2024-04-25 03:06 م

ثلاثة أشهر على انتهاء الحرب العدوانية على غزة .. القطاع "برميل بارود" قد ينفجر في أية لحظة!!

2014-11-23
القدس/ المنــار/ ثلاثة اشهر مرت على انتهاء الحرب العدوانية الاسرائيلية على قطاع غزة المسماة بـ "الجرف الصامد". و في اسرائيل تتواصل عملية تضميد الجراح والاستفادة من دروس الحرب التي دفعت خلالها ثمنا باهظا سواء بالنسبة للعدد الكبير من القتلى والجرحى من الجنود الاسرائيليين أو فيما يتعلق بحالة التدهور الاقتصادي الذي عانت  منه المناطق الجنوبية في اسرائيل، وهو تدهور ما تزال تدفع المصالح الاقتصادية والتجارية في تلك المنطقة ثمنه حتى يومنا هذا. بالاضافة الى عديد من التأثيرات السيئة التي ما زالت تلازم العديد من المواطنين والعسكريين في اسرائيل وبشكل خاص حالات الرعب والخوف التي تسيطر عليهم. بالمقابل هناك العديد من التأثيرات السلبية التي يعاني منها سكان القطاع. 
وجاء في تقرير اسرائيلي حصلت عليه (المنـار) أن حالة الضغط الداخلي التي يعيشها القطاع هي التي يجب أن تقلق اسرائيل، فغزة عبارة عن "طنجرة ضغط" ، وهناك العديد من المشاكل البيئية والصحية التي تهدد القطاع بسبب الحصار وأيضا مشكلة خطيرة وهي عدم توفر فرص للعمل في القطاع وهذا يعني أن الفرصة الوحيدة للحصول على عمل هو من خلال الانضمام الى أحد الفصائل الفلسطينية في القطاع.
خبراء ومختصون في شؤون "الارهاب"  في اسرائيل يعتقدون أن حالة الضغط التي يعيشها القطاع والتي ازدادت بصورة كبيرة منذ الحرب الاخيرة ، قد تؤدي الى انفجار كبير نحو الخارج وبالتحديد باتجاه اسرائيل.
الا أن المستوى العسكري في اسرائيل يرى أن التقديرات المشار اليها اعلاه هي تقديرات مبالغ فيها، وأن اسرائيل معنية بأن يتم اعادة اعمار القطاع ، لأنها "مصلحة" اسرائيلية، ولهذا السبب تعمل اسرائيل ومن خلال الادارة المدنية لمنطقة قطاع غزة التابعة للجيش الاسرائيلي على بناء آلية مشتركة مع السلطة الفلسطينية والامم المتحدة على متابعة ومراقبة عملية اعادة الاعمار في القطاع. هذا ما يؤكده، نائب رئيس الادارة المدنية في قطاع غزة، اورن هاس. وأن الهدف من وراء هذه الالية هو ضمان أطول فترة من الهدوء في القطاع. 
ويعترف نائب رئيس الادارة المدنية في قطاع غزة، بأن من اهم اسباب تفشي البطالة في القطاع، حالة الحصار التي يعيشها القطاع ، بالاضافة الى قرار اسرائيل تقليص دخول مواد البناء اليه ، خاصة وأن قطاع البناء يعتبر من أهم قطاعات النمو الاقتصادي بغزة، بالاضافة الى اغلاق انفاق التهريب مع مصر، وايضا عدم انتظام التيار الكهربائي مما يؤثر على قدرة المصانع والمشاغل المختلفة بالعمل لساعات طويلة كذلك الناحية الديموغرافية والنمو السكاني الكبير في غزة، حيث من المتوقع أن يصل عدد السكان في غزة بعد عامين الى 2 مليون نسمة. مع التذكير هنا الى أن غزة تعرضت خلال الـ 6 سنوات الاخيرة الى 3 حملات عسكرية اسرائيلية تسببت بدمار كبير.
الخبراء والمختصون في اسرائيل يرون بأن ارتفاع نسبة البطالة في قطاع غزة يساعد حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى على تجنيد المزيد من الشباب في صفوف الاجنحة العسكرية فيها، وهذا يعني أن على اسرائيل العمل من أجل دفع عجلة الاقتصاد الغزي الى الامام. كما يجب ان يكون هناك تعاون من جانب مصر، و ضرورة لاعادة التفكير بالاقتراح الذي نسب الى محمد مرسي والقاضي بتوسيع مساحة القطاع باتجاه الاراضي المصرية في ظل الزيادة السكانية التي تعيشها القطاع.
لكن المستوى العسكري في اسرائيل يرفض تقديرات واراء الخبراء بأن البطالة وتردي الوضع الاقتصادي يمكن أن يكون السبب وراء الانفجار القادم من القطاع، ويرى المستوى العسكري الاسرائيلي أن "نظام القمع الحمساوي" في القطاع يمنع انفجار الوضع الاقتصادي ضد الحركة، لكن هذا لا يعني أن العامل الاقتصادي هو العامل الوحيد والرئيس الذي سيتسبب بالانفجار القادم.
و على الرغم من محاولات التطمين التي يحاول "مكتب منسق عام شؤون المناطق والادارة المدنية " في وزارة الدفاع الاسرائيلية القيام بها في مواجهة تحذيرت الخبراء والمختصين من خارج صفوف المؤسسة العسكرية، الا أن هؤلاء الخبراء يحذرون من عدة مسائل صعبة محتملة في الفترة المقبلة فيما يخص قطاع غزة. في البداية، هناك مشكلة الصرف الصحي، ومشكلة المياه، فالقطاع يعاني من نقص  في أنظمة مياه الشرب القادرة على الوصول الى كل منزل في قطاع غزة. كما أن محطات توليد الكهرباء التي اصيبت خلال حملة الجرف الصامد، عطلت محطات معالجة الصرف الصحي.  وهذا ايضا ما تحذر منه وكالة غوث اللاجئين (الاونروا) التي تتحدث عن صعوبة الاحوال التي تعيشها قطاع غزة بسبب عدم توفر المياه الصالحة للشرب وتوقف معظم محطات معالجة الصرف الصحي عن العمل. الا أن مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية والمسؤول عن الادارة المدنية في الضفة وقطاع غزة، يقول بأن ازمة الطاقة التي يعاني منها القطاع ليست السبب وراء توقف محطات الصرف الصحي والتشويش الحاصل في تزويد المنازل بالمياه الصالحة للشرب، ويتحدث ضباط الادارة المدنية عن صراعات داخلية في القطاع وراء عدم الانتظام الحاصل في عمل تلك المحطات!!
ويقول خبراء أن عدم معالجة مشاكل الصرف الصحي في قطاع غزة والتي تصب في البحر دون معالجتها بشكل صحيح، قد تسبب في المستقبل القريب ضررا كبيرا على سواحل المدن الاسرائيلية. ويحذر هؤلاء أيضا من خطورة شح المياه الصالحة للشرب في قطاع غزة. الا أن للادارة المدنية في قطاع غزة رأي آخر، حيث تدعي بأن مشكلة الصرف الصحي والتلوث الحاصل على شواطىء القطاع لن تكون لها تاثيرات كبيرة على شواطىء اسرائيل، لكن من أجل تقليص اي تأثيرات مستقبلية فان اسرائيل تدعم وتشجع المؤسسات الاجنبية التي ترغب في تمويل ودعم مشاريع اقامة محطات الصرف الصحي ومحطات تحلية مياه البحر.
كذلك فان مشكلة عدم توفر الخدمات الطبية في قطاع غزة ، هو أمر يستدعي الاهتمام ، ففي قطاع غزة يبحثون عن الخدمات الطبية خارج حدود القطاع في مصر وتركيا أو داخل اسرائيل والضفة الغربية، وهناك المئات من التحويلات الى المشافي في اسرائيل والقدس الشرقية والضفة اسبوعيا. وتتوقع الاونروا أن تتزايد بصورة كبيرة وملفتة التحويلات الطبية الى المشافي الاسرائيلية لعدم وجود قدرة لدى المشافي في القطاع على معالجة امراض كالسرطان، وأن أحد اسباب هذا التزايد المتوقع هو تدمير الكثير من المراكز والمشافي في قطاع غزة خلال الحملة العسكرية الاخيرة.
ويختتم التقرير الاسرائيلي بالقول أنه على الرغم من مرور عشر سنوات تقريبا على فك الارتباط عن قطاع غزة، الا أن غزة ما تزال لها تأثيرا كبيرا على ما يحدث في اسرائيل، وغزة هي برميل بارود وهناك ضرورة الى العمل على اعادة تأهيل واعمار القطاع، وغزة واسرائيل كالتوأم الملتصق ببعضه البعض لا يمكن فصله بسهولة ولا يمكن أن يتعايشوا معا سهولة، والامور ستكون مرشحة للانفجار بالمستقبل بعد عامين أو ثلاثة اعوام في حال لم يتم معالجة الامور بشكل صحيح ينزع مسببات وفتيل الانفجار.