2024-04-26 09:15 ص

سورية والعراق بين الارهاب الدولي وإرهاب الاعلام...

2014-06-16
بقلم: جمال العفلق
ما أن انتشر خبر سقوط الموصل، حتى بدأت المحطات العالمية والعربية حربها النفسية على العراق، وسارع الأعلام لرسم الصورة السوداء، فقامت الدنيا ولم تقعد وبدأ تحويل الصورة من هجمه بربرية دموية منظمة، الى صورة حراك شعبي ومطالب محقة لم يكن ينقص هذه الصورة إلا وصف هذه الدموية بالحراك السلمي كما كان ومازال يوصف في سورية. فما بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوي إلا احدى الصور التي تدعم الإرهاب وتزيد من الشحن الطائفي والمذهبي وليس غريب على القرضاوي واتحاده مثل هذه المواقف فهو يعتبر نفسه عراب الربيع العربي بالإضافة الى برنارد ليفي وروبرت فورد واردوغان الذي وصل حد التطرف عند البعض بوصفة خليفة المسلمين. ولن يكون الشعب العراقي أغلى من الشعب السوري او الليبي عند القرضاوي الذي ينشر بيناته من خلال القنوات العربية وهو المدعوم من قبل أميركا، حيث يجلس في قطر وينشر ويبث سمومه بدعم من أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة ولا نظلم الرجل إذا قلنا إنه يكتب بيناته بمساعدة خبراء من السفارة الأمريكية وغيرها. فأن يصف بيان اتحاد العالمي لعلماء المسلمين للأحداث بالعراق على أنها حراك شعبي وتحميل الحكومة المسؤولية عن ذلك وتجاهله لعمليات السلب والنهب التي حدثت وكذلك الاغتصاب ليس الا تعميق لدور هذا الاتحاد في زرع الفتنه وتمزيق الشعوب على خطى مشروع الشرق الأوسط الجديد. ولابد ان القرضاوي الذي بارك اغتيال الشيخ الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي في دمشق يحلم ان يكون امام الدولة السنية التي نشرت داعش خارطتها والتي تمتد على بلاد الشام والعراق. ولم يكن موقف القرضاوي هو الوحيد فتصريح الجامعة العربية ^المطاط ^ على لسان أمينها العام والذي عقد على مستوى مندوبين ليقرر اجتماع أخر على مستوى وزراء خارجيه على هامش اجتماعات منظمة العمل الإسلامي في جده. ورغم ان دور الجامعة السلبي دائما في القضايا العربية إلا ان مواقفها المسيسة دوليا تكون مستند قانوني كما حدث في قضية ليبيا عندما أعطت الضوء الأخضر للغرب لتدمير ليبيا، وتعمل على إيجاد مخرج قانوني لها لإعطاء الضوء الأخضر مره أخرى لتدمير سورية عبر ما يسمى تأمين ممرات إنسانية. فلا أحد ينكر ان الجامعة العربية من بعد إطلاق مشروع ما يسمى الربيع العربي أصبحت مرهونة وبشكل علني لقطر والسعودية. وما تباين هذه المواقف التي صدرت عربيا ودوليا واسلاميا الا دليل على نوايا مبيته لإعادة افتراس العراق، ولم ينسى اللاعبون من دفع المعارضة السورية للتصريح وتسجيل المواقف التي قرأت ما حدث في الموصل على أنه حراك شعبي وثورة ضد الظلم كما وصف ذلك ميشيل كيلو في أحد تصريحاته المكتوبة. وعلمتنا التجربة السورية أنه إذا ما بدأ أعلام ما يسمى الربيع العربي العمل على قضية فعلينا ان نفهم ان المؤامرة اكتملت أركانها وبدأ العمل على تنفيذها من أجل تحقيق الأهداف في رسم تلك الخارطة التي يرفض من يدعون أنهم معارضة ودعاة حرية ومساوات على فهمها أو قبولها على الأقل بالعلن. فهذا الإرهاب الذي يسيطر على منابع النفط ليمول نفسه ذاتيا من يشتري منه غير الداعمين للإرهاب وبأبخس الأسعار ؟؟؟ فمن غير المقبول ان نسمع تصريحات القائمين على حقوق الأنسان بوصف الأحداث بالدموية في سورية والعراق وتحميل الحكومتين المسؤولية دون التطرق الى أفعال المرتزقة من تهجير وسلب ونهب وقتل واغتصاب. ولكن الواضح في هذه الحرب وبالرغم من دمويتها ، أنها أفرزت عمل عسكري مشترك بين العراق وسورية سيفضي بالنهاية الى تدمير هذا الهيكل الإرهابي ورده الى مصدرة من حيث أتى .