2024-04-19 03:21 ص

الوردية منارة تعليمية ساطعة في سماء القدس.. أقوى من التجني والعبث!!

2014-08-30
القدس/المنــار/ في هذه المرحلة الحرجة والمفصلية يتجدد الهجوم والتجني على قلعة من قلاع القدس وحصن من حصونها، وأحد شواهد المدينة المقدسة ، هذه القلعة هي المدرسة الوردية، أحد أهم المدارس في المدينة، صاحبة العطاء المتواصل والمتجدد منذ عقود طويلة من الزمن.
هذه المنارة الساطعة تتعرض منذ فترة الى تجنٍ وانتقاد ظالم غير بناء من أدعياء، تدفعم الأحقاد الشخصية والمنافع الذاتية، والجهل في الدين والعلم دون وعي أو ادراك... هذه الهجمات تاتي في ظل اهمال كبير وجهل مطبق من جانب السلطة ومؤسساتها لما يدور في هذه المدينة الجريحة، التي باتت فريسة تنهش من الاحتلال ومن ضعاف النفوس، تحركهم ادوات تعمل لأجندة خبيثة لا يقرها دين ولا علم ولا ايمان ولا قانون.
في مرحلة صعبة، ومشاهد مخيفة مرعبة في المحيط، ومخططات صهيونية يومية للاطباق على هذه المدينة، وإطفاء مناراتها وهدم قلاعها، يجري افتعال أحداث هي في غير صالح شعبنا، وتماسك نسيجه ومتانته، أحداث غريبة عن عروبة هذه المدينة ومواطنيها، لذلك، يطرح تساؤل كبير بحجم المدينة العظيمة، لماذا الان؟! ومن يقف وراء محاولة اشعال الفتنة، وهدم قلاعها الحصينة، كمدرسة الوردية صاحبة الدور الريادي في التريبة والتعليم والاخلاق؟!
المحركون للعبض للتطاول على هذه المنارة التعليمية يتسترون تحت ذرائع واهية، وحجج كاذبة، والادهى من ذلك، أن هذا يحدث باسم الدين السمح الذي هو منهم براء، فالدين ضد الجهل واللاوعي واشعال الفتن، والمس بنصوصه، أو ادخال أمور تافهة يرفضها ولم ترد فيه أو يدعو اليها.
ساحة فلسطين، عنوان المحبة والتسامح، نسيجها الاجتماعي قوي ومصان، والعبث به مدان، ساحة فلسطين ليست كباقي الساحات التي تشهد التخريب والتدمير واشعال الفتن وموضة التحدث باسم الدين والتستر تحت رايته، فالدين واضح وتعاليمه أوضح ورسالته سامية، ولا يجوز التعاطي مع هذه التعاليم بسطحية ومنفعة ذاتية ، وبأحقاد شخصية تعتمل في صدور من يحاول اشعال الفتن لا يقبل بها الدين ويلفظها.
ساحة فلسطين أسمى من أن يمزق نسيجها الاجتماعي فئة لا تعرف من الدين الا القشور، ولا تحسن فهم وقراءة ما يتضمنه ويدعو اليه، فكيف لهؤلاء أن يتحدثوا باسمه، وينصبون أنفسهم أوصياء عليه؟!
لمدرسة الوردية نظامها، منذ تاسست قبل عقود طويلة، نظام يحرص على كل من يطرق أبوابها طليا للعلم، والعبث به، يعني محاولة خبيثة لهدم هذه المنارة الساطعة في سماء القدس، والذين يرفعون راية المنديل "غطاء الرأس"، عليهم التعمق في الدين، وسؤال أهل العلم والايمان، فهذا الموضوع لم يرد في الدين، وقام الازهر الشريف، المنارة الدينية على مدار العصور أصدر من الكتب والنشرات ما يؤكد رفض الدين لهذه البدعة التي يتمسك بها الجهلة، ويريدون تمريرها في متجمعنا بهدف التجهيل والتعمية، والاتخاذ من ارتداء "المنديل" حجة ذوريعة، للوصول الى ما هو أبعد من ذلك، في مجتمع يتعرض للتحدياتن والمحن من جانب الاحتلال.. مجتمع يرفض الانشغال بمقولات كاذبة تافهة، ويرفض أن يمرر الصغار أهدافهم الشريرة.
ما تتعرض له مدرسة الوردية، قد يحرق الكثير، ويشعل فتن نحن بغنى عنها، ويتبرأ منها شعبنا، الذي حافظ على امتداد وجوده على وعية ونسيجه الاجتماعي السليم الخالي من الادعياء والجهلة، فلترفع الايدي الظالمة عن هذه المنارة التعليمية، وليتوقف البعض عن التحدث باسم أمور الطالبات، هؤلاء مدعوون الى الخروج من دائرة الاستخدام الخبيث من جانب فئات تضمر الشر لشعبنا، وتتساوق مع مخططات التهويد الخبيثة وتتواءم مع ما يهدف اليه الاحتلال الظالم لفلسطين، ولهذه المدينة المقدسة، ومطلوب من ابناء شعبنا الدفاع عن قلاعهم، وزج المدعين، الجهلة، الذين لا يعرفون من الدين الا اسمه.
وتحية، للوردية، ودورها الريادي والقائمين عليها، والأفواج التي تتخرج من هذه المدرسة، والمواكب العظيمة التي تنطلق الى الحياة بجدارة وقوة ووعي خير شاهد على الدور العظيم البناء الذي تضطلع به هذه المؤسسة التعليمية.
وأخيرا، ليس من المعقول أن يتسبب جهل البعض وعدم وعيه، وانجرافه واغوائه في تدمير مؤسسة تعليمية هي من معالم القدس وشواهده، وتوجيه ضربة للسنة الدراسة التي بدأت في المدينة، ولا يعقل أن يدفع البعض المستأجر والمتحول الى اداة في أيدي أصحاب الأجندات المشبوهة بأكثر من ألفي بنت فلسطينية الى الشارع.
لا بد من وقفة حازمة في وجه اصحاب المصالح والاجندات وحماية الوردية التي تؤدي رسالتها التربوية والتعليمية على أكمل وجه، بحيث تتربع على عرش المؤسسات التعليمية في المدينة المقدسة.
ان ابعاد ما تتعرض له الوردية جدّ خطير، وعناصر الصورة باتت واضحة، ولا بد من وضع حدٍ لتجاوزات تساهم في دعم سياسة التهويد والتدمير التي تنتهجها اسرائيل في القدس، خاصة من اصحاب المصالح الشخصية، واولئك الذين يريدون ركوب موجة يتوهمون أنها ستوصلهم الى مقاعد في مؤسسات السلطة.