2024-03-29 10:28 ص

فاقد الشيء لا يعطيه

2014-09-16
بقلم: عبد الفتاح السعدي
لن يموت المتحضّر ، كيما يعيش الجاهل ، ولن يعيش من سرق النفط ؛ ليحْرِقَ به الحضارات ، ولن يفلح من فقد الأخلاق بحياة الرفعة والرفاه ؛ لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه ، بل يمتصّ بجهله العار الأبديّ ؛ ولأنّ غناه عارض ووجوده عَرَضٌ يسبب العار ويجلب الويلات ، وها هي البشرية تنكوي بمدية الجهل ودعم البرابرة ، وتهليل الآكلين والشاربين بدماء الأبرياء ، وهم يعلمون من أعني إذ عنيت , فعارهم ساكن فيهم ، وهم رِمامةُ القرون ، وقد عبَّرَ عنهم سيّدهم حين قال : إذا مات الأعرابُ ماتتِ الخيانة . وبالمقابل هُوجِمَ شخصٌ شريفٌ - يُكنَّى بالأسد - هُوجِمَ ؛ لأنه حارب الصهاينة ، هُوجِمَ بكل ما تمتلكه يد الخيانة ، وعقلها من سلاح وغدر وخداع وذبْحٍ وسفكٍ ، فعلّمَهم أنّ طعم الكرامة سرٌّ لا يذاق إلا بحواس الشرفاء . ووقف صامداً على الرغم من الجراح والغدر والتدمير ، وكان غيرُ ذلك أسهلَ عليه ، فأبى إلا أن يصمد رافعاً أزرَ الشباب الوطني المتفهّم لما يُدار ، والعاشق لوطنه ، ونسائم كرامته ، فشتَّت شملهم ، وفضح ألاعيبهم وأراهم خبث خِدعَهم الإعلامية الغادرة ، وردّها عليهم ، فمكَّنَ الشرفاء من احتقارهم على مستوى الوطن والعالم . فليعشِ المتحضّر وليمتِ الجاهل ؛ فبشرى لكم أيّها السوريون وأنتم تحيكون للكرامة ثوبها الجديد ، وأنتم تدفنون وجوه الجهلاء ، وأحقادهم تحت أقدامكم ، لقد صنتم منحة الله ، فبارككم ، وأذلّ المنافقين 
 * كاتب وشاعر عربي فلسطيني سوري

الملفات