2024-04-18 06:49 ص

"الفكفكة" للمنطقة واعادة التركيب!!

2014-11-23
بقلم: المحامي محمد احمد الروسان *
انّ الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مدى وعمق، خطوط علاقاتها العرضية والرأسية، مع حلفائها( المستهدفون لاحقاً من قبلها عبر شطبهم واعادة تشكيل ورسم الدور الوظيفي الجديد لهم مجتمعين، في صراعها مع الروسي والصيني)في المنطقة الشرق الأوسطية الملتهبة والمضطربة بفعل الأرهاب المنتج والمصنّع والمدخل الى الداخل السوري واللبناني والعراقي، وملاذاته الآمنة وحواضنه في جلّ دول الجوار السوري والمنطقة ككل، وما يحاك لمملكتنا الأردنية الهاشمية، كنسق سياسي وجغرافيا وديمغرافيا من سيناريوهات جديدة تقترب من الواقع، ويعمل الآخر على طمأنتنا وتهدئة روعنا، والمصيبة الكبرى أنّنا نصدّق قوله ورؤيته، وبفعل نفوذ وضغوط جماعات المحافظين الجدد والأيباك، في مفاصل صناعة القرارات السياسية والدبلوماسية العدوانية التدخلية والمخابراتية والعسكرية، داخل مؤسسات الدولة الولاياتية الاتحادية الأمريكية. تسعى من أجل اعتماد مذهبية أجندة سياسية خارجية أمريكية شرق أوسطية، تدخليه عدوانية تصعيديه، لجهة توظيف فرصة الأحداث الأرهابية ومحاربتها، عبر تحالف الخراب الدولي، بجانب الاحتجاجات الأخرى الجارية في معظم ساحات المنطقة، من أجل بناء مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي أفشلته المقاومة الإسلامية في لبنان في حرب تموز 2006 م والمقاومة العراقية، وصمود الدولة الوطنية السورية ونسقها السياسي والجيش العربي السوري، ومجتمع المقاومة في غزّة المحتلة وباقي الوطن الفلسطيني المحتل، شرق أوسط جديد سوف يحقق استقرار وسلام وأمن في المنطقة من زاويتها ووجهة نظرها، لأنّه سوف يترتب على هذا الشرق الأوسطي الجديد، إعادة ترتيب جغرافياته وما عليها من ديموغرافيات سكّانية، وفقاً لمواصفات جيوسياسية تقسيميه مستحدثة جديدة، وإدماج " إسرائيل" في بيئة المنطقة وضمان أمن المصالح الأمريكية، لأنّ قوى الشر من زاوية محور واشنطن – تل أبيب ومن ارتبط به، والمتمثلة(أي قوى الشر)في سورية، وحزب الله، وحماس، والجهاد الإسلامي، والمقاومات الشعبوية الأخرى، وفي الدولة الإيرانية، وكوريا الشمالية، سوف تذهب وتبقى قوى الخير. المحزن المفجع في جلّ ما يجري في المنطقة، أنّ هناك ديناصورات عربية، تمتد من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين مروراً بالوسط، وبفعل عمليات التآكل العقلي، وعمليات التعرية الفكرية والدماغية، تحوّلت إلى أساطين حشرات طائفية، عرقية اثنيه، تنادي بالوحدة والتحرر والأسلام على مقاسها وما يناسبها، وتروّج لهذه(السلّة)عبر الفضائيات العربية والعبرية والغربية. وفي تقديري، أنّ الدبلوماسية الأمريكية أصبح يتشكل لها ادراكات جديدة عدوانية، تدعي أنّها واقعية إزاء الأحداث في الساحات السياسية في الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية، وتعمل على تقديم الدعم المعنوي والمادي والعسكري الخارجي، لكل عمليات التعبئة السلبية الفاعلة، والتي تستهدف ساحات خصوم محور واشنطن – تل أبيب، لجهة الساحة السياسية السورية تحديداً، وعبر وسائل الميديا الأممية وذات العلاقات الخفية مع المحافظين الجدد، ونسخهم الجديدة المستحدثة ومع الأيباك داخل مفاعيل ومؤسسات القرارات الأمريكية الشاملة، وعبر غرف عمليات دولية خارجية سوداء من فئة الخمس نجوم، تملك أذرع إعلامية مخابراتية أخرى، تسوّق لإسقاط الدولة السورية الحالية بنظامها ونسقها السياسي البنيوي، ولبعض وسائل الميديا العربية أدوار، بعضها ظاهر والآخر مخفي، حيث جلّها صار يلعب الدور الأكثر خطورة، لجهة إنتاج وإعادة إنتاج مخططات ومصطلحات، حملات بناء الذرائع وتصعيدات لحملات مشبوهة ضد سورية ولبنان والأردن والعراق، ولتصفية القضية الفلسطينية عبر سيناريوهات التمييع السياسي والدبلوماسي، من خلال اطلاق المبادرات والأستثمار في الوقت كاستراتيجية لخلق وقائع على الأرض يصعب التفاوض حولها لاحقاً. المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الأميركية على شاكلة: دينس روس، ديفيد ماكوفيسكي، ايليوت أبراهام، دانيلا بليتكيا وجون ماكين ومعهم بعض العرب بداعشيتهم الحريريّة وغيرهم، يزعمون بأنّ مشكلة السلام والمفاوضات في الشرق الأوسط، على المسار الفلسطيني تحديداً، لن يتم حلّها إلا إذا انهار النظام "الإسلامي" الحالي في إيران، وتقليم أظافر أذرعه في المنطقة، وهم بذلك يتقاطعون بل يتساوقون عبر تماثل كامل مع الموقف الإسرائيلي، حيث ترفض إسرائيل مسألة الفصل بين ملف السلام في الشرق الأوسط وملف البرنامج النووي الإيراني. العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، ترى انّ حماية الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، يبدأ باستهداف دمشق، حيث استهداف الأخيرة يضعف إيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، واستهداف دمشق- الأسد يتيح أمريكياً وإسرائيليا، استعادة تركيا إلى مكنونات خط علاقات واشنطن – تل أبيب، كواليس العلاقات السرية على خطوط طول وعرض شبكات المخابرات الخاصة، بهذا المحور الفيروسي في المنطقة والعالم. وترى واشنطن وتل أبيب، أنّ ما جرى ويجري في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، هو مقدمات يجب استنساخها في الجزائر وباقي دول المغرب العربي وفي الجزيرة العربية ولبنان، وآخر شيء الأردن في مرحلة متأخرة لأرتباطه بالموضوع الفلسطيني، وإيران وتركيا لأعادتها إلى رشدها الأمريكي الإسرائيلي، والصين وكوريا الشمالية وروسيّا، وسيصار إلى تطبيقها قريباً في السعودية وقطر وجلّ الساحات العربية الضعيفة والقويّة. وقد تكون زيارة وزير الدولة لشؤون الدفاع في قطر السيّد العطيه وترافق مدير المخابرات في قطر له، ولقائهما هيغل وزير البنتاغون وجون برينان تقع تحت هذا السياق المهندّس لاحقاً، ولبحث ما جرى في قمة الرياض الأستثنائية والتي قد تكون استعادة قطر الى الحضن الخليجي، وهل واشنطن تخلّت عن الأسلام السياسي وتحديداً التنظيم الدولي للآخوان المسلمين، وخاصة بعد اعتقال رمز الأعتدال في الجماعة في مصر الدكتور محمد علي بشر، واعتقال رمز الصقور في الجماعة في الأردن الشيخ زكي بني ارشيد على خلفية بضع أسطر بحق دولة الأمارات وقائمتها للأرهاب على صفحته على الفيس بوك؟ بالرغم من أنّ هناك معلومة تقول: أنّ اتجاه ما في الدولة الأردنية دفع بهذا الأعتقال ليخدم ارشيد نفسه ليكون المراقب القادم للجماعة في الأردن وعبر الأنتخابات، انفاذاً لتفاهمات اشتركت أطراف محلية واقليمية ودولية في صياغتها، وبعد سلسلة تفاهمات عميقة قد يكون محمد مهاتير محمد الماليزي قد ترك أثراً فيها على مدار أشهر سابقة لتجيء زيارة ارشيد لماليزيا الأخيرة، ويخرج منها كأمين عام لمنتدى كوالمبور برئاسة مهاتير محمد نفسه، وعضوية كل من محمد عثمان طه وياسين أقطاي نائب أردوغان نفسه، كما تجيء زيارة الأمير متعب بن عبدالله لواشنطن في هذا الأتجاه أيضاً ولغايات هندرة الملك(بضم الميم)في السعودية. وكل ذلك يتم من خلال الأدوات والعمليات المخابراتية القذرة، والتي تشمل الأدوات الاقتصادية، عبر تقديم الدعم المالي لأعداء محور الممانعة والمقاومة، وعبر الأدوات العسكرية تلويحاً وتهديداً مستمراً، بتفعيل الوسائط العسكرية مع استخدامات الأدوات الإعلامية، ذات حملات بروباغندا اتصالية ذات مهنية عالية الدقة، كي يؤدي كل ذلك إلى خلق رأي عام عربي واقليمي ودولي، معادي ومناهض لوجود الممانعة والمقاومة، ولكي تتماهى سورية مع رؤى وسياسات محور الخراب. المذهبية الدبلوماسية العدوانية الأمنية السوداء الجديدة لواشنطن، ذات الأدوات الأنف ذكرها، ستوظف لخدمة الوسائل السياسية الشاملة، لوضع خارطة طريق متعرجة لعمليات الاستقطاب، وإعادة الاصطفاف السياسي والعسكري في سوريا وفي المنطقة عامةً، كي يتم إعادة إنتاج مجتمع تحالفات سياسية واسعة النطاق، لجهة المنطقة والداخل السوري ومحيطه ضد المقاومات والممانعات، وضد كل من سورية وإيران وتركيا بنسختها الجديدة لاحقاً. انّ إسرائيل نجحت حتّى الآن لجهة توظيف وتسخير، كل قدرات الدبلوماسية الأميركية والبريطانية والفرنسية وبعض العربية المعروفة لاستهداف سوريا، مع دفع واشنطن للمشاركة الفعلية في, الترتيبات العسكرية الأميركية الجارية في منطقة الخليج وشواطئ إيران الجنوبية. كما تم الاتفاق والتفاهم وضمن محور واشنطن – تل أبيب ومن تحالف معه من دول المنطقة، على ربط الرادارات الأميركية الجديدة والقديمة المنصوبة في مناطق الخليج، بالرادارات العبرية رغم بعض التمنّع الخليجي، الاّ أنّ واشنطن ضغطت باتجاه، ما تم التوافق عليه ضمن دوائر مؤسسات محور واشنطن –تل أبيب، كما تم البدء على نشر غوّاصات نووية اسرائلية، ضمن مسار الأساطيل البحرية العسكرية الأميركية، الفاعلة والناشطة قبالة شواطئ جنوب لبنان وشواطىء إيران الجنوبية، ومن هنا نتفهم تنويه قائد الجيش اللبناني جون قهوجي في رسالته لجنود الجيش بمناسبة عيد الأستقلال، بأنّ العدو الصهيوني يسعى الى انشاء منطقة بحرية عازلة على الشواطىء اللبنانية. انّ دبلوماسية الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، لجهة الشرق الأوسط خاصةً، في ظاهرها ناعمة خلاّقة تعاونية، وفي باطنها تخفي السمّ الزعاف في حية رقطاء، وما يمكن ملاحظته إزاء دبلوماسية واشنطن التالي:- أنّها في ساحات خصومها تصعّد، وساحات حلفائها، تدفع باتجاه التهدئة والاحتواء، إلى حين نضوج ظروف مصالحها لتصعّد فتنجز، كما أنّ الهدف الأمريكي في جانب منه، يهدف إلى إشاعة النموذج الديمقراطي الأمريكي، وذلك عبر تنوير الشعوب العربية في ساحات الخصوم وغيرها، ودفع المواطنين العرب، إلى جعل معظمهم موال لسياسات العاصمة الأمريكية دي سي الخارجية، ومن أجل ذلك عملت أمريكا على وضع أكثر من ثلاثمائة برنامج للتثقيف، وتحت شعار دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنمية المجتمعات، وتعمل على تنفيذها في الساحات العربية، في مجالات التربية والتعليم والثقافة والأعلام، ورصدت الأموال اللازمة لتنفيذ ذلك وعبر department of state فهي المسؤولة عن مثل هكذا برامج خارجية، كما سعت وتسعى واشنطن إلى إنشاء أحزاب سياسية معارضة، تمهد لصناعة وإنتاج سياسيين جدد على شاكلة الريبورتات، وتشكيل منظمات غير حكومية شبابية ديمقراطية موالية لواشنطن. وتتحدث معلومات دبلوماسية خارجية أنّ واشنطن تسعى، إلى تشكيل لوبيات عربية خاصة قويّة، ضاغطة على الحكومات ومؤسسات القرار، داخل الدول العربية، من رجال أعمال عرب يؤمنون أنّ ادارة الدولة مثل ادارة الشركات، ورجال قانون وسياسة من الذين تخرجوا من الجامعات والمدارس والمعاهد الغربية، ودفعهم إلى تغيير القوانيين والتشريعات العربية، على أن تكون على طريقة العم سام الأمريكي – الطريقة الأمريكية المثلى، وإصلاح التعليم والتربية عن طريق البرامج الأمريكية، وفقاً للرؤية الأمريكية – المتطرفة بسمّ زعافها، مع توزيع ونشر الكتب الأمريكية وفتح المدارس الأمريكية الخاصة، في مرحلتي التأسيسي، الابتدائي والإعدادي ثم الثانوي وهذا ما نلاحظه في الأردن مثلاً، مع دخولات منظمة وكبيرة للفتيات العربيات كطلاب، ومدرسين في هذه المدارس, والهدف من كل ذلك، إنشاء جيل بفكر أمريكي صرف موال لواشنطن، وعبر الصداقات الخاصة والعلاقات المخفية عن العامة مع الأنظمة الحاكمة العربية، وعلى وجه التحديد في دول الخليج حيث تسعى أمريكا إلى تمهيد الطريق إلى نشوء أحزاب معارضة أو بديلة ومنظمات غير حكومية، ومزيد من نقابات مختلفة تدور على مشارف الرؤية الأمريكية إن لم يكن في صلبها. هذا وتشجع واشنطن الشباب العربي للدخول في مثل هكذا أحزاب ومنظمات، مع وجود خطر كبير لدخول أعضاء إرهابيون وأصوليون ومتطرفون إلى هذه الأحزاب والمنظمات غير الحكومية. من ناحية ثانية، أنّ الكثير من المعارضين العرب تم تدريبهم ورعايتهم وتأهيلهم وتوجيههم في الولايات المتحدة الأمريكية، من بينهم صحفيين، رجال قانون، مراقبين للانتخابات المحلية في بلدانهم، كل ذلك مع سعي حثيث لواشنطن، للتعاون مع النقابات المهنية والحركات العمّالية في البلدان العربية. وهناك برامج أمريكية تنفذ عبر الخارجية الأمريكية، لتغيير النمط الشرقي التقليدي العربي واستخدام النساء للضغط، على أبائهن وأزواجهن وأقربائهن، من أجل الدخول في اللعبة السياسية المحلية، وجعلها بنمط ليبرالي على الطريقة الأمريكية، في ساحات نشوئهن وعيشهن، وهناك اهتمام كبير في تأهيل الفتيات العربيات، من مستويات عائلية حاكمة في المجتمع، ومن النخب المثقفة عالية التعليم والانفتاح على الآخر، وعلى وجه التحديد أيضاً في الخليج، حيث هناك الكثير من النساء تم انتخابهن – تعينهن، في البرلمانات المحلية والهيئات الأخرى، في كل من تركيا، والأردن، ومصر، وسلطنة عمان، والبحرين، والكويت، وقطر، والأمارات العربية المتحدة. جلّ المنطقة العربية صارت ساحة، مرهونة لمفاعيل وتفاعلات غير مسؤولة للسياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انفجارات اجتماعية وسياسية واقتصادية ثم أمنيّة، تتطور تلقائياً إلى صراعات دموية وحروب أهلية كما نلحظ الآن، ولا يمكن احتواء تداعيات ونتائج كارثية للدبلوماسية الأمريكية العدوانية في المنطقة. انّ المساعي الأمريكية لنشر الديمقراطية، وفقاً للنموذج السائد لديها، يؤدي إلى تدهور الأوضاع، ويؤدي حتماً إلى اصطدامات طائفية اثنيه عرقية دينية، وتصعيدات في النزعات الانفصالية القومية والفرعية في القومية الواحدة في المجتمعات العربية، كما يؤدي إلى تنشيط العمليات الإرهابية على المستوى الأممي وكما نلحظه الآن. على الأنظمة الحاكمة المتبقية في البلدان العربية، وعلى القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الليبرالية الموالية لواشنطن وسياساتها، يجب أن تفكر بتداعيات تعاملاتها مع أمريكا على شعوبها الحيّة وعلى المنطقة، وخطر الشراكات السياسية والأمنية السريّة والعلنية مع الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً. وعلى القوى الشعبوية السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية والإعلامية العربية والإسلامية في المنطقة، أن تسعى إلى تشكيل سلّة أدوات فاعلة من شأنها أن تقود وتؤدي، إلى مقاومات وتصديات حادة للأدوات الأمريكية في المجتمعات العربية الإسلامية، والسؤال هنا: هل يبعدنا ذلك عن دائرة الصراع الداخلي – الداخلي؟. انّ البوّابة الدمشقية للجمهورية الأسلامية الأيرانية، تشكل محور اهتمام العالم ومراكز بحثه وعصفه الذهني وأجهزة أمنه المختلفة والمتعددة، ومنها أجهزة شبكات المخابرات الأسرائيلية المتنوعة، وكذلك شبكات المخابرات الأمريكية في اطار المجمّع الفدرالي الأمني الأمريكي، حيث الأخير ما هو الاّ بمثابة صدى عميق ودائم للمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي وحكومته الأثوقراطية الخفية، حيث الأخيرة بمثابة(الفلك أسد)لجنين الحكومة الأممية (ملتقى المتنورين)من اتباع الصهاينة اليهود والصهاينة العرب والصهاينة المسيحيين. أضف الى ذلك اهتمامات متنوعة لشبكات المخابرات الغربية الأوروبية، كل ذلك بسبب الدور المركزي الهام الذي ظلّت ومازالت تلعبه سوريا بنسقها السياسي وديكتاتورية جغرافيتها، بالرغم من الحرب الكونية العالمية عليها، في ضبط وتشكيل وتشكل التوازنات الجيو – سياسية الشرق الأوسطية والدولية، وكدولة اقليمية ذات أدوار حيوية في مجالاتها الحيوية، وفي توجيه مفاعيل وتفاعلات متغيرات الصراع العربي – الأسرائيلي، بكافة مكوناته وملفات قضاياه الأساسية، حيث اختصره البعض منّا مع كل أسف وحصرة من بعض القادة العرب الى النزاع الفلسطيني – الأسرائيلي، والفرق في ذلك واضح كالشمس، هو فرق بين الثرى على الأرض والثريا في السماء الدنيا. كذلك أدوار دمشق في توجيه مفاعيل، متغيرات الشعور القومي العربي وبكافة مكوناته، وملفات قضاياه المتعلقة بالعمل العربي المشترك، وبناءات الهوية القومية العربية من جديد وتقاطعاتها، مع بناءات الهوية الأسلامية، كذلك الدور السوري الواضح، في توجيه متغيرات ردع النفوذ الأجنبي على المنطقة، بأشكال استعمارية تستسيغها الأذن العربية، وتحت عناوين الديمقراطيات، وحقوق الأنسان والحريّة، والحاكميات الرشيدة ... الخ، وما زالت تقوم بتوجيه متغيرات ردع هذا النفوذ الأجنبي ومنذ بدء حدثها الأحتجاجي السياسي. انّ شبكات المخابرات المختلفة لمحور واشنطن – تل أبيب ومن ارتبط به من العربان، وباقي الحلفاء الغربيين الأوروبيين، تركز على عامل فهم تأثير العامل السوري، ان لجهة اخراج دمشق من دائرة الصراع العربي – الأسرائيلي عبر الحدث الأحتجاجي السياسي السوري، لأنهاء هذا الصراع والى الأبد، وان لجهة اخراج سوريا من دائرة الشعور القومي العربي، لأنهاء المشروع القومي النهضوي العربي، وهو شرط موضوعي لتفكيك تماسك المنطقة العربية، وتحويلها الى كيانات مفككة، يمكن اخضاعها بكل سهولة للنفوذ الأسرا- أمريكي بمساعدة الحركة الوهابية، حيث الأخيرة تعد أكثر خطورة من الصهيونية العالمية على سلامة العقيدة الأسلامية وسلامة العلاقة مع الخالق الله تعالى، كل ذلك من أجل ضبط تأثير العامل السوري ليصار الى انهائه لاحقاً، أو على الأقل اضعافه ونسقه السياسي، ثم تحييد دوره بشكل مؤقت، ليتاح لاحقاً السيطرة عليه. انّ سياسة العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لجهة المنطقة العربية بساحاتها القطرية المختلفة، تمتاز بفعل مشترك مزدوج، فنجد حكومة الولايات المتحدة الأمريكية قد ركبت على حصان الحراك الشعبي العربي وعملت وتعمل على توظيفه، لصالحها ومصالحها في المنطقة، فهي كما تقول ماكينات اعلامها المختلفة، وبعض من اعلام بعض الساحات السياسية المتحالف معها، أنّ واشنطن تسعى الى نشر الديمقراطيات المفتوحة، وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة، وتؤيد الملكيات الدستورية المقيدة في المنطقة العربية، باعتبار الأخيرة نوع من الديمقراطيات. الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في العالم والمنطقة، يسعون بجد وثبات الى تغيير وتبديل، أنظمة الحكم التي تشكل( سلّة) من العوائق والمعطيات، والتي من شأنها اعاقة انفاذ السياسة الأمريكية والأوروبية في المنطقة والعالم، حيث الأستبدال بوجوه جديدة مستحدثة، فيها سمات السياسات الأمريكية والأوروبية الخارجية، ويقود ذلك الى جعل تلك الأنظمة الجديدة، ذات الوجوه المستحدثة أو المستنسخة، تحت سيطرة وانفاذ الرؤية الأمريكية والأوروبية. كما أنّها بعمليات الأستبدال هذه، والأحلالات بآخرين موالين لواشنطن والغرب، يتم ضمان السيطرة الأمريكية – الغربية، على النفط والثروات الطبيعية في البلدان العربية، مع التمتع بنفوذ كبير وعميق على المواقع الأستراتيجية وممرات المياه المختلفة، وما شهدته وتشهده الساحات السياسية العربية، ان لجهة الضعيفة منها، وان لجهة القويّة على حد سواء، وما يتم التحظير له في المستقبل لبعض الساحات العربية الأخرى، عبر المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي لجعلها ساحات حلول، لمخرجات حلول متعددة، كل ذلك بمثابة وصفة سياسية اجتماعية أمنية محكمة، لأضعاف تلك الأنظمة الحاكمة هناك، ومن شأن تداعيات الحراكات الشعبوية فيها، أن تؤسس لخارطة طريق أمريكية لأستبدالها، خاصة مع ازدياد عدد القتلى والجرحى، وبشكل دراماتيكي يومي ودائم، وتصعيدات للعمليات الأجرامية المتعددة الأطراف الخارجية، والمتقاطعة مع ما هو في الداخل القطري( بضم حرف القاف وتسكين حرف الطا) لساحات الأحتجاجات السياسية المختلفة. وقطرنا الأردني ونسقه السياسي ومؤسساته المختلفة في عين العاصفة الصامته وفي ذهن BILDERBURG ذراع المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، فماذا بالنسبة للفولذة الداخلية والعناية الفائقة بالطبقة الوسطى من قبل صاحب القرار، حيث ذابت وصارت في خبر كان ومان، ليصار الى الأستمرار والحياة والحفاظ على المكتسبات لكافة المكونات، حيث الطبقة الوسطى بمثابة عامل التوازن الذي يحافظ على الصراع الطبقي داخل ديمغرافية المجتمع الأردني وأي مجتمع آخر، ان لجهة السكّان وان لجهة الجغرافيا. ولا بدّ من الأشارة الى نقطة مركزية حيوية، لجهة ما يجري من حراك شعبي، هو أنّ المعارضات العربية بشكل عام، ليس لديها برامج محددة لأنقاذ الأوضاع الجارية والخروج من الأزمات، بل على العكس تماماً، نجدها تلك المعارضات المزدوجة الأهداف، تسعى الى استخدامات الأزمات كأسلوب ادارة متقدمة، لأزمة صراعها مع أنظمة الحكم التي تواجهها وتحت عناوين الفساد والأفساد وما الى ذلك. وهي بذلك قطعاً، من حيث تدري ولا تدري، وكأنّها تتساوق مع رؤية الغرب الأوروبي وواشنطن، حيال حراك الشارع العربي، حيث الغرب وأمريكا، لا يسعون الى انفاذ سياسات الأحتواء لما يجري، ومساعدة كلا الطرفين – الأنظمة والشعوب – للوصول الى تسويات حقيقية مفصلية دائمة تجدد نفسها بنفسها، من أجل الحفاظ على استقرار الساحات، بل على عكس ذلك تماماً، وبالمطلق تتموضع بنوك الأهداف والمعطيات والأعمال والرسوم البيانية، في قياسات نبض التصعيدات، لجهة المزيد من استفحال الثورات العربية، مع توظيفاتها المتعددة كخادم ومزوّد، لتنتج الفوضى الخلاّقة وعدم الأستقرار، لبناء الملفات الأنسانية والأمنية والعسكرية، ولحماية المدنيين، وفرض مناطق حظر الطيران الجوي، وخطوط طول وعرض مصطنعة، ليصار الى تدخلات أممية عسكرية، وتحت سمع وبصر الأمم المتحدة، والتي صارت هيئة أممية منتهك عرضها وشرفها وأخلاقها، من قبل العم سام وأعوانه الأوروبيين. أدوار جديدة لحلف شمال الأطلسي ومن تحالف معه من العرب، في المسارح الإقليمية والدولية، تمّ في السابق هندسة بعضها ونفّذ، وينفذ المتبقي الآن، ويتم هندسة الآخر منها، هذا الأوان الشرق الأوسطي المتحرك، وبعد حراكات الشارع العربي، بالإضافة إلى أنّه تم وضع، عقيدة أمنية إستراتيجية جديدة للحلف، بعناصر مختلفة متعددة، لإجراءات ترتيب المسرح في المنطقة، حيث هناك تطورات جديدة، في سيناريو أدوار حلف الناتو في الشرق الأوسط، عبر متتاليات هندسية توزيع الأدوار، السياسية والدبلوماسية والمخابراتية والعسكرية. فالاتحاد الأوروبي يركز لجهة القيام بحصر جهوده، في استخدام الوسائل الدبلوماسية: السياسي والاقتصادي والمخابراتي – الدبلوماسي، بينما حلف الناتو يركز لجهة القيام، بحصر جهوده في استخدامات الوسائل العسكرية – المخابراتية، وبالفعل تم إسقاط ذلك هذا الأوان العربي على سورية، حيث هناك سعي محموم لفرض، المزيد من العقوبات على دمشق، عبر استهداف بعض من الأطراف السورية الاعتبارية، عبر الشخوص الطبيعيين الذين يمثلونها، وهذا من شأنه أن يتيح إلى فرض المزيد من العقوبات خلال المرحلة القادمة، بعد فرملة الأندفاعات العسكرية الأمريكية لجهة دمشق بعد المبادرة السورية – الروسية حول الكيميائي السوري، ومع محاولات حثيثة إلى تطوير العمليات السريّة لأجهزة الأستخبارات المختلفة لجهة الداخل السوري، ولجهة دواخل دول الجوار السوري، ومنها الساحة الأردنية واللبنانية. هذا وتشير المعلومات والمعطيات، إن حلف الناتو سعى ويسعى إلى استغلال وتوظيف موارد، حلفاء الناتو الشرق أوسطيين، بما فيهم بعض العربان، لصالح أهدافه التكتيكية والإستراتيجية، وذلك عبر توظيف واستخدام القدرات الإعلامية لحلفائه، لجهة القيام باستهداف خصومه، لتسخين ساحاتهم سواءً القوية أو الضعيفة، وجعل البعض منها ساحات حلول، لموضوعة مخرجات الصراع العربي – الإسرائيلي، عبر التقارير المفبركة والمنتجة، في استوديوهات غرف البروباغندا السوداء، مع توظيف قدراتهم المالية - أي الحلفاء - في تمويل، العمليات السريّة الأستخباراتية لجهة بعض الساحات السياسية العربية، كبنك أهداف لجنين الحكومة الأممية BEILDERBURG . بعبارة أخرى، إنّ الفهم المشترك هو: أن يسعى هذا الحلف إلى توظيفات واستغلال موارد حلفائه، لجهة القيام باستهداف الخصوم، والقضاء المبكر الأستباقي عليهم، قبل أن تتصاعد قدراتهم المختلفة، بما يجعلهم يشكلون خطراً حقيقياً، على الحلف وتحالفه مع الآخر بعض العرب وبعض الغرب، حيث الآخر من بعض البعضين أدوات للأول. وتقول المعلومات، إنّ شبكات المخابرات البحثية للحلف، بحثت مؤخراً متغير الدور الأمني الخاص بحلف الناتو، في منطقة الشرق الأوسط بعد الثورات الشعبية العربية، وبعد الأستعصاء على التغيير في سورية من زاوية الغرب وحلفه العسكري، بسبب تماسك الدولة الوطنية السورية بنسقها السياسي وشعبها وتماسك الجيش العربي السوري ومؤسساته الأمنية والأستخباراتية وتماسك الموقف الروسي والصيني والأيراني وتماسك جل دول البريكس ازاء الموقف من سورية وحدثها، وعلى أساس عدد من الاعتبارات المتنوعة المذهبيات، والتي تجمع بين مفاهيم المدرسة الإستراتيجية – الاقتصادية، والمدرسة العسكرية – السياسية، والمدرسة المخابراتية – الدبلوماسية، مع ضرورة تقديم المبررات المهمة، لجهة التأكيد لاعتماد حلف الناتو، للقيام بمهام حفظ الأمن والاستقرار، وحماية مصالح الأعضاء الحيوية في المنطقة، ومن تحالف معهم من الدول الأخرى – دول الأدوات
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
mohd_ahamd2003@yahoo.com