2024-04-18 12:04 م

وطني الصبح

2014-06-11
منير النمر

والزهرِ الذابلِ في قلبي، مثل ضياء النجمة مصلوباً

فوق جدار مجرَّتِه العظمى..

يجعلني أبكي منتحلاً صفة الموتى العابر فيهمْ كلّ ضياء الشمسِ،

الآتي من قنديل العمرِ، الساطع مثل النجم الطارقِ

في ملكوتِ ترابٍ يبكي سخطاً عربياً تقطره العتمهْ.

 

وطني يجعلني أشعر بالغربهْ.

يجعلني أرسمُ، كالتاريخ ضحايا معركةٍ

تحمل داخلها الحرقه.

 

وطني

فكركَ يرهقني...،

كل زواياكَ الملأى بروح العتمةِ، شكل الأقفالِ، السجنَ

الموتى ترعبني...،

 إلا رملكَ يا وطني الخالد في بدني..، ما زالَ يعانقني...

 

وطني

حتى الموتى في وطني يبكون علينا..

حتى الريح على ساق البحر الأملسِ تبكي علينا..

حتى الغربة والأقفال التأكل لحم يدينا.. تبكي علينا...

والسجانُ، الدمعةُ، رملة صحراء يُشْعِرُها الماء بطعم العطشى تبكي علينا...

 

وطني

ما زلَ الغيبُ الجاثم فوق حناجرنا يبكي، وأنا أبكي منتحلاً صفةَ الموتى

والزانون بكل امرأةٍ سكرى - تُشْبِهُ ثروة شعبٍ منسيٍّ -

كشفوا سوأتهم للريح العطشى

وتمادوا، كالرقص الساهر في شفتيها الناعمتين كدنيا

سرقوا من كل ترابكَ يا وطني شكلَ الحبْ.

روحَ مضاجعةٍ تحضنها عينٌ ملأى بحبِّ سماءٍ صافيةٍ...،

كلَّ قضية شعبْ.

صار الليلُ على رملكَ يا وطني

مثل غريبٍ مدّدَ ساقاهُ على نجمة عشقٍ، والعطر يغلفُ نجمة رملكَ

لكنْ. سرقوا ليلاً من بدن النجمةِ حتى صارتْ دنياكَ بلا طعمٍ

بريٍّ يتشهى الغيمة والأمطارْ.

يا وطني

الضائع كالأشعارْ.

يا كأسَ حبيبةَ قلبي..

يا مرآةً لوثها العارْ.

وطني ينهض مثل الصبح العاشق للإزهارْ.

مثل شهيدٍ عطَّرَهُ المولى..

أُقسمُ بالليلِ، الصبحِ، الموتى، نجمِ الطارقِ، كلّ نداءٍ رتَّله الله علينا

أن لا رملاً طهرني إلا "كْ".

فالنهضْ يا وطن الصبح.. فهذا التاريخ تقبّحهُ كل العوراتْ.

هذا سيف "عليِّ" قطعَ "اللاتْ".

هذا صبرُ "حسينٍ" أشعل داخل لحمتكَ الآتْ.

فأتي صبحاً يا وطني..

حررْ قلبكَ من موتاكْ.

قمْ وتنفسْ.

للصبح تنفسْ.

حررْ قلبكَ من موتاكْ.

يا وطني العربي.