2024-03-28 01:45 م

الشمس تشرق من جديد على فلسطين

2014-07-26
بقلم: جمال أحمد رابعة*
ما إن انطلقت الصواريخ تدك معاقل الاحتلال و تجمعاته العسكرية بسواعد المقاومين في فلسطين المحتلة ردا على الاعتداءات الصهيونية على السكان الآمنين في قطاع غزة عقب الاتهام الذي وجه الى شعبنا في فلسطين المغتصبة بعد مقتل ثلاثة مستوطنين في ظروف غامضة و على الأغلب أنها جريمة من جرائم الاحتلال لتبرير اعتداءاته على شعبنا الفلسطيني في غزة و أراضي الضفة, كل ذلك حدث بعد تعهدات و ضمانات دولية و اقليمية و تنسيق عالي المستوى بين ذلك الكيان الصهيوني و الفرنسيين و آل سعود. قرر الكيان الصهيوني شن عدوانه مستفيداً من حالة التصدع في الوضع العربي المنشغل بمفرزات ووحل الربيع الاسود المنتج خارجيا برعاية و دعم و توجيه و تنسيق هذا الكيان السرطاني بتحالفه مع آل سعود . كذلك كان الرهان من قبل هذا الكيان على الانقسام الفلسطيني ما بين حماس و السلطة و الجهاد الاسلامي للاستفراد بقطاع غزة و تحقيق انتصارات وهمية. أسئلة كثيرة تطرح في هذا السياق تفسر اسباب هذا العدوان. لكن باعتقادي استطيع القول ان كل ما يحصل اليوم في فلسطين المحتلة هو نتائج لجهة مقدمات حصلت في الامس بزيارات مكوكية من قبل الخارجية الاميركية للمنطقة في الزيارة الاخيرة لكيري للسعودية قال الأخير : لمست حماسة عالية من القيادة السعودية بموضوع التسوية الفلسطينية الاسرائيلية . و المعلومات تفيد بأن هناك عرضاً اميركيا للسعودية للضغط على السلطة للاعتراف بيهودية الدولة و التخلي عن مبدأ العودة و الموافقة على مشروع التوطين بحيث يتم استضافة الفلسطينين بإحدى الدول العربية و كندا و استراليا. مقابل ابعاد شبح اتهام السعودية برعاية الارهاب بعد ان اكتمل هذا الملف وتم تقديمه الى الامم المتحدة تبعته زيارة اوباما الى السعودية لدعم هذه الشروط و حسب مصادر مطلعة للمنار كان هناك لقاء سعودي اسرائيلي في عاصمة عربية قبل بدء العدوان على غزة . الذي حصل ان تقدير حساب البيدر لم يتوافق مع انتاج الحقل إذ ما رأيناه في الواقع هو تغيير قواعد اللعبة من قبل الفصائل المقاتلة على ارض فلسطين و بالأخص القيادات الميدانية المدعومة من محور المقاومة في المنطقة و الانتقال من مرحلة الدفاع الى الهجوم و ان هذا الكيان غير قواعد الاشتباك خلال المرحلة السابقة بتدخله المباشر و السافر الى جانب العصابات التكفيرية عسكرياً و لوجستياً لذا فان المعركة انتقلت الى قلب فلسطين المحتلة و الى جبهتها الداخلية التي باتت تخط الضربات القوية بصواريخ المقاومين و التي مصدرها محور المقاومة. إن اكثر ما يقلق هذا الكيان لغز الصواريخ السورية في غزة التي تدك معاقله و هاهو الصاروخ الذي قصف حيفا صناعة سورية و ان المقاومة الفلسطينية تمتلك قذائف سورية الصنع يصل مداها الى اكثر من 150 كم. اذاً كل رهانات العدو قد سقطت فلا انشغال الدولة السورية بهذه الحرب القذرة بالقضاء على هذه العصابات التكفيرية التي يخطط لها خارجيا حقق ما حلم به الحلف الصهيواميركي بالابتعاد و التخلي عن القضية الفلسطينية و الاهتمام بالوضع الداخلي و كما قال السيد الرئيس الدكتور بشار الاسد في خطاب القسم : ( ستبقى فلسطين القضية المركزية استناداً للمبادئ و استناداً للواقع و ما يفرضه هذا الواقع من ترابط بين ما يحصل في سورية و ما يحصل في فلسطين ) . و رهانهم على انقسام الوضع الداخلي الفلسطيني سقط ايضاً فعلى العكس كان هناك موقف موحد من كافة فصائل المقاومة و السلطة ...... أنه لا خيار سوى المواجهة المسلحة مع هذا العدو الغادر للحصول على كافة حقوق الشعب الفلسطيني . من هنا نشهد ان هناك تطور كبير يحصل على الساحة الفلسطينية فهناك نهاية لمرحلة و بداية لمرحلة جديدة فرضتها المقاومة الفلسطينية بصمودها على الارض و تحقيق نتائج ميدانية و انتصارات كبيرة بتغيير قواعد الاشتباك مع هذا الكيان السرطاني.
*عضو مجلس الشعب السوري