2024-03-29 11:36 ص

الأخوان المسلمون والوطن!!!

2014-07-26
بقلم: حاتم استنبولي
الوطن والوطنية تعني التزام مجموع فئات الشعب بغض النظر عن انتمآتهم الفكرية والثقافية والعقائدية والدينية بعقد العيش المشترك في اطار المكان والزمان ولذلك فان التعبيرات السياسية المنبثقة عن العقائد يجب ان تخضع لهذا العقد .في الدولة الحديثة سمي بالدستور وفي سيقا سعيها للمشاركة في السلطة السياسة يجب ان تحترم وتخضع لهذا العقد الأجتماعي .... ولكن اين حركة الأخوان المسلمين من هذا ,,,,,,, اولا ان حركة الأخوان المسلمين من حيث الجوهر والسلوك يتعارض فكرها مع مفهوم الوطن والدولة المدنية حيث اعطاء الفكرة الدينية بعد سياسي واستخدامها كواجهة للوصول الى السلطة والأستفراد في ملكية الأحقية الدينية وتمثيلها ,, يفتح الباب امام تفتيت المجتمع وضرب صيغة التعايش المشترك بين كل المكونات الثقافية والعرقية والدينية ويفتح نافذة التعارض بين التيارات الأسلامية واحقية تمثيلها للأسلام وتدخلنا في متاهات فكرية وفقهية وتعيد نبش التاريخ وتناقضاته بين الفرق والتيارات والمذاهب والطرق الدينية وما اكثرها في الأسلام ويصبح سقف التعارض الفكري في المجتمع هو مفهوم الأسلام للقوة المسيطرة على مقاليد السلطة حيث من الممكن ان يكون التعارض سقفه مفهوم دولة العراق والشام للأسلام في المناطق المسيطرة عليها في سوريا والعراق وبين مفهوم الأخوان في تركيا او ما ظهر من تعارض بين التيارات الدينية في غزة وحسمته حماس بقوة السلاح او التعارض بين الأخوان المسلمين وحزب النور في مصر هذا كله في اطار المذهب الواحد في حين نرى الصورة بشكل اكثر حدة بين المذهبين الشيعي والسني .وفي سياق هذا الصراع تحت سقف مفهوم كل فئة للأسلام يفتح الباب امام التناقض التناحري بين جميع الأتجاهات وتعمم سياسة الأقصاء والألغاء والذبح والقتل للأفكار والأتجاهات الأخرى في المجتمع وتفتح الطريق لنمو التيارات الأكثر تطرفا في الأسلام وبذلك تكون قد اعادت مجتمعاتنا الى الماضي من حيث الشكل والجوهر وقطعت الطريق امام اى شكل للتعايش المشترك مع الفئات الأجتماعية الأخرى وحددت اسسها للعيش في ظل سلطتها اعتمادا على مدى التزام الآخرين بفكرها وطريقة عيشها وتكون قد الغت صيغة الوطن كجامع ومتنوع وملون لكافة الأفكار والأتجاهات الى صيغة وطن للفكرة الدينية وهذا يتناقض مع مفهم الوطن والدولة المدنية الجامعة وبناء عليه فان سلوك الأخوان المسلمين يحكمه ويحركه وناظمه هو مصلحة الجماعة وفكرها وليس مصلحة الوطن والعيش المشترك ولذلك فان تعارضاتها اخذت شكلا حادا في الدول القومية كون الفكر القومي من حيث الجوهر يتناقض مع الفكر الأخواني واخذ هذا التناقض في الكثير من الأحيان شكله التناحري وآخر تعبيراته في سوريا ولندقق في مسار الصراع فقد كانت جماعة الأخوان المسلمين هي القوة الأبرز والأقوى في بداية الأزمة والآن فانها اصبحت القوة الأضعف وحل محلها القوى التكفيرية الأكثر تطرفا وهذا يعني ان الفكر التكفيري الأقصائي ينمو ويترعرع داخل حركة الأخوان المسلمين وعندما تتهيئ الظروف المناسبة فانه اولآ ينقض على حاضنته ليحسم قضية التمثيل الديني ووحدانيته ومن ثم ينقض على الطوائف والمذاهب الأخرى ويكون قد وقف ضد الجوهر الأنساني للعلاقات الأجتماعية بين الفئات الأجتماعية وتنوعها ويكون قد ضرب فكرة الوطن والوطنية وحدد خياره انه يسعى لوطن من اجل فكرته الدينية وبهذا فانه عن وعي او عن غير وعي يغذي ويخلق المبررات من اجل اقامة وطن يهودي من اجل الفكرة (اليهودية ) ولذلك فاننا نرى سلوكه من اجل فلسطين يقتصر على المعنى الديني للمكان وليس الجوهر التحرري الوطني الديمقراطي للقضية الفلسطينية ومن هذا المنطلق فاننا نفهم سلوكهم اليومي في حين تقصف غزة ويقتل اطفالها اقاموا في الأردن صلاة ليلة القدر امام السفارة السورية وهذا يؤكد انهم ينتصرون الى مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن كما كانوا سابقا ينتصرون لأفغانستان ويديروا ظهرهم لفلسطين .وسنرى قريبا ان علاقاتهم في التيارات الأسلاميةالفلسطينية والتي اتسمت بالطابع الوطني التحرري مثل الجهاد وحماس ستاخذ ذات السياق التاريخي الذي حدث مع حركة فتح منذ نشاتها وحتى مرحلة الطلاق بينهم وهذا ما سيحدث مع حماس والجهاد بحكم موقعهم الملموس في الصراع الوطني التحرري وستبدا الجماعة بالتناقض موضوعيا معهما بحكم تغير اولوياتهما في حين الأخوان جوهر فكرهم قائم على سيادة الجماعة على فكرة الوطن الجامع في حين تسعى الجهاد وحماس مع الفصائل الأخرى من اجل استعادة فكرة الوطن الجامعة في فلسطين وقد جربت حماس ان فكرة السلطة من اجل الفكرة لا يمكن ان تتحقق وانما فكرة الوطن لمجموع الأفكار والأتجاهات هي الأكثر واقعية والقابلة للحياة ,,,, وهنا يتبادر الى ذهننا سؤالا لماذا تترعرع وتنمو جماعة الأخوان في دول بعينها (الملكية) لكون الدولة الملكية لا تحمل اي فكرة او فكر فانها قائمة على الولاء للملك وعائلته وتشكل جماعة الأخوان المسلمين القاعدة الفكرية والأجتماعية للسلطة الملكية القائمة وتكون متحالفة معه حتى اكتمال مرحلة التمكين وهنا تضع الملك وحكمه امام خياران اما التنازل عن صيغة الحكم لمصلحة الجماعة او الألغاء .ولكي فهم تعارضهم مع السعودية فيرجع ذلك الى وجود مرجعية فكرية دينية وقاعدة اجتماعية تاخذ من الفكر الوهابي مرجعا وغطاء للملكية والذي يتعارض مع الفكر الأخواني واي تدقيق في تاريخ صراع الأخوان السياسي فاننا نلاحظ ان كل معاركهم التناحرية قد خيضت مع الأنظمة الوطنية التحررية من نظام عبد الناصر الى الجزائر الى سوريا والعراق وأداروا ظهرهم للقضية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وكانوا دائما يحاربون في الأماكن الخطأ ويحرفون بوصلة الصراع وبالنهاية فان حروبهم في جوهرها هي متناقضة مع فكرة الوطن للجميع وتسعى لوطن من اجل الفكرة وتكون بذلك قد هيئت الأجواء لوطن من اجل الفكرة الصهيونية في فلسطين ,,,,,,,