأهولة والمناطق الجبلية وهي التي تتميز بها المناطق الحدودية بين اسرائيل ولبنان. وينشغل افراد الوحدة في تدريباتهم في نصب الكمائن والقدرة على تحمل الاقامة في المناطق الجبلية والصعبة لاطول فترة ممكنة. 
وتعترف الجهات العسكرية الاسرائيلية بأن حزب الله، هو الاخر منشغل منذ العام 2006 في تدعيم صفوفه وتدريب المزيد من العناصر لاي مواجهة قادمة. كما أن الحزب أعاد منذ سنوات ملء مخازن اسلحته وأصبح يمتلك عددا كبيرا جدا من الصواريخ والقذائف التي يصل مداها حتى جنوب اسرائيل، وهذا يعني أن مقاتلي الحزب لم يعودوا بحاجة الى الاقترب قدر المستطاع من الحدود اللبنانية الاسرائيلية لاطلاق الصواريخ باتجاه المدن الاسرائيلية وهذا يشكل تحديا كبيرا بالنسبة للجيش الاسرائيلي. من جهة اخرى، تمكن الحزب وخلال السنوات الثلاث الاخيرة من رفع المستوى القتالي لعناصره الذين يخوضون مواجهة مع مجموعات مسلحة إرهابية داخل سوريا وايضا على حدود لبنان مع سوريا، وهذا يعني أن القدرات القتالية لعناصر الحزب في أعلى درجاتها وحالة التأهب في أوجهها، كما أن التحصينات التي يبنيها الحزب في مناطق قريبة من الحدود والحركة النشطة لعناصر في القرى الحدودية تؤكد أنه لا يهمل الجبهة مع اسرائيل.