2024-04-25 08:27 ص

أوباما... من أزمة مع موسكو... إلى تأزم مع إسرائيل

2014-04-14
بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
ربما العالم اليوم مشغول بالأزمة الأوكرانية، وتتصدر تداعياتها لائحة إهتماماته، ليأتي غضب الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض حيال إسرائيل وموقفها من الأزمة الأوكرانية، التي تتابع عن كثب تطوراتها، إذ شكلت الجهات الأمنية والإستخباراتية في تل أبيب فرق متابعة لرصد تداعيات الأحداث في أوكرانيا منذ إندلاعها، الأمر الذي يلوح بمدى أهمية هذه المنطقة بالنسبة لإسرائيل, ويطرح تساؤلاً حول القلق الذي تبديه إسرائيل من الأزمة الأوكرانية. أعربت الدوائر السياسية الأمريكية عن غضبها وخيبة أملها من التعاطي الإسرائيلي مع الأزمة الأوكرانية وعدم مساندة تل أبيب لموقف واشنطن في الأزمة ضد روسيا وتمدد نفوذها في أوكرانيا، معتبرين أن هذا الموقف يعكس وضع القيادات الإسرائيلية علاقاتها مع أمريكا في نفس مستوى علاقاتها مع روسيا، فغياب إسرائيل عن الجلسة التي عقدت في الأمم المتحدة للتصويت على إدانة التدخل الروسي في شبة جزيرة القرم وتهديدها وحدة الأراضي الأوكرانية، يُعد من أقوى أسباب الغضب الأمريكي حيال موقف الحكومة الإسرائيلية، لهذا يعتبر هذا الموقف الإسرائيلي الذي يتبناه على وجه الخصوص رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" ووزير خارجيته "أفيجدور ليبرمان" جولة جديدة من التوترات التي شهدتها العلاقات الأمريكية الإسرائيلية . وفي سياق ذلك إمتنعت الحكومة الإسرائيلية عن إظهار أي موقف صاخب من الأزمة الأوكرانية والتزمت الحذر عبر إكتفائها بإصدار بيان أعلنت فيه أنها "ترقب بقلق الأحداث في أوكرانيا، وتأمل ألا تنزلق إلى حد يؤدي إلى فقدان حياة البشر"، وفُسر هذا الموقف على إنه إستجابة إسرائيلية إلى ضغوط مارستها واشنطن من جهة أولى، ومن جهة ثانية تفضيل وزير الخارجية الإسرائيلي ،ليبرمان، وهو من أصول روسية موقفاً يدعو لتعزيز وتطوير العلاقات مع روسيا. في إطار ذلك يمكنني القول إن إسرائيل ليس لها أي دخل بهذا الصراع وستبذل قصارى جهدها للنأي بعيداً عنه، كما أن إسرائيل بوضوح لا تريد قول أي شيء يمكن أن يؤدي إلى أي عداء مع الولايات المتحدة حليفها الأكبر في المنطقة، وفي الوقت نفسه ليس لديها مصلحة في فعل أو قول أي شيء يثير غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إسرائيل . بمعنى أن إسرائيل لديها علاقة جيدة مع موسكو التي تحظى بتأثير كبير على إيران وسوريا ولا ترغب في إثارة غضب موسكو بلا داعٍ، لإن الرئيس بوتين يستطيع أن يصعب الأمور أكثر على إسرائيل إذا أراد، وهذا يفسر الصمت العلني الإسرائيلي بشأن الأزمة الأوكرانية، وبالتالي لا تريد أن تتورط في هذه الأزمة كما هو الحال بالنسبة للبرازيل وسنغافورة اللتين لم تصدرا أي تصريحات حول الوضع في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ليس فقط أن إسرائيل ليس لديها أية مصلحة في هذا الصراع وإنما هناك مخاوف واضحة على اليهود المتواجدين، بالإضافة إلى قلقها من أن تسفر هذه الأزمة عن إنهيار نظام العقوبات المفروضة على إيران، والتي أسهمت في إحداث إعتدال كبير على مرونة إيران من برنامجها النووي، وسمحت بإنتخاب الرئيس حسن روحاني، كما إنه في حال فرض الغرب عقوبات جدية على موسكو فإن بوتين لن يتردد في كسر نظام العقوبات على إيران