2024-03-29 01:42 م

نجاة مصر من الفخ الأمريكى ـ الداعشى

2014-09-16
بقلم: وجدي زين الدين
الموقف المصرى أكثر من رائع بشأن التعامل مع تنظيم «داعش» الإرهابى.. صانع القرار المصرى تعامل بحكمة بالغة وبندية قوية، هذا ما أظهرته الخارجية المصرية فى اجتماع جدة العربى ـ الأمريكى بشأن إعلان الحرب على داعش..

مصر قررت ألا تشارك فى عمل عسكرى ضد هذا التنظيم الداعشى خارج البلاد، وكان الرد المصرى واضحاً وصريحاً وهو أننا نواجه العدو نفسه في الداخل، على اعتبار أن الإخوان الإرهابيين هم أصل كل التنظيمات المتطرفة فى كل أنحاء العالم.. لا يخفى على أحد أن «داعش» صناعة أمريكية بحتة وقد نشطت أفعالها الإجرامية، فى العراق وسوريا وليبيا، بعد ثورة المصريين العظيمة فى «30 يونية» وإعلان الحرب على الإخوان الإرهابيين.
هذه الصناعة الأمريكية كانت رد فعل عنيفاً على الموقف المصرى من إسقاط الإخوان والحرب عليهم، الذراع التنفيذية لأمريكا فى مصر والمنطقة العربية لتنفيذ المخطط الصهيونى ـ الأمريكى المسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد.. وهو مشروع إعادة تقسيم المنطقة العربية الى دويلات صغيرة ضعيفة، أكثر من الضعف العربى الكائن بالفعل، لفرض سيادة إسرائيل على المنطقة العربية بأسرها.. ولما خيب المصريون ظن أمريكا وعملائها، واندلعت أعظم ثورة فى تاريخ البشرية يوم «30 يونية»، أصيبت الولايات المتحدة بخيبة أمل كبرى وتم منع تنفيذ مخططها الشيطانى، وكانت النتيجة الفورية أو رد الفعل على ذلك هو تنشيط تنظيم داعش، فى محاولة لاستكمال المخطط الذى أوقفته إرادة الشعب المصرى العظيم ومؤسسته العسكرية الوطنية.
ولأسباب لا يقبلها العقل والمنطق وهو مصرع أو قتل صحفيين أمريكيين ثارت أمريكا وقررت بعد ذلك إعلان الحرب على «داعش» وتصادف ذلك مع هوى بعض الدول العربية فى الخليج، وتم الحشد لمؤتمر جدة الذى تبنته الشقيقة السعودية وبمشاركة مصر والأردن ولبنان.. لا أحد على الاطلاق يمانع فى إعلان الحرب على الإرهاب بل هو واجب وطنى مهم ولا أحد يرفض القضاء تماماً على تنظيم داعش أو غيره من الجماعات الإرهابية.. لكن يبقى التساؤل المهم: لماذا أعلنت أمريكا الحرب على داعش وهو صناعتها وذراعها بعد الإخوان فى المنطقة العربية؟!... لماذا انقلب السحر على الساحر؟!.. ماذا تريد أمريكا بالتحديد؟!
هل الولايات المتحدة تابت وأنابت ورجعت الى الله وعاهدته ألا تعود مرة أخرى للاستعانة بالإرهاب وأنصاره لتنفيذ مخططاتها الشيطانية؟! بالطبع لا.. لا أمريكا تابت ولا أنابت ولا رجعت الى الله، ولن يهدأ لها بال حتى تحقق مصالحها العليا وتنفيذ مخططاتها، والسعى بكل السبل لأن تنتقم من المصريين الذى قاموا بأعظم ثورة فى التاريخ.. هذه الثورة العظيمة ليس لإسقاط الإخوان الإرهابيين فحسب، وإنما ثورة رائعة ضد مخططات أمريكا الرامية الى تقسيم مصروإحداث الفوضى والاضطراب على أراضيها. الولايات المتحدة تدرك أن العار لحقها بعد هزيمتها  الساحقة أمام إرادة المصريين التى لا تعادلها أية إرادة.
أخرجت أمريكا العفريت الجديد ـ داعش ـ فى المنطقة العربية، ثم تعلن بعد ذلك الحرب عليه، بالاشتراك مع العرب أنفسهم، وتعلن أنها تعتزم توجيه ضربات عسكرية ضد التنظيم فى العراق وسوريا، ونصبت فخاً لمصر فى محاولتها إشراك الدولة المصرية فى الحرب على داعش خارج حدود البلاد!!!..ولأن مصر الحديثة وصانع القرار المصرى يدرك كل هذه الألاعيب، لم تمانع مصر من المشاركة فى أية مؤتمرات أوأعمال ضد الإرهاب، لكن محاولة توريط مصر وجيشها فى عمليات عسكرية خارج البلاد كان نصب عين القرار المصرى،وأعلنت القاهرة صراحة على لسان سامح شكرى وزير الخارجية، أن مصر لن تشارك فى أى عمل عسكرى ضد داعش خارج الأراضى المصرية..وكانت الحكمة المصرية صائبة عندما تم الإعلان أن مصر تواجه العدو نفسه فى الداخل على اعتبار أن الإخوان هم أصل داعش وخلافه من التنظيمات الإرهابية والتى يعود منشؤها كلها من صناعة المستعمرين وأعداء الأمة العربية.
هذا الموقف المصرى الرائع أشعرنى وأشعر كل مصرى وطنىأن مصر بدأت بناء الدولة الحديثة، بالتخلى تماماً عن أية تبعية وأن مصلحة الوطن هى أساس القرار المصري ولا غيره،ونجت البلاد من الفخ الأمريكى فى توريط مصر فى كوارث جديدة تحيكها أمريكا والصهيونية ضد المصريين.
‏ wagdyzeineldeen@yahoo.com
عن "الوفد" المصرية