2024-03-28 01:12 م

القدس وبذور انتفاضة ثالثة

2014-11-23
بقلم: محمد مصطفي شاهين
القدس هي قضيتنا الجوهرية و الإستراتيجية فالقدس عاصمة وقلب فلسطين ،جيل بعد جيل يزداد الفلسطيني إصرارا و تمسكا بها ،فالاسرائيلين اعتقدوا أن الكبار يموتون والصغار ينسون هذا ما قاله ديفيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق. إن الهيمنة الإسرائيلية و اعتداءات المستوطنين علي السكان المقدسيين شكلت نواة لانتفاضة جديدة ، لقد عملت إسرائيل علي عدة محاور من أجل تهويد المدينة المقدسة بإتباع سياسات تضييق علي السكان العرب و تقليص التنامي العمراني في الأحياء العربية ومصادرة الأراضي في مدينة القدس وضواحي لصالح الدولة الاسرائيلة ولعل أكبر هذه العمليات هي مصادرة أراضي جبل أبو غنيم البالغة مساحتها185دونم ثم منحها للمستوطنين . رغم محاولات الاسرائيلة المتلاحقة لقتل وترهيب وتهجير أهل القدس عن أرضهم و بيوتهم إلا ان هذه المحاولات اصطدمت بصمود عظيم من أهلنا بالقدس وزادهم ذلك اصرارا وتشبثا بحقوقهم ،ومن هنا يمكنني القول أن عصر الهيمنة الاسرائيلة علي القدس بدأ يتقلص وأن صحوة الداخل الفلسطيني قد بدأت ،وهذا يعني أن القدس تسير نحو الحرية ومن جانب اخر فان صمود اهل غزة الاسطوري شكل دافع قوي في تعزيز صمود أهلنا بالقدس. كل العالم بأسره نظر لمعاناة أهلنا بالقدس ولم يحرك ساكنا ، لذلك فإن الكفاح والصمود سيكونان عاملين أساسيين لتحقيق الإنتصار والحاق الهزيمة بمشروع تهويد القدس ، ان الجنود الاسرائليين المدججين بالسلاح قد أنهكوا إمام ضربات الشباب المقدسيين الذين يعتمدون أولا علي سلاح الإيمان بعدالة قضيتهم و الاستعداد للتضيحية في سبيل ذلك بالغالي والنفيس. منذ العثور على جاثمين ثلاثة مستوطنين تزايدت بشكل ملحوظ حدة التحريض على العرب والدعوات للقتل والانتقام والثأر في الإنترنت شارك فيها جنود وكتاب وحاخامات إسرائيليون جريمة قتل الفتى العربي محمد أبو خضير، من حي شعفاط في القدس تعرض للخطف من قبل خمسة مستوطنين بعد مغادرته المنزل. وقالوا إن الخاطفين غادروا به الحي متوجهين للقدس الغربية، فتبعهم السكان إلا أن محاولات اللحاق بهم باءت بالفشل.وفي ساعات الصباح أعلنت شرطة الاحتلال العثور على جثة محروقة عليها آثار تعذيب، وتظهر صور نشرت على الإنترنت تمثيلا بشعا بالجثة، وآثار طعنات تنزف منها الدماء. أظهر تقرير التشريح الأولي لجثّة الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، الذي قُتل في القدس الشرقية المحتلة، وجود آثار دخان في رئتي الفتى محمد أبو خضير، وهو أمر يعزّز فرضية حرقه وهو على قيد الحياة. وأدّت هذه المعلومات الأولية إلى اشتداد حالة الاحتقان في ضواحي وبلدات القدس، وجرت خلال التشييع صدامات بين مئات الشبان الفلسطينيين، والشرطة الإسرائيلية، التي نشرت تعزيزات. كما وقعت صدامات متفرقة في أحياء أخرى في القدس الشرقية، وخصوصاً عند مدخل الحرم القدسي، ان اعتداءات المستوطنين المتكررة في القدس و محاولات اقتحام الأقصي والطوق العسكري المفروض هناك وتحويل المدينة المقدسة إلي ما يشبه "كنتون" سجن صغير سيلقي بظلاله علي الوضع الساخن في المنطقة فالمواطن المقدسي يتعرض لكافة الضغوط ناهيك عن التأثير الإقتصادي السلبي و فرض الضرائب الباهظة و شتي جوانب الحياة، يدرك جميع المسئولين في المنطقة ان سلسلة الاعتداءات والحقوق المقدسية المنتهكة و الاقتحامات سيتبعها سلسة عمليات للرد علي جرائم المستوطنين التي ليس أخرها شنق المواطن يوسف حسن الرموني (32 عاماً) الذي كان يعمل سائقاً في منطقة 'هارحتسوفيم' قرب 'بار ايلان' غربي القدس المحتلة. هذه الأعتداءات شكلت تربة خصبة لإنطلاق إنتفاضة شعبية ثالثة من القدس ففي ظل الاحتقان القائم سيخوض أهلنا في القدس موجه من النضال في وجه الظلم والقهر والتدنيس والقتل . لعل من أبرز العمليات التي انطلقت للرد اعتداءات المستوطنين محاولة الاغتيال التي تعرض لها الحاخام الإسرائيلي المتطرف أيهودا غليك وحسب المصادر فإن حجازي غادر عمله قبل انتهاء مناوبته وانتظر في الخارج، بعد أن غادر مؤتمر شارك فيه وزراء وأعضاء كنيست وقادة مستوطنين ووصل حجازي إلى عمله في مطعم «ترسا» الواقع في مركز القدس الغربية مستقلا دراجة نارية وكان المسدس بحوزته خرج الحاخام غليك برفقة عددٍ من غلاة التطرف وتقدم حجازي نحوه وهو يرتدي الزي الرسمي للمطعم وسأله هل أنت يهودا غليك؟ فقــــال له نعم. ورد عليه حجازي: «المعذرة إنك تثير غضبي» وأطلق عليه أربع رصاصات من مسافة صفر فأصابه بجروحٍ خطرة جدا، وتمت ملاحقة حجازي وقتله . كذلك وبعد أيام هاجم شخصان يحملان الفؤوس والسكاكين ومسدس مجموعة من اليهود وقاموا بطعنهم والاعتداء عليهم مما أدى لمقتل خمسة منهم وإصابة أربعة آخرين وصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة،نفذا العملية هما غسان وعدي أبو جمل من سكان جبل المكبر،إن عملية اطلاق نار وقعت بالقدس الغربية في كنيس يهودي معروف باسم هارنوف وشارع اجاسي بالقدس الغربية.وكان من ضمن القتلى مقتل الحاخام الكبير؛ رئيس حاخامات توراة موشيه تبيرسكي البالغ من العمر59 عاما الذي اشتهر بمواقفه المتطرفة ضد العرب في القدس . رغم الحملة الإعلامية الاسرائيلة المعادية للفلسطينيين وحقهم في الدفاع عن حقوقهم وطموحاتهم بالعيش بسلام فان المقدسيين مصرين علي مواصلة الكفاح والنضال داخل القدس حتي يحققوا انتصار شعبي علي الاعتداءات الإسرائيلية،ستبقي القدس تشكل محور أساس للصراع العربي الإسرائيلي لأنها أقدس الأماكن الدينية والإسلامية . كل هذه الإرهاصات والدلائل تؤكد أن استمرار الاعتداءات الاسرائيلة و عصابات المستوطنين ستكون الشرارة التي تشعل انتفاضة ثالثة .

الملفات