2024-03-29 01:51 م

«المسامح كريم».. ستائر تفتح أبواب القلوب

2014-04-15
"افتح قلبك" والستار معاً، واغفر لمن تحب، فتكافئ نفسك أولاً وتكسب أحبتك، هذه هي خلاصة البرنامج الجديد "المسامح كريم" الذي يقدمه الإعلامي جورج قرداحي على شاشة " OSNيا هلا"، بثوب جديد وعلى أرض مختلفة، ليعود به مجدداً إلى الشاشة ببرنامج يثير التساؤلات، أو الفضول لمعرفة السبب وراء هذا التكرار، والإصرار على تقديم فكرة قدمها سابقاً، مضيفاً إليها بعض البهارات، والتغييرات على مستوى الشكل والديكور والأشخاص.

إن كان المبرر هو دعوة للتسامح، فالفكرة نبيلة أحبها الجمهور وتفاعل معها بقلبه وعقله ووجدانه في "افتح قلبك"، الذي قدمه قرداحي قبل سنوات على شاشة "إل بي سي"، رغم بعض التحفظات ذلك الوقت على البوح بالمشكلات الخاصة على الهواء وأمام الملايين من المشاهدين، ولكن مرور بضع سنوات، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي سَهَّل مهمة قرداحي في "المسامح كريم"، وجعل مجرد التفكير في ردة فعل الجمهور وتقبله للبرنامج أمراً غير وارد، ولكن الوارد هو إطلالة جديدة بثوب تقليدي للقرداحي في نسخة مقلدة.

انطباعات ومفاجآت

ربما لا يزال الحكم على البرنامج مبكراً، ولكن الحلقة الأولى أعطت انطباعات كثيرة، وكشفت عما يمكن أن يحتويه البرنامج من مفاجآت في الأيام المقبلة، ففتيحة ضيفة الحلقة الأولى، التي استدعاها زوجها طلباً للصفح والعودة لمنزله مع أطفالهما للم شمل الأسرة من جديد، فتحت الباب على مصراعيه، ورددت في البرنامج التلفزيوني الذي يشاهده أطفالهما قبل الجميع أن زوجها خائن، وهو ما أنكره الزوج، وأقسم مراراً وتكراراً على إخلاصه لزوجته رغم اعتدائه عليها سابقاً بالضرب، وحرمانها من المال وعدم توفيره لشراء الدواء لابنتهما. هذه الجرأة في الطرح، والإعلان عن ضيفي الحلقة المقبلة اللذين ينتميان إلى عائلتين مختلفتين، وأثمر خلافهما عن مقتل عدد كبير من العائلتين، يزيد ثقة المشاهد بدور البرامج في الإصلاح، وهو ما لم ينجح الكثيرون في القيام به.

أدوار

تنوعت الأدوار التي لعبها جورج قرداحي، فما بين مصلح اجتماعي، ومقدم برامج، كان دور الأب هو أفضل الأدوار، حيث احتد بعض الشيء على الزوج حين اعترفت الزوجة بضربه لها، مردداً بأن وفاة والدها لا يعطيه الحق في ضربها، ومعاهداً فتيحة على أنه سيكون لها بمثابة الأب، واعداً إياها بمتابعة حسن سير الأمور بينها وبين زوجها بعد انتهاء الحلقة، وهو ما استحسنته الزوجة التي ابتسمت بمجرد اقتراحه أن يمنحها زوجها راتبه الشهري لتتولى هي إدارة مصروف المنزل.

حيادية قرداحي لم تكن في صالحه في بعض الأوقات، إذ ترك في الحلقة الأولى الأمر معلقاً لثوانٍ، فظهر بذلك فاقداً للسيطرة على البرنامج أو على الموقف نفسه، ورغم تأكيده بأنه لا يريد أن يضغط على الزوجة لاحترامها لقرارها، إلا أن توليه مهمة الإصلاح في هذا البرنامج تزيد على عاتقه مسؤولية التحدث مع الطرفين بأسلوب أكثر جرأة ووضوحاً وإقناعاً.

أداء

"المسامح كريم" ليس برنامجاً جديداً على القرداحي الذي أثبت لنا ظهوره في برامج سابقة، أن هناك برامج لا تليق به، أو تظهر أداءه بارداً باهتاً بلا نكهة مميزة، وفي المقابل، هناك برامج مفصلة على مقاسه، أتقن تقديمها واحترفه، فكان الأقوى فيها بلا منازع، وفي "المسامح كريم" تكمن قوة البرنامج في المشكلات الاجتماعية، وجرأة الضيوف على الاعتراف بها، وليس في مقدم البرنامج نفسه، على النقيض من "من سيربح المليون" الذي كان قرداحي فيه البطل بامتياز.

وفي حوار سابق، أكد قرداحي أنه بناءً على خبرته في مجال التلفزيون، تعلم أن البرنامج ليس بأعداد متابعيه، بل بالقيم الأخلاقية والاجتماعية التي يسعى لإيصالها للمشاهدين، وهذا ما يتوفر في برنامجه "المسامح كريم" الذي يستند على أسس التسامح والمحبة والترفع، معبراً عن سعادته به وواثقاً- مسبقا - بالنجاح الكبير الذي سيحققه.

قضايا شائكة

 

يستضيف جورج قرداحي في كل حلقة من برنامج المسامح كريم، شخصاً من عامة الناس ليكون ضيفه، ويحكي قصته والمشكلة التي سببت له قطيعة أو خلافاً مع الشخص الآخر، ويستدعي البرنامج الطرف الثاني في محاولة للإصلاح بينهما، ويكشف جورج أوراق طرفي الصراع، ساعياً لإعادة المياه إلى مجاريها، وإقناع الطرفين بأهمية التسامح، تظهر في البرنامج قصص وحكايات مؤثرة، وقضايا شائكة، ما بين طلاق وهجران وقطيعة وعقوق وخلافات على الإرث وغيرها.