الموافقة على المصالحة، جاءت استجابة لدعوات سعودية، والرياض على ما يبدو باتت اضعف أمام حكام وسياسات مشيخة قطر، والنظام السعودي يخشى ثوران العديد من بؤر التفجير الموجودة في الساحة السعودية، وهي متخوفة من دسائس الدوحة وما تمكنت من تجنيده من الارهابيين والخلايا الارهابية لتدفع بها الى ساحات معنية باثارة الفوضى فيها.
التساؤل المطروح، هو ، هل المصالحة بين القاهرة والدوحة ستنطلق استجابة لدعوات السعودية، أم أنها ستراوح مكانها في المحطة الاولى ، بدون التقدم الى الامام، أو التراجع الى الوراء.. وهل المصالحة هي مجرد دعوة، وستبقى دون تفعيل، أم أنها ستنطلق بخطوات تدريجية لبناء الثقة واثبات حسن النوايا، وفي حال اجتازت محطات التعزيز في العلاقات، فهل سينعكس ذلك على العلاقة بين مصر وحركة حماس..؟
تقول دوائر سياسية لـ (المنــار) أنه اذا كان هناك حراك في ملف المصالحة القطرية ـ المصرية، واتخذت مشيخة قطر قرارا بعدم "الاستثمار" أكثر في المجموعات الارهابية داخل مصر، أو على الاقل تأجيل أي تصادم مع القاهرة حتى تنتهي العوامل والدوافع التي من أجلها تحققت المصالحة بين النظام السعودي والمشيخة، وفي مقدمتها الخوف من ارتداد الارهاب والجهود الأمريكية في الحرب على داعش، فان هناك احتمالا بتعرض جهود المصالحة للفشل، فمشيخة قطر تبقى أسيرة الدور الموكل اليها، وهو دور تخريبي.
ولكن، هل تلجأ مشيخة قطر، في حال انطلق قطار المصالحة مع مصر الى أن تقوم بدور الوساطة بين القاهرة وحركة حماس في غزة؟ فقطاع غزة هو الملعب الخلفي لمصر، وهو قنبلة موقوتة لا أحد يدري متى ستنفجر، هذا ينعكس سلبا على الوضع في سيناء، وهناك ضرورة لتعاون حقيقي بين الحركة ومصر، في موضوع ملاحقة الجماعات السلفية الموجودة داخل قطاع غزة، ولا يوجد هناك ما يدفع حماس الى الاصطدام مع هذه الجماعات.
ويرى مراقبون أن النظام السعودي معني بعلاقة قوية مع مصر، لكنه، في نفس الوقت لن يقبل بأن تستعيد القاهرة دورها، وبالتالي، هذا النظام اذا ما استعاد علاقته مع مشيخة قطر، فانهما سيتحالفان من أجل اضعاف دور مصر، ومحاصرته، فالعداء بين القاهرة والرياض تاريخي.