2024-03-29 03:12 م

تنظيم "داعش" الارهابي.. القصة كاملة!!

2014-08-09
القدس/المنـــار/ حصلت (المنـــار) على معلومات تتعلق بتنظيم داعش الارهابي، من هي الجهة والجهات التي قامت بتشكيله، وأسباب وأهداف ذلك. وما هو الدور الارهابي الذي قام به التنظيم المذكور والجهات التي وقفت وراء تشكيله وتمويله، والقلق الذي ينتابها الان، جراء عدم قدرتها على السيطرة على عناصر هذا التنظيم وقياداته؟!
تقول هذه المعلومات، أن السعودية اعتبرت تنظيم داعش الارهابي الذي أقامته بمشاركة أمريكية بوتيرة متسارعة عالية مع هبوب ما يسمى بالربيع العربي "وهو من صنع أمريكي اسرائيلي وتمويل خليجي" سلاحا في يدها يخدم مصالحها ويبقيها خلف الستار، كذلك من بين أهداف اقامة هذا الجسم المسلح بطابع اسلامي يضم الاف المرتزقة من جميع انحاء العالم، مواجهة صعود نجم حركات اسلامية اخرى، وخاصة جماعة الاخوان التي أيدت في وقت ما هذا التنظيم وتعاونت معه، قبل أن ترتطم الجماعة بنكسة 30 حزيران في مصر.
المخابرات السعودية بزعامة بندر بن سلطان قامت بتكوين هذه النواة "داعش" وسرعان ما تحولت الى سيل جارف، من مرحلة مدها بالعناصر من جميع أنحاء العالم، وتزويدها بالمال والسلام، وكل مقومات البقاء، مع حرص الرياض أن يبقى أنبوب الاكسجين الذي يسمح باستمرارها في اليد السعودية.
وقام هذا التنظيم الارهابي بدور قذر في الساحة السورية، واختار عناصره التمركز في المناطق الحدودية، فأزال الحدود واعتمد على سياسة "المد الخلفي" بالسلاح والمرتزقة، والتنقل بين البلدان، فهذا ما قام به في الموصل بالعراق ولهذا السبب سيطر عليها، من هنا، كانت تنقلاته تتم في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، ولهذا السبب أيضا ـ كما جاء في المعلومات التي حصلت عليها (المنــار) ـ سيسعى تنظيم داعش الى "خلط الحدود" مع الاردن، وهذا ما يقوم به حاليا في لبنان.
لكن، السعودية التي اقامت هذا التنظيم بضوء أخضر أمريكي فقدت السيطرة على قادة هذا التنظيم، وسقطت ورقة التأثير الوحيدة "ورقة المال" ، وسقوط هذه الورقة أطاح بالأمير بندر بن سلطان، فخرجت قيادات داعش من طوع آل سعود، وتحديدا المخابرات السعودية، وبالتالي، تخشى الرياض الان "لدغة الثعبان" الذي دربته ورعته، فمعظم خريجي تنظيم القاعدة الذين كانوا يقضون محكومياتهم في السجون السعودية هم نواة تأسيس هذا التنظيم الارهابي، ومن خلال علاقاتهم وبتسهيل من المخابرات السعودية تحققت عملية تشكل وتكوين هذا التنظيم ، ووفرت أمريكا العديد من التسهيلات لتحقيق النمو السريع لداعش، وقامت السعودية والولايات المتحدة بضخ خريجي القاعدة من العديد من السجون الى الساحتين السورية والعراقية، وعملوا بالتزامن على بناء محورين في التنظيم، الاول المحور السوري لتنظيم داعش، والثاني المحور العراقي، وكل منهما يكمل الاخر.
التنظيم الارهابي خرج في النهاية عن الادارة السعودية وتمرد على الرياض ومن هنا جاء السقوط المدوي لبندر فالغضب الامريكي والغضب السعودي على هذا الفشل دفع الرياض وباتفاق مع واشنطن الى سحب ملف الاشراف على جهاز الاستخبارات من الامير بندر وأبقى الجانبان الامريكي والسعودي الملف العراقي مضطرين في يد بندر، بسبب تشابك وتعقيدات هذا الملف، وذلك في محاولة اعادة السيطرة وخلق الانضباط الكافي في صفوف المجموعات الارهابية التابعة لتنظيم داعش.
لكن هذه المهمة صعبة وشبه مستحيلة. واستمر التنظيم في تمرده وبشكل ملفت ووصل الامر الى أنه بات يهدد أمن السعودية ، وضباط الاتصال السعوديين.
وهذا التحول بدا منذ السيطرة المدوية للتنظيم على الموصل، وحقول النفط هناك، ووضع اليد على البنك المركزي في المدينة، يضاف الى ذلك، عمليات الاتجار غير المشروعة بأنواعها المختلفة، ابتداء بالمخدرات والاتجار بالاعضاء البشرية.
والهدف الذي من أجله تشكل تنظيم داعش الارهابي على يد السعودية والولايات المتحدة هو ضرب الساحات العربية، واشعال الفتن الدموية والفوضى بين اهلها، وصولا الى تقسيمها.
وتضيف المعلومات أن هناك أسرارا وراء ما يسمى بـ "الكماشة" بين العراق وافغانستان، وتفيد هذه المعلومات بأن الهدف الاساس من وراء اقامة التنظيم الارهابي بـ "داعش" هو ايران، وكان مخطط منذ بداية تشكيله بناء جيش من المرتزقة تقف وراؤه السعودية وامريكا للضغط على ايران واشغالها، وأن يتعاظم هذا الدور بعد أن تنسحب القوات الامريكية من افغانستان مع حلول العام 2016، فتصبح ايران محاصرة بمجموعات وهابية تكفيرية سواء من ناحية العراق أو افغانستان.
ويطرح محللون: كيف ينعكس هذا الفشل في ادارة ملفات أخرى في المنطقة على مستقبل الدور السعودي في الشرق الاوسط، وتحديدا في المنطقة العربية؟!
يقول المحللون، ان هناك حركة "تصحيحية" لاعادة ضبط الامور في مفاصل الحكم السعودي وأركان أجهزته الامنية والاستخبارية، لضمان تماسك حكم العائلة السعودية ومنع انهياره، ويرى المحللون أن الأمير متعب نجل الملك السعودي سيكون من ابرز نجوم هذه الحركة بما يضمن بقاء عائلة الملك عبد الله في دائرة الحكم الفعلي في المملكة، هذا المحور من المتوقع أن يراجع حساباته وسياسة النظام في المنطقة، ففي السعودي احتقان وتوتر وتنافس ينتظر فقط موت الملك، ومتعب المقرب من والده غاضب من بندر بن سلطان الذي وقف وراء تنظيم داعش، ويرى ضرورة التعاون مع أي طرف واية جهة قبل أن يصل "عفريت" داعش الى الاراضي السعودية، وبدون تعاون مع القوى المختلفة في المنطقة لا يمكن للسعودية أن تكون سدا منيعا يمنع تسلل هذا العفريت الى اراضيها.