2024-04-25 01:51 م

داعش وهم تغذية أموال الخليج ...

2014-10-23
بقلم: جمال العفلق
إنــــه مشروع حدود الدم الذي رسمته المصالح الصهيونية منذ عقود للمنطقة ، اليوم توج بداعش الوهم ، كيان إرهابي قوامة مرتزقة وممولة حكومات تملك أموال طائلة . تلك الحكومات الفاسدة أخلاقيا" وسياسيا" الخادمة للمشروع الصهيواميركي الهادف الى تعزيز أمن ما يسمى إسرائيل والضامن الوحيد لاستمرار الحياة في اقتصاد أميركة الاحتكاري الذي بني على حساب الشعوب الفقيرة والدول النامية . فعناصر داعش ليس لديهم عقيدة ( دينية – أو مذهبية – أو سياسية ) وما انتشارهم على الأرض الا عملية رسم حدود جغرافية تتم وفق مصالح وأوامر مخابراتية مصدرها واشنطن والموساد الصهيوني ، وما نسمعه من تصريحات تصدر من تركيا أو السعودية او قطر هي فقاعات صابون لا معنى لها لان اللاعب الأساسي هي أمريكة نفسها التي تريد الهاء الرأي العام الداخلي الأمريكي والرأي العام العالمي إنها غير مسئولة عن هذه الأحداث الدموية وأنها تتحاور مع الحلفاء الوهم حول كذبة محاربة الإرهاب . فالجميع يعلم تماما أن من يحكم الخليج ويخطط سياسته الخارجية هي الإدارة الأمريكية نفسها ولو عدنا الى زمن ليس بالبعيد نسبيا هو زمن حكم الشاه لإيران لوجدنا أن سياسة الخليج اتجاه إيران كانت تحت عنوان إيران الجار والصديق ولكن الأمر تغير بعد الثورة الإيرانية للتحول إيران إلى خطر ويجب معاداتها ومنع توسعها !!!! لان أميركا كانت تطلق على حكومة الشاه الإيراني في سبعينيات القرن الماضي اسم شرطي الخليج الذي كان يؤمن مصالحها النفطية بالمنطقة وبسقوطه وانتصار الثورة الإيرانية وإعلان موقفها من ما يسمى إسرائيل كان يجب أن تتحول السياسة الأمريكية من خلال مكاتبها وخصوصا في الرياض كونها تمثل الكتلة الأكبر والمتحكمة بالخليج . ولهذا كان يجب صنع داعش الوهم اليوم بعد تعزيز فكرة الإسلام الأمريكي كما تحب أن تسميه أميركا وبمال خليجي وعناصر مرتزقة أكثرهم جاؤوا من مناطق يسيطر عليها المال الخليجي الذي افسد أصحابة وحولهم إلى وحوش بشرية لا تدرك حجم الجرائم التي يمارسونها بحق الإنسانية ، فالسعودية مثلا تتفاخر أنها طرحت مشروع إنشاء أربع مدن صناعية في السعودية بقيمة سبعين مليون دولار سيتم على مراحل في حين أنها دفعت أي السعودية نفسها مئات الملايين من الدولارات وفورا لحساب داعش ودعم الإرهاب لتدمير سورية وخنق المقاومة التي تحارب المشروع الصهيوني ، ومن أجل تحقيق هدف أميركا والصهيونية في تنفيذ مشروع التقسيم الذي مازال هو الشغل الشاغل لتلك القوى . فضربات التحالف الجوية لم تضعف داعش وبنفس الوقت فرصة القضاء على داعش ممكن لو أن أميركة فرضت على تركيا السماح للأكراد بدعم إخوانهم في عين العرب حيث الصمود الأسطوري لكوباني اليوم يثبت أن داعش الوهم يمكن قهرها برغم الضخ والدعم الذي تتلقاه من قطر والسعودية وتركيا ... ولن نكون واهمين إذا قلنا أن أميركة أيضا تدعم داعش وترسم لها تحركاتها العسكرية على الأرض . أما الطرف المعني بهذه الحرب مازال يمارس سياسة التكتم والعمل بصمت دون تلك الفقاعات الإعلامية فالتنسيق الروسي الإيراني السوري يعتمد على تحقيق نتائج عملية لا فقاعات إعلامية فضرب البؤر الإرهابية في الداخل السوري هو المهمة الأولى لمنع اي تمدد جديد لتلك العناصر الإرهابية أو السماح لها بالتواصل فالثقل الحقيقي للجبهة السورية سيكون على محور الجنوب حيث تتربص إسرائيل منتظرة الفرصة لدفع عناصرها لدخول دمشق . وقد استطاع حلف المقاومة اليوم تحديد إطار المعركة وتحجيم دور تلك العناصر انطلاقا من حدود لبنان إلى حدود الأردن عبر غوطة دمشق ، فقد تطول المعركة أو تقصر فالزمن ليس عامل مهم بقدر النتائج التي يجب أن تتحقق على أرض الواقع . فداعش (( الوهم )) تُضرب اليوم وتُستنزف رغم الدفع الخليجي والتسويق الأمريكي لها لأن فكرة المناطق العازلة التي تقترحها تركيا إذا ما طبقت ستكون فاتحة الحرب الجديدة التي ستعيد الاصطفاف من جديد .... وسوف تدفع كل من تركيا والسعودية الثمن قبل سورية . واختيار السعودية اليوم توقيت إعلان حكم الإعدام بالشيخ النمر هو دليل تخبط وتسارع نحو الهاوية لا دليل قوة فالسعودية تعلم اليوم إنها مصدر الاحتقان المذهبي وهي التي ستُجبر بالنهاية على الرضوخ لان العالم لم يعد يحتمل هذه البدائية البذيئة في التعامل مع الدول .

الملفات